لمن لا يعرف شعب مصر.. نعود بهم ومعهم إلى التاريخ.. إلى عام 1967.. العام الذى شهد «النكسة» وضياع سيناء فى الحرب التى استهدفت القضاء على المشروع القومى العروبى المصرى الذى كان يقوده الزعيم جمال عبدالناصر.
فقد خرجنا من هذه الحرب وسط توقعات من الأعداء والأصدقاء بأن مصر قد انهارت وأن مصر قد خرجت من دائرة التأثير والقيادة وأنها لن تتمكن من العودة مرة أخرى وفقًا لكل المقاييس والاعتبارات المنطقية والعملية والعلمية أيضا.
ولكن ماذا حدث فى أعقاب النكسة؟ مصر لم تنهار داخليًا ولا خارجيًا.. مصر استوعبت فى أيام قليلة ما حدث ثم انطلقت فى مظاهرات تطالب رئيسها بالثأر فى 9و10 يونيو.. ومصر كلها على قلب رجل واحد رفعت شعارًا واحدًا.. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ومصر كلها لم تكن تتحدث إلا عن إزالة آثار العدوان.. ومصر خلال سنوات الاستعداد لتحرير الأرض من عام 67 إلى عام 73 لم تعرف رفاهية الحياة فلم يكن أمامنا إلا هدف واحد وهو استعادة الكرامة والكبرياء الوطني.
ونجحت مصر وانتصرت فى معركة التحرير بقيادة الفتى الأسمر ابن النيل محمد أنورالسادات لأنها خاضت المعركة بالعلم والإيمان وبوحدة شعبها واستعداده للتضحية والفداء.
وأقول ذلك اليوم بمناسبة تصريح رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى الذى يقول فيه: «إن الإنهيار الداخلى لن يحدث أبدًا».
والدكتور مدبولى يعيد بذلك التأكيد على حقيقة ثابتة معروفة.. هذا البلد لن ينهار أبدًا.. هذا البلد أقوى من عدة حرائق.. ومن جملة شائعات وأقاويل.. ومن انتقادات وتهويلات من عملاء فى الداخل وفى الخارج.. هذا البلد قادر على أن «يهضم» فى أمعائه كل هذا الهراء.. نحن ابتلعنا فى أعماقنا عبر التاريخ كل الغزاة.. وكل الذين تآمروا علينا.. وظل ابن البلد المصرى فخورًا بأنه مصرى حتى النخاع منتصر لاسم بلاده.. ولا شيء يعلو فوق صوت مصر وتاريخ مصر.. والكلاب سوف تظل فى نباحها.. والقافلة سوف تظل أيضا فى مسيرتها.
> > >
وأذهب بكم ومعكم إلى حوار قديم وحديث مليء بالعظات والعبر من عمر الشريف.. عمر الشريف الفنان العالمى الذى غزا «هوليوود» وطغت شهرته وسحره وتأثيره على كل النجوم العالميين.
يقول عمر الشريف فى حواره إنه نادم على رحلته العالمية وعلى تمثيله فيلم «لورنس العرب» الذى كان بداية الشهرة «كان نفسى أن أظل ممثلاً فى مصر.. نجم متزوج وسعيد وعندى ولد وكان نفسى أخلف أكثر ويكون عندى عائلة كبيرة.. كنت النهاردة بقيت راجل عندى أولاد وأحفاد كتير وأجلس على رأس الترابيزة سعيدًا».. ويقول الشريف: «ما يهمنى أن يعرفنى الناس فى اليابان أو الصين.. أنا نجم فى بلدى هذا هو الأهم».
وما قاله الشريف فى نهاية رحلة الحياة هو خلاصة خلاصة الحكمة.. وهو أن الاستمتاع بالحياة يأتى فى الوطن وسط الأهل والأصدقاء وأن الاهتمام بالأسرة هو أساس الحياة..!
وما يقوله الشريف هو رسالة مؤداها بأن النجاح فى أى مكان هو السعادة.. ولكن السعادة الأكبر هى فى الدفء العائلى الذى لا يوجد له مثيل إلا فى الوطن.
> > >
وسيناريست يتحدث فى قضايا تفوق وتعلو على قدراته الثقافية انتقد حفيدة أم كلثوم سناء نبيل لأنها تركت الغناء بعد ارتدائها الحجاب قائلاً: «أم كلثوم كده.. وحفيدتها كده.. شوفوا احنا وصلنا لفين»..!
والسوشيال ميديا لم ترحمه.. فالتصريح جانبه التوفيق.. فنانة تتحجب أو لا تتحجب.. تغنى أو لا تغني.. هذا نوع من الحرية الشخصية لا يمكن فيه التعميم أو اصدار أحكام مطلقة.. ولا علاقة للحجاب بالفن.. ولا أحد يعترض على الفن وجماله.. ولا أحد ضد الغناء وروعته لكل شخص الحق فى قناعاته وخياراته.. ولا يمكن أن يكون هناك اجماع فى القضايا الفكرية والإنسانية والدينية أيضا..!! والسيناريست نال ما ناله من التعليقات التى لا ترحم.. ولن يقف إلى جانبه فى النهاية إلا الناقد الفنى طارق الشناوي.. فطارق «عاوزها حمام الملاطيلي» باسم الفن..!
> > >
وشائعات حمقاء على السوشيال ميديا تتحدث عن ايقاف حفل فنى للمطرب الكويتى الشهير نبيل شعيل ومنعه من الغناء فى مصر لأنه غنى لفلسطين فى هذا الحفل.
وبالتقصى والسؤال.. فإن نبيل شعيل مدعو لحفل سيشارك فيه فى التاسع من أغسطس فى مهرجان «ليالى مراسي» ولم يوقف أو يمنع من الغناء فى مصر.. ولم يكن هناك من اعترض يومًا على أن يغنى لفلسطين وشعب فلسطين ولكن الشائعة الخبيثة لم تكن مجرد شائعة بل كانت نوعًا من السم العابر للحدود.. كانت تشويها فى حملة الأكاذيب ضد مصر.. حملة التأليب ضد مواقف مصر.. حملة الجهل والضلال.
> > >
وأذهب بكم ومعكم إلى شادية مصر.. وردة مصر التى لن تذبل أبدًا.. وهى تغني.. مسافر مسافر.. وخايفة تلاقى وردة تحلو فى عينيك.. تنسانى وتميل تقطفها بإيديك وتجرحك الأشواك وتتعذب هناك.. اقطفها بإيديا وما تجرحش ايديك.. سيب الجرح ليا وخلى الفرح ليك.. بس ارجع لى تانى تانى تانى من البلد الغريب.
ويا أم الصابرين.. يا صوت مصر.. يا شادية كل الاحترام والأماني.. لا يوجد وردة إلا أنت.. وهى وردة لا نقطفها أبدًا.
> > >
ورزقتنى بلطفك من حيث لا أدرى وغمرت قلبى بعطاياك دون أن أطلب.. أسندتنى حين مالت بى الحياة وأكرمتنى إلى حد الرضا فامنحنى يا الله لسانا لا يفتر عن ذكرك وقلبًا لا ينسى فضلك، وحمدًا يليق بعظمتك لا ينتهى أبدًا.
> > >
وأخيرًا:
هناك إنسان يجعلك لا تحتاج إلى الجميع لأنك تجد فيه الجميع.
> > >
وبعضهم كالوطن إن غابوا عنا شعرنا بالغربة.
> > >
وأفضل شيء فعلته كان التوقف عن إخبار الناس بما يحدث فى حياتي.
> > >
ويحدث أن يبكى فيك كل شيء إلا عينيك.