لم تنشأ الجمعية العامة للأمم المتحدة لتكون مجالاً لاستعراض القوة والجهر بالعدوانية. وإنما لتحقيق السلام فى ربوع العالم.. ولكن استخدمها رئيس وزراء إسرائيل منبراً للتهديد بتجرؤ محذراً إيران. وفلسطين وأيضاً بعض الدول العربية كسوريا ولبنان.. وهو يقوم بالتهديد محذراً معتمداً على دعم أمريكا المطلق بالأسلحة الحديثة والإمكانيات المالية.. والسيبرانية والإلكترونية بلا حساب. قائلاً ليس هناك أى مكان فى إيران لا يمكن لذراع إسرائيل الطويلة الوصول إليها وتدميرها.. التهديد أيضاً يشمل لبنان وسوريا والعراق. وهو يتمسك بالحرب وليس عنده مكان للسلام ويشدد على استمرار القتال بغزة ولبنان ولا يأبه للإبادة الجماعية للشعبين الفلسطينى واللبنانى وقد غادرت قاعة الأمم المتحدة وفود لعديد من الدول اعتراضاً على كلامه العدوانى دائماً ويشمل أيضاً خطابه.
وقد اعترضت وفود عديدة من الدول اعتراضاً على كثير من خطاباته من بينها مصر وتركيا وقطر والسعودية وإيران وفلسطين، كما زادت الهتافات الاحتجاجية وزادت المقاومة الفلسطينية فى هجومها بالرغم من قتل المئات يومياً بيد إسرائيل وفى كل حوارات نتنياهو كان يعترض تقريباً كل الدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط.. وكانت خطاباته ينطبق عليها ما قيل فى الأثر العربى «أجئت تشعل ناراً أم ترى تشعل البيت ناراً».
يحاول نتنياهو مع ترديد الأكاذيب التى درج عليها لتغطية فشله فى القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى والمحتجزين رغم أن المقاومة سواء فى فلسطين أو لبنان أوجعته كثيراً.. رغم أنها لا تملك ما تملكه الجيوش من طائرات حربية لا تملك طائرات حربية ودفاع جوي.. وقنابل الأعماق الأرضية.. ولم يستطع نتنياهو أن يخفى العنصرية والتضليل الشديد الذى يشاهده الجميع فى كلماته. كل التوترات فى المنطقة بسبب تجاهل الصهاينة لحقوق شعب قاموا باغتصاب أرضه.. وهو يسعى لتحرير أرضه المغتصبة واسترداد حقوقه المشروعة.
إن الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست منبراً لشن الحروب وإنما عملها صون السلم والأمن الدوليين وإيصال الإغاثة الإنسانية واهتمام واحترام حقوق الإنسان وتنمية العلاقات الدولية بين الأمم. وتحقيق التعاون على كل المشكلات الدولية.
إن الأمم المتحدة تقوم على منع الصراع ومساعدة أطراف النزاع على صنع وحفظ السلام. وخلق الظروف التى تسمح للسلام أن يصمد ويزدهر.
المفروض أن أعلى منصب فى العالم هو منصب الأمين العام للأمم المتحدة. ولكن أمريكا أفرغت منصبه من صلاحياته استكمالاً لازدواجية المعايير لديها وذلك لحماية إسرائيل ودعمها لممارسة العدوان على الآخرين بلا خوف من الإدانة الدولية.