أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كايا كالاس، إن التكتل وافق على فرض حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية حربها على أوكرانيا، تتضمن سقفاً لسعر النفط الروسي.
ذكرت كالاس أن تلك الحزمة هى «الأقوي» من بين حزم العقوبات التى فرضت على موسكو حتى الآن، مشددة على أن أوروبا لن تتراجع عن دعمها لأوكرانيا.
تعهدت كالاس بأن يواصل الاتحاد الأوروبى تصعيد الضغوط على روسيا حتى تنهى حربها على أوكرانيا، وتدرك أن وقف العدوان هو الطريق الوحيد الممكن للمضى قدماً.
اعتبرت أن كل حزمة تضعف قدرة روسيا على شن الحروب، بشكل أكبر، وتابعت: «نواصل تقليص ميزانية الكرملين الحربية، باستهداف 105 سفن إضافية من أسطول الظل، وشبكات الدعم المرتبطة بها، وتقييد وصول البنوك الروسية إلى مصادر التمويل».
ذكرت المسئولة أنه سيتم حظر خطوط أنابيب نورد ستريم، كما سيتم خفض سقف سعر النفط، مشيرة إلى أن «الحزمة الجديدة تكثف الضغوط على الصناعة العسكرية الروسية، والبنوك الصينية التى تسهل التحايل على العقوبات، كما نمنع تصدير التكنولوجيا التى تُستخدم فى الطائرات المسيّرة.»،
معلنه أن الاتحاد الأوروبى يستهدف للمرة الأولي، سجلاً بحرياً روسياً، وأكبر مصفاة لشركة روسنفت فى الهند.
من جانبها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الحزمة الـ18 من العقوبات الأوروبية «تظهر أننا نضرب قلب آلة الحرب الروسية» بينما ذكر دبلوماسيون أوربيون أن تلك الحزمة تشمل خفض سقف السعر الذى حــدده مجموعــة السبع للنفط الخام إلى نحو 47.6 دولاراً للبرميل.
وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، انخفضت عائدات روسيا من مبيعات النفط الخام والمنتجات النفطية فى يونيو الماضى 14 ٪ تقريباً مقارنة مع الشهر نفسه فى العام السابق إلى 13.57 مليار دولار.
مع ذلك، ذكرت وكالة الطاقة الدولية، أن إنتاج روسيا من النفط الخام ظل مستقراً إلى حد كبير عند 9.2 مليـــون برميـــل يوميــاً، الشهر الماضي، واستقرت عمليات تحميل النفط الخام عند 4.68 مليون برميل يومياً.
لا تزال الصين أكبر مشتر للنفط الروسي، ويرجع ذلك فى الغالب إلى الربط المباشر بالحقول الروسية عن طريق خطوط الأنابيب، إذ يدخل النفط الروسى إلى الصين عبر خطى أنابيب «سكوفورودينو-موهي» وخط أنابيب النفط «أتاسو-ألاشانكو» الذى يمر عبر كازاخستان، وتحصل المصافى الصينية على كمية أخرى عن طريق البحر.
من جانبه قلل الكرملين من تأثير العقوبات الجديدة التى فرضها الاتحاد الأوروبى على الاقتصاد الروسى ووصفها بأنّها «غير قانونية» مؤكدا فى الوقت ذاته أنّها ستؤدى إلى نتائج عكسية.
قال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف فى تصريحات للصحفيين «سنقوم بالتأكيد بتحليل الحزمة الجديدة من العقوبات لتقليل تأثيرها. ولكن كلّ حزمة جديدة تُفاقم التأثير السلبى على الدول التى تطبقها.
كما قال «سيكون للعقوبات الأوروبية الجديدة عواقب وخيمة على الدول التى تدعمها».
فى سياق آخر أفاد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكى، أن عملية التفاوض مع روسيا تحتاج إلى مزيد من الزخم.
وكتب عبر منصة «إكس»، «تستمر عملية تنفيذ الاتفاقات التى تم التوصل إليها فى الاجتماع الثانى فى إسطنبول، لكن هذه العملية بحاجة إلى المزيد من الزخم، فى إشارة إلى آخر محادثات أجرتها كييف وموسكو فى تركيا فى وقت سابق من العام الجاري.
كما قال إنه طلب من الأمين العام الجديد لمجلس الأمن القومى والدفاع رستم أوميروف تكثيف هذه العملية.
وذكر أنه كلف أوميروف أيضاً بالعمل على التوصل إلى اتفاقيات بشأن الأسلحة مع حلفاء أوكرانيا. وكان أوميروف يشغل منصب وزير الدفاع قبل التعديل الحكومى الذى جرى أمس.
فى المقابل قالت المتحدثة وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن وفد بلادها مستعد للتوجه إلى إسطنبول من أجل المشاركة فى جولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا.
تطرقت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفى فى العاصمة الروسية موسكو إلى إمكانية عقد جولة ثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا مشيرة إلى أن أوكرانيا لم تتقدم بأى طلب من هذا القبيل.
كما أضافت: «إما أن أوكرانيا تتجنـــب المفاوضات أو أنها غير مستعدة لها».
يذكر انه فى 2 يونيو الماضي، استضافت إسطنبول جولة ثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا عقب جولة أولى فى 16 مايو الماضي، وأسفرت الثانية منهما عن اتفاقات بشأن تسليم جثث 6 آلاف جندى أوكرانى مُجمدة، وتبادل الجنود المصابين بأمراض خطيرة والأسرى دون سن 25 عاماً. فى حين لم يعلن عن جولة ثالثة بعد.
على الصعيد الميدانى أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس، بأن منظومات الدفاع الجوى التابعة لها، اعترضت ودمرت 73 طائرة مسيرة أوكرانية فوق الأراضى الروسية ومياه بحر آزوف والبحر الأسود.
قالت وزارة الدفاع الروسية فى بيان لهاأنه جرى اسقاط معظم الطائرات المسيرة فوق المناطق الجنوبية الغربية، حيث تم تدمير 31 طائرة مسيرة فوق أراضى مقاطعة بريانسك، و17 طائرة مسيرة فوق أراضى مقاطعة أوريول، و10 طائرات مسيرة فوق أراضى مقاطعة موسكو، بما فى ذلك 3 طائرات حاولت مهاجمة موسكو».
لم يشر رئيس بلدية موسكو سيرجى سوبيانين إلى وقوع إصابات أو أضرار، لكنه قال إن خدمات الطوارئ تمشط المنطقة التى سقطت فيها شظايا طائرة مسيرة.
وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الروسية، تم تدمير 4 طائرات مسيرة فوق أراضى جمهورية القرم، و3 طائرات مسيرة فوق مياه بحر آزوف، واثنتين فوق أراضى كل من مقاطعتى سمولينسك ونيجنى نوفغورود، وواحدة فوق كل من مقاطعات بيلجورود وكالوجا وفورونيج، وأخرى فوق مياه البحر الأسود.