تطور عالمى كبير فى عمليات التصنيع والإنتاج
هل أصبح دور مركز تحديث الصناعة حالياً هامشياً، مجرد تحصيل حاصل فى خدمة الصناعة والصُناع؟!.. سؤال أطرحه ويبحث عن إجابة حقيقية على أرض الواقع وليس مجرد كلام وشعارات، لأنه بكل صراحة لم نعد نسمع عن شىء اسمه مركز تحديث الصناعة أو عن دوره فى دعم ومساندة الصناعة والمصانع، وأنه بمثابة هيكل شكلى على الورق فقط نشاطه غير ظاهر، وأصبح غير موجود على أرض الواقع أو على الخريطة الصناعية منذ فترة، فلم نجده يقدم ما يمكن أن نلمسه أو نشعر به، رغم وجود بعض المشاكل والمعوقات والتحديات التى تواجه المصانع الصغيرة المتوسطة القائمة أو التى تعثرت منها، والتى لم تجد من يقف بجوارها ومساندتها لتعود للتشغيل مرة أخرى، وكان من المفترض أن يلعب مركز تحديث الصناعة دوراً مهماً فى ذلك بأن يقوم بدراسة أسباب تعسرها وتوقفها ويقدم لها الحلول والدعم لها، ولكن هذا لم يحدث.
لقد مر على إنشاء مركز تحديث الصناعة أكثر من 25 عاماً، وكان الهدف منه العمل على تطوير ونهضة الصناعة المصرية ودعم ومساندة المصانع على تطوير منتجاتها وإنتاجها ليتواكب ويتوافق مع مواصفات ومتطلبات الأسواق العالمية.. ولكن للأسف لم يحدث ذلك بالشكل المطلوب خلال الفترة الماضية، كما أنه لم يسهم بقوة حالياً أيضا فى تقديم دراسات الجدوى المطلوبة أو المساعدات الفنية والإدارية للمصانع الجديدة أو المتوقفة عن الإنتاج، والتى كانت تواجه بعض المعوقات فى عمليات الإدارة أو التسويق أو الإنتاج أو التعبئة والتغليف والتدريب وغيرها من المشاكل.
الصناعة المحلية فى أشد الاحتياج لدور مركز تحديث الصناعة المفقود حاليا خلال هذه المرحلة المهمة، والتى تشهد تحولاً وتطوراً عالمياً كبيراً فى عمليات التصنيع والإنتاج، بخلاف القيود والضوابط التى تفرضها الدول الأوروبية على الصادرات والمنتجات المصرية التى تدخل أسواقها، كما يجب أن يلعب مركز تحديث الصناعة دوراً قوياً وفعالاً فى إحداث التعاون والتكامل بين القطاعات الصناعية المختلفة فى المناطق الصناعية على مستوى الجمهورية والمحافظات بالتنسيق والتعاون مع هيئة التنمية الصناعية، خاصة فى مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة أيضا، ليكمل كل منهما الآخر بهدف تقليل الواردات من الخارج، خاصة بعد أن أصبح لدينا عدد كبير من المصانع التى تقوم بإنتاج العديد من الخامات ومستلزمات الانتاج، وأيضا المنتجات التى كنا نستوردها من الخارج.
لقد حان الوقت لتفعيل دور مركز تحديث الصناعة بقوة، أو إلغائه، لأنه أصبح يمثل عبئاً حقيقياً على الصناعة وليس إضافة، إذ لم يسهم بشكل قوى وفعال فى خدمة الصناعة والصُناع وتعظيم القيمة المضافة فى المنتجات المحلية، وأن يعمل على تنمية المنتج المحلى بأن يحظى بالأولوية فى كل المزايدات والمناقصات الحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى العمل على رفع شعار «صنع فى مصر» فى السوق المحلية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية.
الدور المهم الذى يجب أن يقوم به مركز تحديث الصناعة فى المقام الأول، التوسع فى عمليات التدريب والتأهيل للعمالة الفنية فى المصانع وتقديم الدعم الفنى، وأيضا توفير دراسات الجدوى للمصانع الجديدة أو التى تحت الإنشاء حالياً.