35 عرضًا.. والقطاعات الرسمية والمستقلة والجامعية والخاصة.. تتنافس على الجوائز
أكد النجم محمد رياض رئيس المهرجان القومى للمسرح المصري، أنه حقق حلمه المسرحى بخروج فعاليات المهرجان فى خطوة غير مسبوقة، لأول مرة إلى محافظات مصر المختلفة، تطبيقًا لشعار الدورة الحالية الـ 18 «المهرجان فى كل مصر».
قال: إن هذه الخطوة تأتى فى إطار رؤية شاملة تسعى إلى كسر مركزية الفعل الثقافى وتقديم المسرح كحق أصيل لكل مواطن مصري، من خلال الوصول إلى أماكن لم تكن تحظى سابقًا بفرص متكافئة فى الاستفادة من الفعاليات الثقافية الكبري، وتتعاون إدارة المهرجان مع الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ودعم وإشراف الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة.
أشار رياض إلى أنه تم اختيار أربع محافظات رئيسية لتمثل أقاليم مصر الجغرافية، هي: محافظة أسيوط ممثلة للوجه القبلي، ومحافظة الإسكندرية ممثلة للوجه البحري، ومدينة طنطا بمحافظة الغربية ممثلة لوسط الدلتا، ومحافظة بورسعيد ممثلة لإقليم القناة وانطلقت هذه الفعاليات قبل بدء المهرجان رسميًا فى القاهرة، وتم تقديم العروض المسرحية الفائزة فى الدورة السابعة عشرة، إلى جانب إقامة ورش فنية متخصصة، وندوات نقدية، وماستر كلاس مع نخبة من المخرجين والفنانين، فى إطار برنامج فنى وتوعوى متكامل.. تمثل تحقيقًا فعليًا لهدف إستراتيجى للمهرجان يتمثل فى ترسيخ مفهوم العدالة الثقافية والوصول بالمنتج المسرحى إلى كل ربوع الوطن، وقال: «نحن نؤمن أن المسرح ليس حكرًا على العاصمة، بل هو رسالة اجتماعية وفكرية لابد أن تصل إلى كل فئات المجتمع، ومن هنا جاءت فكرة التوسع الجغرافى التى بدأناها فى هذه الدورة، على أن تستمر وتتسع فى السنوات المقبلة.
«سيدة المسرح»
وعن إطلاق اسم الفنانة الكبيرة الراحلة سميحة أيوب على مسابقة العروض المسرحية، قال: الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، ان اطلاق اسم سيدة المسرح العربى على المسابقة الرسمية للعروض يأتى وفاء لتاريخها المسرحى الكبير، وتقديرًا لقيمة عطائها الممتد، ليظل اسمها حاضرًا بوصفها رمزًا من رموز المسرح المصري، والتى أثرت الساحة الفنية بأعمال خالدة ومساهمات بارزة كممثلة ومخرجة ومديرة لفرق كبرى مثل المسرح الحديث والمسرح القومي، وقد جاء ذلك بموافقة وإجماع أعضاء اللجنة العليا للمهرجان.
> هل تأثرت فنيا كممثل، بعد رئاستك لثلاث دورات متتالية فى المهرجان ونجاحك إداريا؟
>> «بضحكته البريئة والمميزة وبطيبة قلبه الأبيض» قال: عاوز تقول إيه؟ أنا اسعد إنسان فى الدنيا، الفلوس مش كل حاجة، أنا عملت تاريخا جديدا افتخر به فى مهنتى اللى بحبها، أنا حققت حلمى على أرض الواقع، كفاية مساندة وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، كان واقف معانا بكل إخلاص وسهل لنا كل حاجة، واللواء خالد اللبان ماسابناش لوحدينا.. وكل المحافظين اللى عملنا المهرجان عندهم ساعدونا فى كل شيء، وزمايلى فى مختلف اللجان بذلوا أقصى جهد لنجاح المهرجان وعلى رأسهم الدكتور عادل عبده مدير المهرجان.. وفى الآخر التوفيق من عند الله، والحمد لله كملت الثلاث دورات زى ما بتقول اللايحة وزميل تانى حيكمل، ربنا يوفقه.. وبالمناسبة كان بيتعرض عليه أعمال مسرحية كنت برفض، وكنت أقول لهم لو اشتغلت معاكم مينفعش تشاركوا فى المهرجان.. وأنا رئيسه.
