و «يمامة» الوفد.. وصديق العمر.. ولقاء السحاب
الوفد الذى كان مصنعاً لإعداد القادة الليبراليين التاريخيين
وفى 23 يوليو من عام 1952 فإن مجموعة من الضباط الأحرار بقيادة اللواء محمد نجيب وكان من بينهم جمال عبدالناصر وأنور السادات أعلنوا عن قيام الثورة فى مصر والتخلص من ا لنظام الملكى الذى اتهموه بالفساد والتبعية للاحتلال وزفوا إلى الشعب مجموعة من مبادئ الثورة فى القضاء على الاستعمار وأعوانه والقضاء على الإقطاع والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم وإقامة عدالة اجتماعية وإقامة جيش وطنى قوى وإقامة حياة ديمقراطية سليمة.
ومنذ هذا التاريخ إلى اليوم والجدال لم يتوقف حول الثورة المصرية وهو جدال نتوارثه جيلاً بعد جيل لأن ثورة يوليو المصرية لم تكن نقطة تحول أو علامة فارقة فى التاريخ المصرى فقط بقدر ما كانت مقدمة لتشكيل واقع سياسى واقتصادى واجتماعى جديد فى دول العالم الثالث فى مختلف القارات.
فالثورة المصرية التى قاد عبدالناصر تحولاتها بعد أن تجلت شخصيته فى القيادة الكاريزمية والقدرة على مخاطبة الجماهير والوصول إلى أعماق أعماق مشاعرها لم تكن ثورة محلية وإنما كانت صرخة فى وجه الاستعمار الذى كان يستنزف ثروات الشعوب لتظل وقوداً لحضارته ومصدراً لقوته وسيطرته.
ولأنه حوار لن يتوقف وسيظل ممتداً عبر التاريخ فإننا نقول إن الثورة المصرية فى يوليو 1952 هى أم الثورات التى نجحت فى إيجاد وتعميق المفاهيم الجديدة للكبرياء والكرامة الوطنية لإنهاء عقود من الخضوع والخنوع والاستعباد والظلم الطبقى والاجتماعى.
ولأنها كانت ثورة تهدد أحلام الكبار فى السيطرة وامتصاص دماء الشعوب فإن قوى الشر والعدوان تحالفت على مشروع ناصر القومى وعندما فشلت فى إيقاف المد الثورى فى العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956 فإنها دبرت نكسة يونيو 1967 التى حاولت من خلالها التخلص من عبدالناصر وأحلامه فى تحالف عربى يمتد من المحيط إلى الخليج.
وإذا كان مشروع ناصر الطموح قد توقف فى عام 1967 وخفت صوت القومية والعروبة فإن تجارب الأيام وتحدياتها والصراع الوجودى المستمر للسيطرة على المنطقة وإعادة احتلالها بأشكال مختلفة أثبتت الحاجة لإعادة اكتشاف مكامن القوة فى ثورة يوليو فى القضاء على الاستعمار وأعوانه.. وأعوان الاستعمار هم فى القوى الرجعية التى لا تبحث عن المصلحة العربية وإنما تضامنت والتحمت بقوى الشر لتحقيق أهداف مرحلية وقتية لتفتيت الكيان العربى والقضاء على الحلم العربى.. وثورة يوليو مازالت مستمرة.. والحوار مازال قائماً.. وهناك الكثير لم يقال بعد.
> > >
ونعود إلى الحزب الذى كان موجودا قبل ثورة يوليو.. الحزب الوحيد الذى ظل صامداً وعاد مع عودة الأحزاب السياسية فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات.
ونتحدث فى ذلك عن حزب الوفد!! الوفد الذى كان مصنعاً لإعداد القادة الليبراليين التاريخيين.. والوفد الذى كان مثاراً لإعجاب وتأييد الكثيرين.
وأتناول الوفد فى تاريخه الحديث بعد أن فقد بريقه وتواجده الجماهيرى المؤثر منذ اختفاء الزعامات التاريخية بعد وفاة فؤاد سراج الدين وحيث شهد الوفد مرحلة من الانقسامات أدت إلى ضياع معالم الطريق.
واليوم يدخل رئيس الحزب عبدالمحسن يمامة بالوفد فى مرحلة جدلية هزلية عندما يقول فى أحد البرامج التليفزيونية إن اسم الوفد قد ذُكر فى القرآن الكريم مستشهداً بقوله تعالى فى سورة مريم «يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا».
وصحيح أن يمامة حاول فى بيان جديد أن يفسر ما الذى كان يقصده محاولاً إيقاف الهجوم الضارى الذى تعرض له عندما أدخل القرآن الكريم فى الحوارات السياسية وحاول ما حاول أن يقدم تفسيرات للنجاة من الأزمة التى آثارها ولكن محاولات يمامة لن يكتب لها الكثير من النجاح فالقنبلة التى انفجرت لن يعاد تجميعها.. ويمامة أطلق قنبلة أصابت حزبه وأضرت بالوفد حاضراً ومستقبلاً.. والوفد أصبح فى حاجة إلى صقر وليس إلى يمامة..!
> > >
وهل هناك صديق فى هذا الزمان؟! هل هناك من يحفظ سرك ويصون العهد.. هل هناك من تأمن منه على نفسك وعلى بيتك وأهلك.. هل هناك من يفرح لفرحك ويحزن لحزنك.. وهل هناك الصديق الذى تفضله على نفسك..! وإذا وجدتم هذا الصديق فقد كسبتم الدنيا وما فيها..!! وجوده أصبح عملة نادرة فى زمن اختلطت فيه المعايير والمفاهيم.. وكله أصبح من ذكريات الزمن الجميل لجيل الطيبين.
> > >
وسيارة يتم تجميعها محلياً ستُباع بأكثر من خمسة ملايين من الجنيهات.. وسيارة «عادية» أعلنوا بكل فخر عن وصولها إلى الأسواق المصرية ستُباع بأكثر من عشرة ملايين من الجنيهات وتم حجز الدفعة الأولى بأكلمها..!! الملايين أصبحت مجرد أرقام.. ولا تسأل أحداً من أين لك هذا.. فلن تجد جواباً أبداً..!
> > >
والاتحاد الفلسطينى لكرة القدم دخل على أزمة اللاعب وسام أبو على وطالب بحمايته من الجماهير الغاضبة..! وبدون تدخل وبدون إصدار بيانات.. وبدون حماس وتصعيد.. فليذهب وسام ولا يعود.. هذه أزمة مفتعلة.. لاعب ويبحث عن مستقبله المادى.. اتركوه.. هذا هو عالم الاحتراف.. وهذا ما قلناه فى أزمة زيزو مع الزمالك.. هذا واقع جديد فى الملاعب.. والولاء والانتماء شعارات لم تعد موجودة.. وافتحوا الباب على مصراعيه لرحيل وسام.. ولكن لا تعيدوه أبداً.. صفحة وانتهت.. ولن يكون له وجود يُذكر بعد ذلك أبداً.. باع ناديه..!
> > >
وأخيراً:
عشنا الانتظار أكثر مما عشنا الحياة ذاتها.
> > >
وألا يغلق أحد صنبور الأيام، هذا العمر ينفلت بغزارة
> > >
والمرء مع من لا يفهمه مثل السجين
> > >
واليوم هروب رائع.. تهرب فيه من كل ما يؤلمك لفترة من الوقت.