عربدة الكيان الإسرائيلى وقصفه الأخير لأجزاء كبيرة من الأراضى والمنشآت السورية فى مقدمتها المبانى التابعة لوزارة الدفاع ورئاسة الأركان وبعض القواعد القريبة من القصر الجمهورى كرسالة تهديد للقيادة السورية الجديدة، إنما هو صفحة جديدة من الصفحات السوداء تضاف للسجل الإجرامى لهذا الكيان والتى بدأت منذ السابع من أكتوبر وطالت بجانب قطاع غزة، الضفة الغربية ولبنان وإيران وسوريا، ولا نعلم متى يتوقف أو من سيوقفه أو يقضى على غروره ولعبه بالنار.
منذ عملية طوفان الأقصى فقد الكيان الإسرائيلى عقله وبات يضرب يمينًا ويسارًا من أجل البحث عن نصر عظيم يوارى به سوأة ما حدث من إذلال لجيشه ودباباته يوم السابع من أكتوبر، وأن يثبت للجميع أنه مازال الأسد الهصور فى غابة من الحملان يأكل كل يوم منهم من يشاء، ولكنه انكشف أمام الجميع أنه أوهن من بيت العنكبوت وأن مجموعة من المقاومين الذين لم يتعلموا فى معاهد أو أكاديميات عسكرية ولا يرتدون ملابس واقية للرصاص تمكنوا من إغراقه فى مستنقع غزة.
إسرائيل ليست بعيدة عن تفجير الأوضاع فى السويداء السورية وضرب النسيج السورى وبث الفرقة بين أبناء الشعب السورى، من خلال تدخلها لدعم طائفة ما من دروز سوريا بدعوى حمايتهم من المليشيات الداعشية والحيلولة دون تدخل الدولة السورية لفرض الأمن ووقف الاشتباكات الطائفية الدائرة منذ أيام فى السويداء، ولكنها تسعى لتحقيق عدد من المكاسب أبرزها تأكيد سيطرتها على المزيد من الأرضى السورية لتجعل من المستحيل التفاوض عليها والتنازل عنها ولو بعد مئات السنين.
ثانيا: تفتيت وحدة الدولة السورية وتحويلها إلى دويلات صغيرة طائفية تتصارع فيما بينها، حتى لا ينشأ جيش قوى ولو بعد مئات السنين يمكنه أن يحارب أو يحاول تحرير الأرض المحتلة بالإضافة إلى صناعة كيان درزى يمثل شريطا آمنا يصل عمقه إلى خمسة عشر كيلو مترا فى الأراضى السورية ضد أى تهديدات، واستخدامهم كورقة ضغط لضرب الجيش السورى الجديد والمؤسسات الأمنية وحتى الرئاسة نفسها التى باتت تحاول أن تعيد الأوضاع للصواب والعمل على وحدة سوريا.
ثالثا: إن هذه الأحداث والاشتباكات تحول أنظار العالم كله إلى ما يحدث فى سوريا بعيدًا عن. المفاوضات الجارية حاليا فى الدوحة لوقف العدوان على قطاع غزة والموافقة على صفقة لوقف العدوان وتبادل الأسرى والانسحاب من قطاع غزة تماما وعدم التواجد فى محور صلاح الدين على الحدود المصرية الفلسطينية التى يناور بنيامين نتنياهو للتنصل منها لكى يستمر فى عدوانه على غزة.
رابعا: تحقيق الحلم الإسرائيلى بالشرق الأوسط الجديد المبنى على أسطورة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.