الحمد لله
مصر بخير.. وستظل مصر بخير بأبنائها وكفاءاتها وخبراتها وكوادرها الرائعة المخلصة.. وبقيادتها الحكيمة التى تتابع الأحداث لحظة بلحظة وتتدخل فى الوقت المناسب بتوجيهات حاسمة تنتصر دائما للوطن والمواطن.
الحمد لله.. رغم ضخامة الحريق وامتداد ألسنة اللهب الحارقة إلى كل مكان فالتهمت كوابل الاتصالات ودوائر البيانات وشبكات الانترنت.. إلا اننا نجحنا وصمدنا وحافظنا على ارتباطنا بالعالم الخارجى ولم تخرج مصر ولن تخرج أبدا من الخدمة.. انطفأت نيران رمسيس.. وبدأت عمليات الإصلاح والتأهيل للمبنى العريق.
الحمد لله.. انتظمت خدمات الاتصالات والبنوك فى أنحاء مصر.. واستأنفت البورصة انعقاد جلسات التداول، ونفذت فروع البنوك وتطبيقات المدفوعات الإلكترونية طلبات العملاء بتحويل واستقبال الأموال وسداد مدفوعات الخدمات المختلفة، كما أعيدت خدمات الاتصالات والإنترنت فى معظم المناطق التى تأثرت بتوقف خدمات السنترال.
وبعد عودة الخدمات الى طبيعتها كان لابد من تعويضات حقيقية مناسبة لجمهور المستخدمين.. المصرية للاتصالات أعلنت عن تعويضات لعملائها بعد تأثر خدماتها بسبب حريق سنترال رمسيس .. وقررت الشركة تعويض عملاء الإنترنت الأرضى بـ 10 جيجابايت، وعملاء الموبايل بواحد جيجابايت مجانًا.. وأضافت أن هذه التعويضات تأتى «لتأثر بعض خدماتنا فى الفترة الأخيرة».
وكان جهاز تنظيم الاتصالات قد ألزم شركات الاتصالات باتخاذ إجراءات فورية لتعويض المستخدمين عن تأثر خدماتها بسبب الحريق.. وقال الجهاز، إن الشركات ملتزمة بتعويض مستخدمى خدمات الهاتف المحمول بواحد جيجابايت، وتعويض مستخدمى خدمات الإنترنت الثابت بعشرة جيجابايت مجانية على الخط الثابت، أو خمسة جيجابايت مجانية على الهاتف المحمول فى حالة عدم انتظام الخدمة على الخط الثابت.
والسؤال الآن .. ماذا عن سنترال رمسيس العريق .. أحد أعمدة البنية التحتية للاتصالات فى مصر الذى يقترب عمره من قرن كامل ويعتبر مركزا رئيسيا لتجميع وتوزيع خدمات الاتصالات المحلية والدولية.. ويربط الكابلات الأرضية والبحرية التى تغذى الإنترنت والهاتف الأرضى فى العديد من المناطق.
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء قال إنه سيتم تحديث السنترال وإعادة تأهيله مع معالجة الأسباب التى أدت للحريق.. وما هى إلا ساعات وسمعنا صوت المطارق الخفيف يدوى على السقالات المعدنية التى تغطى الواجهة الأمامية للمبني، فى مشهد يعيد الأمل بعودة الحركة إلى مركز الاتصالات العريق.
ليس دفاعا.. ولكن شهادة حق.. عن وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت نتحدث.. فالكل شهد بتفاعله الايجابى السريع والحاسم منذ اللحظات الأولى لوقوع الكارثة.. الوزير كان فى جنيف فى مهمة عمل رسمية حيث ترأس وفد مصر المشارك فى قمتين عالميتين لمجتمع المعلومات والذكاء الاصطناعي.. فور علمه بالحريق فتح خطوط اتصال مباشرة مع قيادات الوزارة والشركة المصرية للاتصالات لمتابعة تداعيات الحريق أولا بأول وتصور الجميع فى البداية انه حريق بسيط سرعان مايتم السيطرة عليه.. لكن بمرور الوقت اتسع نطاق النيران داخل طوابق المبنى العريق واحدا تلو الآخر ولما شعر الوزير بخطورة الموقف قرر قطع رحلته والعودة فورا إلى القاهرة وفعلا وصل مطار القاهرة فجر الثلاثاء ومنه توجه مباشرة إلى سنترال رمسيس وكان فى انتظاره المهندس محمد نصر وقيادات الشركة الوطنية وفى موقع الحدث تعرف الوزير على الموقف الحقيقي.. ورغم جسامة الحادث وآثاره المدمرة إلا ان الوزير صمم على عودة كافة خدمات الاتصالات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة وتم فعلا نقل كافة الخدمات إلى أكثر من سنترال ليعملوا كشبكة بديلة، ونفى أن تكون مصر معتمدة على سنترال رمسيس فقط كمركز رئيسى لخدمات الاتصالات، وقال: «لا يوجد سنترال واحد فقط تعتمد عليه مصر ومع ذلك ستعود الخدمات بشكل تدريجى بعد ما تم نقل كافة الخدمات التى توجد فى سنترال رمسيس إلى أكثر من سنترال».
ومن قلب الحدث بعث الوزير برسالة طمأنة للشعب المصرى حيث اكد أن معظم الخدمات الحيوية تعمل بشكل طبيعى فى أغلب المحافظات وخاصة منظومة تقديم الخبز والمطارات والموانئ والمرافق الحيوية، وبعض الخدمات فى عدد من المحافظات المحدودة ظهرت بها أعطال يتم التعامل معها لاستعادتها خلال ساعات قليلة.. وشدد الوزير على أنه يتم متابعة الموقف أولا بأول؛ موجها نحو سرعة الانتهاء من أعمال الإصلاح واستعادة خدمات الاتصالات المتأثرة فى أسرع وقت، وحصر المستخدمين المتضررين واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويضهم.
والحقيقة التى يعترف بها القاصى والدانى .. المؤيد والمعارض ان الخدمات عادت بشكل طبيعي فى وقت قياسى رغم فداحة الحادث وامتداد النيران إلى كل الكوابل والدوائر والخطوط الرئيسية وهنا يجب الإشادة بكفاءة كوادر المصرية للاتصالات الوطنية والذين بذلوا قصارى جهودهم وما زالوا يقدمون كل ما لديهم من أجل عودة كافة الخدمات وهو ماتحقق فعلا على ارض الواقع فشكرا لهم .. وشكرا للوزير الشجاع الذى تحمل المسئولية وواصل الليل بالنهار ولم يغمض له جفن الا بعد الوفاء بوعوده وعودة الخدمات إلى طبيعتها.. شكرا رجال مصر المخلصين الذين اثبتوا انهم على قدر التحدى وتحمل المسئولية.