استثمار اللغة الدبلوماسية فى معالجة أزمات المنطقة
شهدت العلاقة بين مصر والسعودية تطورًا قويًا منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1926، وتعتبر العلاقات «المصرية – السعودية» تاريخية ومهمة، ليس للبلدين وحسب، وإنما تنعكس على مجمل العلاقات العربية، لكون البلدان يمثلان حجر الزاوية فى حفظ الأمن القومى العربى.
يتطابق البلدان فى الرؤى فى جميع المجالات وتتناول المباحثات التى يجريها البلدان العلاقات الثنائية، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة وفى مقدمتها تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربى المشترك.
فعلى الصعيد العربى تؤكد صفحات التاريخ أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات فى النظام الإقليمى العربى وعليهما يقع العبء الأكبر فى تحقيق التضامن العربى، والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التى تتطلع إليها الشعوب العربية.
على الصعيد الإسلامى والدولى، التشابه فى التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدى إلى التقارب إزاء العديد من المشكلات والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية مثل الصراع العربى الإسرائيلى والقضية الفلسطينية، ومن هنا كان طبيعياً أن تتسم العلاقات المصرية السعودية بالقوة والاستمرارية.
ارتقت العلاقات بين القاهرة والرياض إلى الشراكة الإستراتيجية، وهو ما يوضح مدى العمق الإستراتيجى بين البلدين. والتى أظهرت مدى التوافق بين مصر والسعودية، والذى يصب فى مصلحة قضايا الأمة العربية.
يعتمد البلدان فى استثمار اللغة الدبلوماسية الرصينة فى التعامل فى الكثير من القضايا والمواقف فى معالجة الأزمات التى تمر بها المنطقة.
تعميق العلاقات المصرية السعودية، ينعكس بشكل إيجابى على الكثير من القضايا العربية والإقليمية، خاصة فى ظل تعقد الأزمات والمشاكل فى دول المنطقة بداية من الحرب على قطاع غزة ولبنان وليبيا والسودان.
تتطابق رؤى البلدان والقيادتان تجاه قضايا مكافحة التطرف والإرهاب باعتبارهما من أهم الأسباب التى تدفع المنطقة إلى هاوية الخطر بعيداً عن الأمن والسلم والاستقرار المنشود، حيث تكاتفت جهودهما، وقاما بتنسيق المواقف لمواجهة ذلك.
يمكن القول إن هذه العلاقات لا يمكن أن ينال منها أحد لأن البلدين يعلمان جيداً مدى صلابة هذه العلاقات، فنرى التوافق فى الرؤى فى ضرورة العمل لإنهاء الأزمات مثل الحرب على قطاع غزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأيضاً لبنان وليبيا والسودان.
من هنا فإن العلاقات بين البلدين ازدادت رسوخًا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، وترجمت فى زيارات واتصالات لا تنقطع بين مسئولى البلدين؛ لتعزيز علاقاتهما ودعمها فى مختلف المجالات. فالتنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات بين البلدين؛ بهدف مواجهة كل ملفات المنطقة وأزماتها، وما يتعلق بها من تهديدات وتحديات، وهو ما يؤكد عمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تجمع مصر والسعودية.
ترجمــت هــــذه العلاقات وتطورت من خلال التوقيع علــــى تشـكيل مجلس التنسيق الأعلى المصـرى السـعودى برئاســــة الرئيس عبد الفتاح السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان.. والذى سوف يسهم فى الارتقاء بمسار التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية والأمنية.