غريب حقا أمر هؤلاء الذين «يراقصون غباءهم» على المقطوعة الموسيقية «سيمفونية الخيانة العظمي» ومن الكوارث الإنسانية الحقيقية أن تجد أحدهم وقد تملكه الهوى وسيطرت على نوازعه كل صنوف الحماقة حيث يشاهد حريقا ضخما يتمدد تجاهه وتجاه بيته بسرعة مذهلة ثم تجده يضحك فى بلاهة ويخلع عنه ثيابه قطعة قطعة ويدخل فى وصلة رقص مجنونة محتفلا وممتنا لمن أشعلوا الحريق أمام عينيه وهو لا يدرى انه سيكون وقودا لهذا الحريق عما قريب.
>>>
ما يجرى أمامنا على الصعيد الإقليمى يشبه تماما الحريق المشتعل والراقص الأحمق حول النيران ، انظر إلى ما يجرى فى سوريا على سبيل المثال أو ما كانت تسمى سوريا، فلن تجد إلا جراحا ودمارا وصراخا ، لن تجد إلا حريقا ضخما يشعله الذئاب وتتراقص حوله الخرفان والنعاج، فى سوريا أو ما كانت تسمى سوريا لن تعود خطوط الجغرافيا كما درسناها وتعلمناها وتغنينا بها مجددا، ما يجرى دمر الدولة الوطنية وأنهى قصة الجيش العربى السورى إلى الأبد.
>>>
إسرائيل تتجول بمنتهى الحرية فوق كل التراب السوري، تصول الآليات المدرعة وتجول الطائرات القاصفة للبنايات العسكرية السورية فى مشهد جنائزى حزين، إسرائيل مزقت الخرائط القديمة ودخلت مرسم الخرائط الجديدة ، البداية سوريا ومعها لبنان فى لوحة واحدة انتظارا لتبريد الملف الفلسطيني، الخريطة الجديدة سيطلق عليها «مشروع الشام الكبير».
>>>
حيث يتم استبدال مخطط «مشروع الشرق الأوسط الجديد» ليحل محله مخطط «مشروع الشام الجديد» المشروع الجديد يمثل فلسفة إسرائيل فى تحويل المنطقة إلى عرقيات وإثنيات وطوائف تحكم نفسها تحت اسم «إمارة» داخل دولة شديدة الهشاشة تسعى اسرائيل إلى تكوين إمارات سورية ولبنانية وفلسطينية مستقلة عن الدولة الوطنية.
>>>
مثل إمارة الدروز فى السويداء وإمارة الساحل للعلويين وأخرى للسنة فى حلب وحماة وإدلب وإمارة للأكراد فى القامشلى وفعل نفس الشيء فى لبنان حيث إمارة الجبل وطرابلس وصيدا ، وفى فلسطين إمارة غزة والخليل وأريحا ثم يتم ضم كل هذه الامارات فى دولة وظيفية اسمها «الشام الجديد».
ملحوظة للتذكرة
الدول التى تسقط لن تعود مجددا والدول لا تسقط إلا بسقوط جيشها الوطني.