«المهرجان فى كل مصر»
> وما الجديد الذى أضيف لهذه الدورة؟
>> هذه الدورة كلها «جديد فى جديد» بداية من تعاون إدارة المهرجان مع الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وإقامة أربعة مهرجانات فى أربع محافظات، وتقديم أقلام جديدة من الكتاب الشباب بتسعة نصوص جديدة على مدار الدورات الثلاث، هذا أكبر مكسب للحركة المسرحية، بفضل إخلاص كتيبة من النجوم المقاتلة لانجاح المهرجان، وتكريم 10 قامات مسرحية وعرض 35 مسرحية من أهم العروض التى قدمت العام الماضي.. كما يُعد المهرجان القومى للمسرح المصري، والذى تنظمه وزارة الثقافة سنويًا، أكبر وأهم تظاهرة مسرحية محلية تهدف إلى دعم المسرح المصرى بكل تياراته وفئاته، وفتح حوار فنى وإبداعى بين المؤسسات الفنية والفرق المستقلة والمواهب الشابة.. ويحرص المهرجان دائمًا على تكريم رموزه وتخليد أسمائهم من خلال مسابقاته وفعالياته.
> كيف يتم اختيار العروض المشاركة فى المهرجان؟
>> يشارك فى هذه الدورة «35» عرضًا مسرحيًا فى المسابقة الرسمية وثلاثة عروض على الهامش، تمثل مختلف المؤسسات الفنية والثقافية والمستقلة فى مصر، وتتنوع ما بين عروض رسمية وجامعية ومستقلة وخاصة، بما يعكس ثراء المشهد المسرحى المصرى وتنوع تجاربة.
يشارك البيت الفنى للمسرح بستة عروض، والهيئة العامة لقصور الثقافة تشارك أيضًا بستة عروض تمثل فرقها فى المحافظات، وتقدم وزارة الشباب والرياضة عرضين ضمن مبادرة «أول إبداع متخصص»، ويشارك مركز الهناجر للفنون بعرض، بينما يقدم صندوق التنمية الثقافية ثلاثة عروض.. أما البيت الفنى للفنون الشعبية فيشارك بعرض واحد بعنوان «الملك وأنا»، وتقدم دار الأوبرا المصرية عرضين هما: «أوبريت الباروكة» عن فنان الشعب سيد درويش، وعرض «أوبرا الشهامة الريفية»، وتقدم أكاديمية الفنون ثلاثة عروض من إنتاج معاهدها المختلفة، فى حين تشارك الجامعات المصرية بعرضين من المسرح الجامعي، هما «أصحاب الأرض»، و»محاكمة السيد آرثر ميلر».. كما تشارك الفرق الحرة والمستقلة بخمسة عروض متنوعة، أما فرق الهواة والنقابات الفنية ومنظمات المجتمع المدنى فتشارك بعرضين هما «العشاء الأخير» و»حفل تأبين»، فيما يقدم القطاع الخاص عرضين هما: «جسم وأسنان وشعر مستعار» و»عريس البحر».. ويؤكد هذا التنوع الكبير فى قائمة العروض المشاركة قدرة المهرجان القومى للمسرح على احتضان كافة التيارات المسرحية المصرية، الرسمية والمستقلة، وهو ما يتسق مع شعار الدورة الحالية «المهرجان القومى للمسرح فى كل مصر»، الذى يعكس حرص إدارة المهرجان على الوصول إلى كل المحافظات ودعم كافة المواهب المسرحية فى ربوع الوطن.
وتم تشكيل لجنة مشاهدة واختيار عروض الفرق الحرة والمستقلة، والتى يرأسها الكاتب والناقد الكبير عبدالرازق حسين، وتضم فى عضويتها الدكتور محمد زعيمة، والفنانة وفاء الحكيم، والفنانة لبنى الشيخ، والمخرج إسلام إمام.
