لقي شخصان مصرعهما وأصيب ثالث اختناقًا أثناء أعمال الحفر بحثًا عن كنز أثري بأحد المنازل القديمة بمحافظة الغربية. نُقل الضحايا إلى المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وتم ضبط متهمين آخرين. حُرر محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وتُباشر النيابة التحقيق.
تفاصيل الحادث
وقعت هذه المأساة بقرية الجميزة التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، وراح ضحيتها شباب أعمى الطمع وهوس البحث غير المشروع عن الآثار، الذي انتشر بجنون خلال الفترة الماضية. ورغم فقدان الكثير من المخدوعين أرواحهم بهذه الطريقة المأساوية نتيجة الجهل وعدم الوعي، فإن الظاهرة تستوجب تكثيف حملات التوعية وتشديد الرقابة الأمنية للحد من هذه الجريمة بكافة صورها وأشكالها، أمام هذا الخطر الداهم الذي استشرى وتوغل في جميع محافظات مصر.
دارت فصول الحادث المأساوي عندما أوهم أحد الدجالين والعرافين أصحاب عقار قديم مكون من ثلاثة طوابق بوجود كنز أثري أسفله. ظل الدجال يتلاعب بعقولهم ليبتزهم ماديًا بتلك الأوهام، ليراودهم حلم امتلاك الكنز أملًا في الوصول إليه والثراء المادي السريع، متناسين حدوث كوارث وضياع أرواح أبرياء في مثل هذه العمليات الإجرامية المخالفة للقانون، والتي تتم في سرية تامة وبحيطة وحذر شديدين بعيدًا عن أعين الأجهزة الأمنية التي تكون لهم دومًا بالمرصاد، ويتم ضبط القائمين عليها ليدفعوا ثمن إجرامهم وتهورهم.
لم يتردد أصحاب العقار في الاستعانة بآخرين لتنفيذ مهمتهم الشيطانية التي سيطرت عليهم، تاركين أعمالهم من أجل رحلة الحفر بالمكان المحدد، مواصلين الليل بالنهار سرًا بكامل معداتهم، حتى وصلوا إلى ما يزيد عن 20 مترًا في باطن الأرض. انتهت حياة اثنين منهم اختناقًا فجأة أثناء العمل بسبب نقص الأكسجين، وأصيب ثالث بحالة اختناق وإعياء شديد، لتعلو صيحات الاستغاثة من هول الصدمة، ويفر الباقون هربًا، ويتجمع الأهالي وتتكشف الفضيحة التي هزت أرجاء القرية.
التحقيقات والإجراءات الأمنية
على الفور، أبلغ الأهالي مأمور مركز شرطة السنطة بالحادث. وانتقل رجال المباحث مع قوات الحماية المدنية للفحص والمعاينة لأعمال الحفر وانتشال جثتي شابين. نُقلت الجثتان بسيارة الإسعاف، وتم التحفظ عليهما في ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لبيان سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن وتسليمهما للأهل. نُقل المصاب للعلاج بالمستشفى المركزي في محاولة لإنقاذ حياته، وتم ضبط آخرين من المتهمين المشاركين في الجريمة، وسماع أقوالهما مع عدد من الأهالي والشهود لكشف ملابسات الواقعة.
تبين من التحريات الأولية أن الحادث وقع خلال قيام خمسة أشخاص بالحفر بحثًا عن الآثار، ما أدى إلى انهيار الأتربة واختناقهم وسقوط ثلاثة منهم في قاع الحفرة، بينما نجا الآخران، واللذان تم ضبطهما لاحقًا بعد تتبع رجال المباحث لهما. كما قام رجال الأمن بضبط كافة الأدوات والمعدات التي كانت تستخدم في أعمال الحفر، وتم التحفظ عليها لحين استكمال التحقيقات واستمرار عمليات البحث لبيان تورط متهمين جدد في الجريمة من عدمه، وهو ما ستكشفه التحقيقات.
حُرر محضر بالواقعة، وبالعرض على اللواء أيمن عبد الحميد، مدير أمن المحافظة، أمر بتكثيف الرقابة الأمنية لملاحقة الخارجين عن القانون للحد من الجريمة، وإحالة المتهمين إلى النيابة التي تُباشر التحقيق.