فى جريمة إسرائيلية جديدة، استشهدت امرأتان وأصيب آخرون- بينهم راعى كنيسة دير اللاتين في مدينة غزة الأب جبرائيل رومانيللي- أمس فى قصف إسرائيلى استهدف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة بقطاع غزة.
وتعليقا على الاستهداف، قال بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر فى بيان إنه يعرب عن حزنه، مجددا دعوته لوقف إطلاق النار الفوري.
بدورها، أدانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلونى قصف الكنيسة الكاثوليكية فى غزة، وأكدت أن هجماتها على المدنيين «غير مقبولة ولا يمكن تبريرها».
واستهدف جيش الاحتلال سابقا كنيسة العائلة المقدسة التى تؤوى نازحين فى قطاع غزة، مما أدى إلى أضرار جسيمة، كما استهدف كنيسة القديس برفيريوس التى تعد أقدم كنيسة فى غزة وثالث أقدم كنيسة فى العالم، مما أسفر عن شهداء وجرحي.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى «نحن على دراية بادعاء استهداف كنيسة فى مدينة غزة، ونحقق فى ظروف الحادث».
ولاحقا ذكرت مصادر طبية أن 25 فلسطينيا استشهدوا فى غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر أمس، بينهم 19 بمدينة غزة.
فى السياق، ذكر مصدر فى المستشفى المعمدانى باستشهاد طفل رضيع نتيجة الجوع وسوء التغذية فى حى الزيتون جنوبى مدينة غزة.
ودعا منسق الأمم المتحدة للإغاثة فى حالات الطوارئ توم فليتشر مجلس الأمن الدولى إلى تقييم مدى وفاء إسرائيل بالتزاماتها فى قطاع غزة، محذرا من أن الوضع الإنسانى فى القطاع الفلسطينى أصبح كارثيا.
وقال فليتشر خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولى فى نيويورك لمناقشة الوضع الإنسانى بغزة إن إسرائيل بصفتها القوة التى تحتل غزة ملزمة بضمان حصول الناس على الغذاء والإمدادات الطبية، لكنها لا تفعل ذلك «بل إن المدنيين فى غزة يتعرضون للقتل والإصابات والتهجير القسري والتجريد من الكرامة الإنسانية».
واستعرض المسئول الأممى جوانب من المعاناة الإنسانية فى القطاع، مؤكدا أن «الكلمات تعجز عن وصف الأوضاع بغزة».وأكد أن «الغذاء ينفد، ومن يسعون إلى الحصول عليه يخاطرون بالتعرض لإطلاق النار، الناس يموتون وهم يحاولون إطعام عائلاتهم».
وأشار المنسق الأممى إلى بعض التصريحات الأخيرة الصادرة عن أعضاء فى الحكومة الإسرائيلية بشأن حرمان الفلسطينيين من الطعام بشكل متعمد، وقال «تجويع المدنيين يعد جريمة حرب».
من ناحية أخري، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أمس إصابة 5 جنود اثنان منهم بحالة خطرة فى معارك صباح أمس بحى الشجاعية شرق مدينة غزة، فى ظل إعلان كتائب القسام استهداف آليات وعسكريين إسرائيليين شرقى وجنوبى قطاع غزة خلال الفترة الماضية.
ووفق موقع الجيش الإسرائيلي، ارتفع عدد قتلاه منذ بدء الحرب فى 7 أكتوبر 2023 إلى 893، منهم 449 قتلوا خلال المعارك البرية فى قطاع غزة، فضلا عن إصابة 6108.
على صعيد ملف الهدنة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن حماس وافقت على الخريطة الجديدة التى عرضتها إسرائيل فى الدوحة، التى سينسحب بموجبها الجيش من محور موراج بين خان يونس ورفح جنوبى قطاع غزة.
ووفقا لخريطة الانسحاب الإسرائيلية، ستبقي القوات الإسرائيلية بعمق 1.2 كيلومتر شمال محور فيلادلفيا، و1.1 كيلومتر فى شمال وشرق غزة.
ونقلت صحيفة جيروزليم بوست الإسرائيلية عن مصدر مشارك فى المفاوضات قوله لصحيفة واشنطن بوست: «لم يعد التركيز منصبا علي موارج؛ بل على الوجود الإسرائيلى فى منطقة رفح. هذا هو محور النقاشات حاليًا».
ووفقًا للمصدر، فإن الوسطاء متفائلون ويعتقدون أن الخرائط الجديدة تعزز بشكل كبير فرص التوصل إلى اتفاق قريبًا.
وبحسب مسؤول دبلوماسى رفيع المستوي، فإن موافقة حماس على إطار عمل المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف تُشير إلى تحوّل فى موقفها.وأضاف المسئول «هذا نتيجة ضغط عسكرى مكثف.
وقال المسئول للصحفيين إن التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين، الذى يشمل إطلاق سراح 10 محتجزين، وإعادة جثث 18 آخرين، بالإضافة إلى هدنة لمدة 60 يوما، أمر «ممكن».وأضاف: «هناك آراء سياسية متباينة فى إسرائيل، لكن الحكومة ملتزمة باتفاق بشأن الرهائن، وهذا هو الموقف الذى يتبناه رئيس الوزراء.
وفى سياق متصل، نقلت «صحيفة تايمز أوف إسرائيل» عن مصدر دبلوماسى عربى قوله إن المقترح الإسرائيلى المُحَدث سيعيق على الأرجح قدرة تل أبيب على تنفيذ خطة ما تسميه بـ»المدينة الإنسانية».
وذكر المصدر ذاته أنه لا يزال يتعين على الجانبين التوصل إلى تفاهمات بشأن آليات توزيع المساعدات الإنسانية، وعدد وهويات الأسرى الفلسطينيين الذين سَيُطلَقُ سراحهم خلال الهدنة التى تستمر شهرين.
وبحسب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، إذا لم يتم التوصل لاتفاق فسيكثف الجيش عمليته العسكرية فى القطاع.
وكان المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أشاد فى وقت سابق بتقدم المفاوضات بشأن غزة.
من جهته، قال وزير الأمن القومى الإسرائيلى بن جفير «سأعارض صفقة التبادل وسأتخذ قرارا بالوقت المناسب بشأن الانسحاب من الحكومة».