> ما الآليات التى تم على أساسها اختيار المكرمين العشرة؟
>> اللجنة العليا للمهرجان هى التى تختار، ويكون ذلك بالإجماع على كل فنان مكرم، مع الأخذ فى الاعتبار اختيار جميع عناصر العمل المسرحى من ممثلين ومخرجين ومهندسى الديكور وسينوغرافيا وكتاب وغيرهم، ويتم اختيار اكبر عدد لأن الساحة المسرحية بها الكثير من المبدعين، ويجب علينا ان نقدم الشكر لما قدموه طوال رحلتهم الفنية، وفى إطار الوفاء لمسيرة رواد المسرح المصري.
والمكرمون هم: الفنان محيى إسماعيل، والفنان أشرف عبدالباقي، والفنانة ميمى جمال، والفنانة سميرة عبدالعزيز، والفنان أحمد نبيل، والمخرج أحمد عبدالجليل، والفنان جلال العشري، والكاتب سليم كتشنر، والدكتور صبحى السيد، والمخرجة عبير علي.
> وهل المكرمون من المحافظات الأربع؟
>> تم تكريم رموز المسرح فى محافظاتهم.. تقديرًا لإسهاماتهم الثرية فى إثراء الحركة المسرحية بالمحافظات، وتكريسًا لقيمة العطاء المحلى فى صناعة مشهد مسرحى وطنى متكامل.. ضمن شعار «المهرجان فى كل مصر» والمكرمون فى هذه الدورة فى المحافظات هم: الفنان سعيد العمروسى من الإسكندرية، وهو أحد أعمدة فرقة الإسكندرية القومية التابعة لهيئة قصور الثقافة، المخرج سمير زاهر من محافظة بورسعيد، وهو من أبناء المدينة الباسلة بورسعيد، ويعد من كبار مخرجى الثقافة الجماهيرية فى مصر، وأخرج أكثر من خمسين عرضًا مسرحيًا فى محافظات مصر المختلفة.
كما كرم درويش الأسيوطى من محافظة أسيوط، وهو شاعر وكاتب مسرحى وباحث فى التراث الشعبي، من مواليد 1946 بقرية الهمامية – مركز البدارى – أسيوط، وله أكثر من عشرين ديوانًا شعريًا تُرجم بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وصدرت أعماله الكاملة عن هيئة قصور الثقافة، ونال جائزة الدولة فى الشعر، وكتب عشرات المسرحيات للكبار والصغار، تم تنفيذها فى مصر والوطن العربي، وتكريم مصمم الديكور سمير زيدان، من مدينة طنطا بمحافظة الغربية.
> وماذا عن الفاعليات الأخري؟
>> بدأنا المهرجان «بدري» بمجموعة من البرامج المتنوعة من العروض المسرحية الرسمية، التى فازت فى العام السابق وعرضت بالمحافظات الأربعة، وورش العمل، والندوات الفكرية والنقدية، لتكون أكبر مساحة حيوية للقاء والتجريب والحوار بين أجيال المسرح، كما يسهم فى فتح آفاق جديدة للفنانين والمبدعين، ويعكس ثراء وتنوع التجربة المسرحية المصرية.
«محاضرات فن التمثيل»
وماذا عن الندوات والورش؟
>> قدم الفنان فادى مبادر محاضرتين بعنوان «محاضرات فى فن التمثيل» شهدت المحاضرات إقبالاً كبيرًا فى مسرح السلام، حيث تنوعت الفئات العمرية للحاضرين الذين أبدوا تفاعلاً ملحوظًا وطرحوا العديد من الأسئلة، واستعرض فادى مبادر خلال المحاضرات منهج سانفورد مايسنر فى التمثيل، موضحًا الركائز الثلاثة التى يقوم عليها، وهي: التحضير العاطفي، تمارين التكرار، والارتجال.
