يصف بعض المرجفين والمذبذبين إعلامنا المصرى بأنه «إعلام الصوت الواحد» حيث يرى هؤلاء أن تماسك الجماعة الإعلامية خلف الدولة المصرية ومشروعها الوطنى بالدعم الكامل والدفاع المستميت ومهاجمة الخصوم بضراوة ومحاولة صناعة الأمل بنقل صور حية من الواقع المعاش، يرى هؤلاء المرجفون أن هؤلاء يمثلون «الصوت الواحد» ويزعم هؤلاء أن هناك من يدير المحتوى الإعلامى ويرسمه من خلال توجيهات وتعليمات يطلق عليها مرتزقة الإخوان «إعلام السامسونج» فى إشارة إلى أن هناك تعليمات تصدر وترسل عبر الرسائل التليفونية.
>>>
واستمر هؤلاء فى محاولة تشويه المشهد الإعلامى والحط من رسالة الإعلام وتشويه رموزه عبر برامج معدة خصيصاً لذلك؟ وهنا أقول «فصل الخطاب» إننا «إعلام الحق الواحد» وليس «إعلام الصوت الواحد» نحن الإعلام العاقل وسط هذا الانفلات الجنوني، إننا إعلام دولة وطنية لا إعلام ميليشيات وجماعات، إننا ندافع عن دولة وتاريخ وجغرافيا ومشروع وطنى وجيش وطنى ومؤسسات وطنية، إننا نحمل هذا الشرف بكل شرف ودون مزايدات، لكن ما يحزننى حقا هو بعض الأصوات التى كان من المفترض أن يكونوا فى معية الوطن.
>>>
أراهم يعيشون على الطرف الآخر من النهر يصطادون كل شاردة أو واردة وينسجون منها ما يعكر المزاج العام، إن هؤلاء لا يعلمون أنهم جزء أصيل من مؤامرة كبيرة تستهدف ضرب المزاج العام فى مصر، أشعر بقلق شديد من محاولات البعض تصدير صورة مشوهة عن الإنجازات التى تحققت فى مصر على مدار العقد الماضي، أخشى يكون «المشروع الوطنى المصري» الذى نحاول استكماله وسط ظروف شديدة التعقيد هو الضحية، فهناك تيار يرى ويؤمن أن هناك أخطاء جسيمة قد ارتكبت على مدار سنوات عشر.
>>>
فلم يراع فيها – مثلاً – فقة الأولويات – كما يحلو للبعض استخدام هذا التعبير – ويقول أصحاب هذا التيار «بما أنه كان يجب أن تكون هناك معارضة وآراء مغايرة لهذه التوجهات فى حينها وكانت تحتاج إلى حرية التعبير، وبما أن هذا لم يحدث ولم يتمكن أصحاب الرؤى والآراء المعارضة من عرض رؤاهم وأفكارهم فى نقد ونقض تلك المشروعات والسياسات فى حينه فالواجب – كل الواجب كما يرى هذا التيار – منحهم الفرصة كاملة للمعارضة «بأثر رجعي» عن كل ما جرى فى مصر خلال العقد الأخير! بيد أن هؤلاء وهؤلاء يرون أن الدولة أخطأت ويجب عليها أن تعتذر»!
>>>
ويحاكم كل من دافع عن الدولة أو أشاد بإنجازاتها! ومن هنا بدأنا نرى ونسمع تلك الشعارات الرنانة مثل «حطموا الأبواب .. افتحوا النوافذ .. ارفعوا السقوف .. فالشعب يريد فتح المجال العام، وحرية الرأى والتعبير تعلو على ما دونها من حريات، اطلقوا يد المعارضة تصول وتجول ليكون هناك رأى آخر، توقفوا عن التصفيق والإعجاب بالإنجازات الوهمية التى لا يراها إلا أنتم وإعلامكم الذى يطبل لها ليل نهار، أرجموا إعلام الصوت الواحد إنهم أناس يطبلون».
>>>
عليكم باستدعاء عاجل لكل صاحب رأى مناوئ للدولة ومؤسساتها وتوجهاتها ومشروعاتها حتى يجلسوا أمام الشاشات المملوكة للدولة للهجوم على الدولة! وذلك لمصالحة ومصارحة الرأى العام بالحقائق التى أخفتها الدولة عنهم طوال سنوات بسبب إعلام الصوت الواحد! وليس هناك مانع من إيقاظ الخلايا النائمة لتنشط من جديد وتأخذ نصيبها من حرية الرأى والتعبير وفتح المجال العام! يجب علينا أن نواجه انتشار محمد ناصر ومعتز مطر وأسامة جاويش وكل منصات الإخوان الذين يتطاولون على مصر ومشروعها الوطنى وكذلك التشويه الدائم والتشكيك المستمر.
>>>
لكل ما تحقق على أرض مصر خلال عقد من الزمان وذلك من خلال السماح لآخرين فى الداخل – ربما كان بعضهم نهايات طرفية وهم لا يعلمون – بالقيام بنفس الدور من التشكيك والتشويه ولكن دون تطاول وبهدوء حتى يعرف المواطن أن هناك رأياً آخر من داخل مصر يردد نفس ما يردده من هم خارج مصر!».
بحق السماء ماذا يجرى فى وادينا الطيب؟ بداءة لابد من الإشارة إلى النقاط التالية، أولاً: لا خلاف على أن حرية الرأى والتعبير شيء مهم للغاية فى أى مجتمع يتجه نحو الحداثة والتقدم، ثانياً: يجب التأكيد على أن مصر وخلال العقد الأخير حققت إنجازات لم تحقق فى قرن من الزمان.
>>>
ثالثاً: كل المشروعات الكبرى كالعاصمة وقناة السويس والعلمين والقطار الكهربائى ومشروع الطرق ومشروعات الطاقة والزراعة والصناعة وتحديث القوات المسلحة والشرطة جميعها كانت حتمية وضرورية فى إطار مشروع الجمهورية الجديدة وكانت الأصوات المعارضة موجودة لتعبر عن رأيها فى حينه دون منع أو مضايقة، اللهم إلا أن هؤلاء المعارضين يؤمنون بحرية التعبير من جانب واحد فقط، رابعاً: الدفع بأننا نفتقد الحرية والشفافية وآن لنا إعادتها يمثل – فى تقديرى – إهانة لتجربة لا تستحق إلا الاحترام والتقدير والامتنان.
>>>
الكلمة الأخيرة فى هذا الصدد يجب ألا نسمم البئر التى شربنا ونشرب منها، ثم إن الحرية المطلقة جريمة مطلقة، وأن غلاة الليبرالية فى حكومات الدول الغربية يضعون أولاً وثانياً وثالثاً محددات الأمن القومى لدولهم ثم يفصلون عليها قواعد الحرية المدارة بذكاء وعناية، وعلى كلٍ ادعوا الله أن أكون مخطئاً فى قراءاتى وتخوفاتى وقلقى على البئر التى يجرى تسميمها.