الأمم المتحدة تحذر من جعل الحرمان الجماعى فى القطاع أمرًا طبيعيًا

بالقصف والجوع لا يزال الفلسطينيون فى غزة ينزفون دما ودموعا ورغم الإدانات الدولية لسياسة التجويع والابادة التى ينتهجها الاحتلال، إلا أنه لا جدوى منها وسط إصرار إسرائيل على انتهاك كل ما له علاقة بالإنسانية فى قطاع غزة المدمر.
أعلنت وزارة الصحة بغزة ،أمس، استشهاد ما لا يقل عن 60 شخصا من بينهم 43 كانوا من منتظرى المساعدات فى مدينة رفح الفلسطينية بجانب عشرات المصابين، بالإضافة إلى ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية فى مناطق مختلفة من القطاع .
ووصفت الوزارة استهداف الاحتلال لطالبى المساعدات بأنه مجزرة جديدة بحق المجوعين، موضحة أنه أطلق وابلا من الرصاص صوب المواطنين اثناء انتظارهم قرب مركز المساعدات التابع للشركة الأمريكية الإسرائيلية شمال مدينة رفح الفلسطينية، والتى اعتبرتها المنظمات الحقوقية بمثابة «مصيدة للموت».
فى سياق متصل اكدت صحة غزة ارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع ، حيث اشارت إلى أن القطاع يمر بحالة مجاعة فعلية تتجلى فى النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية وتفشى سوء التغذية الحاد.
وحذرت الوزارة من كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة فى القطاع إذا استمر هذا الصمت الدولي.
فيما دعت حركة (حماس) إلى حراك عالمى اليوم الأحد ضد التجويع الإسرائيلى الممنهج والإبادة الجماعية المتواصلة فى غزة.
فى الاثناء واصلت طائرات الاحتلال الاسرائيلى قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 124 لعودة الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي.
من جانبها حذرت الأمم المتحدة من أن يصبح الحرمان الجماعى أمرًا طبيعيًا فى غزة، مشيرة إلى إن سلطات الاحتلال أصدرت أمرا آخر بالنزوح، هذه المرة لأجزاء من شمال غزة.
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) إن حركة المساعدات الإنسانية داخل غزة لا تزال مقيدة حيث تم تسهيل 7 فقط من 13 محاولة لتنسيق حركة عمال الإغاثة والإمدادات مع السلطات الإسرائيلية.
كما حذر المكتب من أن أزمة الطاقة فى غزة تزداد عمقا، على الرغم من استئناف واردات محدودة من الوقود، منبها إلى أن الكميات الصغيرة التى تدخل القطاع – رغم أهميتها الحيوية للاستمرارية – تظل عند مستويات أقل مما كان يمكن استخراجه سابقا من الاحتياطيات الداخلية المتناقصة، والتى استُنفدت بالكامل الآن.
أوضح المكتب الأممى أنه مع كل يوم يمر، يقل نصيب الناس من المياه النظيفة والرعاية الصحية، ويزداد فيضان مياه الصرف الصحى فى الطوابق الأرضية.
من ناحية أخري، شدد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين (الأونروا)، فيليب لازارينى على ضرورة رفع الحظر المفروض على دخول وسائل الإعلام الدولية الى غزة.
قال فى منشور على موقع إكس: «650 يوما من الفظائع بحق المدنيين دون السماح بدخول وسائل الإعلام الدولية. استشهد أكثر من 200 صحفى فلسطيني. يُغذى حظر وسائل الإعلام حملات التضليل التى تُشكك فى البيانات والروايات المباشرة من شهود العيان والمنظمات الإنسانية الدولية. يجب رفع حظر وسائل الإعلام»
فى سياق متصل قالت (أونروا) إنها تمتلك مخزونا غذائيا كافيا لجميع سكان قطاع غزة لمدة تزيد على ثلاثة أشهر، لكنه لا يزال فى المستودعات بانتظار السماح بدخوله.
على صعيد آخر أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ،أمس، أن عشرة من المحتجزين الإسرائيليين سيُفرَج عنهم قريبا جدا من قطاع غزة، فى إشارة إلى تقدّم فى المفاوضات الجارية بشأن ملف الأسري.
بينما أكدت مصادر إسرائيلية أن 50 محتجزا ما زالوا لدى حركة حماس فى غزة.
من جانب آخر وفى فى ظل الجدل الدائر حول استطلاعات الرأى المتعلقة بصفقة المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، والتى وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأنها «مدبرة» و»مضللة»، كشف استطلاع رأى أجرته «القناة الإخبارية 13» العبرية ، عن تأييد واسع داخل الجمهور الإسرائيلى لإنهاء الحرب فى غزة.
أظهرت نتائج الاستطلاع، أن أغلبية ساحقة بلغت 71.6 ٪ من المستطلعة آراؤهم تؤيد توقيع اتفاق شامل لإنهاء الحرب وإعادة جميع المحتجزين.
فى المقابل، أيّد 13.4 ٪ فقط استمرار الحرب دون أى اتفاق، بينما أبدى 5.9٪ تأييدهم لاتفاق جزئى آخر يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإعادة نصف المحتجزين.