وفى أجواء احتفالية مفعمة بالإبداع والشغف، اختُتمت فعاليات ورشة «التعبير الحركي» التى قدّمها رائد المسرح الحركى الفنان وليد عوني، وقد استمرت الورشة لمدة خمسة أيام، جذبت خلالها عددًا كبيرًا من شباب المسرح من مختلف الأعمار والخلفيات، والذين شاركوا بشغف فى تدريبات مكثفة تهدف إلى استكشاف لغة الجسد كوسيلة للتعبير المسرحي، بعيدًا عن النصوص التقليدية والحوار اللفظي، وأكد الفنان وليد عونى فى كلمته خلال ختام الورشة أن «المسرح ليس فقط ما يُقال، بل ما يُحسّ ويُجسّد، فالجسد قادر على النطق بالحقيقة دون أن ينطق بكلمة»، مشددًا على أهمية الحركة الواعية كأداة درامية متكاملة لبناء المشهد المسرحي.
وتم عرض مسرحية «حاجة تخوف» للمخرج خالد جلال باسيوط من إنتاج مركز الإبداع الفني، صياغة وإخراج خالد جلال، وهى تجربة مسرحية فريدة تمزج بين الخيال المسرحى والواقع الاجتماعي، وتستعرض فى إطار فنى ساخر ومؤثر مخاوف الإنسان المعاصر فى ظل المتغيرات النفسية والسياسية والاجتماعية، تحولات الوعى الجمالي.
> ما العنوان الرئيسى للندوات؟
>> انطلقت الندوات الفكرية هذا العام تحت عنوان «تحولات الوعى الجمالى فى المسرح المصري»، لتتناول بالتأمل والتحليل التحولات الجمالية التى طرأت على المسرح المصرى فى ضوء المتغيرات الاجتماعية والسياسية والتكنولوجية، بمشاركة نخبة من الباحثين والنقاد والفنانين.
وتوزعت على ثلاثة محاور رئيسية: أولاً: أثر السياقات السياسية والاجتماعية على الوعى الجمالي، وتناقش «التغيرات الاجتماعية وأثرها على أشكال التعبير المسرحي، والتوجه المؤسسى ودوره فى تشكيل الذوق المسرحى العام»، وثانيًا: تحولات النص المسرحى المعاصر، وتشمل تحولات بنية النص وموضوعاته وأساليبه، وتناقش «شهادات وتجارب كتاب المسرح المعاصر»، وثالثًا: تحولات العرض المسرحى «الجسد، الآلة، الصورة»، وتناقش «جماليات الجسد وفلسفة الأداء فى المسرح الراقص، وتحولات الفضاء المسرحى وأساليب الإخراج الجديدة، والإنتاج المسرحى غير الحكومي، وأشكال الخطاب النقدى الجديد، وعلاقة الإبداع المسرحى بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ويختتم برنامج الندوات بمائدة مستديرة لمناقشة واقع الموسم المسرحي.
وضمن برنامج الندوات يخصص المهرجان ندوات للمكرمين ومسار «وصلة»، بالإضافة إلى جلسات نقدية حول النصوص الفائزة فى الدورة السابقة، وقراءات فكرية لتجارب الراحلين.
كما تقام مسابقة التأليف المسرحى برئاسة الدكتور أحمد مجاهد.. والمقال النقدى والبحث النظرى برئاسة أسامة أبوطالب لدعم الإبداع المسرحى وتشجيع الأصوات الجديدة فى الكتابة.
أما مسابقة العروض المسرحية «مسابقة سميحة أيوب»، وهى المسابقة الرئيسية والأكثر أهمية ضمن فعاليات المهرجان، لما تمثله من احتفاء بالحركة المسرحية المصرية وتقدير لتجاربها المتنوعة، وقد تم اختيار نخبة من الرموز المسرحية والنقدية والفنية لتشكيل اللجنة، التى يترأسها الفنان الكبير رياض الخولي، وتضم فى عضويتها كلاً من الدكتور عاطف عوض، والموسيقار الفنان وليد الشهاوي، والفنان الكبير ياسر صادق، والدكتور حاتم حافظ، والدكتور محمود سامي، والفنانة الكبيرة منال سلامة.
