الشاعر الغنائى مأمون الشناوى هو صاحب أكبر رصيد من أشهر الأغانى فى تاريخ الغناء العربى إذ تجاوزت أشعاره التى تحولت إلى أغانى الـ 427، تغنى بها مشاهير المطربين، وأطلق عليه البعض صاحب الألف أغنية.. ولد فى 28 اكتوبر 1941 وتوفى فى 27 يونيو 1994.
نشأ شاعرنا فى بيت يتسم بالتدين والعلم فكان أبوه الشيخ سيد الشناوى الذى عمل بوظيفة نائب المحكمة الشرعية العليا، وعمه الشيخ محمد الذى تولى مشيخة الأزهر عام 1948، وعمه معتز وكيل جامع الأزهر، وكان والده بحكم عمله دائم التنقل بين المحافظات حتى وصل به الأمر أن تولى منصب القاضى الشرعى فى جعنوب بليبيا . وبسبب هذا التنقل اختلفت أماكن ميلاد أولاده الثمانية وعندما انتقلت الأسرة إلى القاهرة كان مأمون فى الثانية من عمره. تلقى تعليمه فى القاهرة وحصل على الثانوية ليتخرج بعد ذلك فى مدرسة التجارة العليا وعمل بالصحافة. مما لا شك فيه ان هذا المناخ كان له تأثير على حياته وثقافته فقد كان جده يمتلك مكتبة عظيمة تضم أمهات الكتب مثل إصدارات المطابع الأميرية بالكامل و دواوين الشعر لكل الشعراء فى تلك الفترة. ومن هنا انعكس هذا المناخ عليه . وعرف عنه منذ صغره قدرته على حفظ الأشعار من القراءة الاولى لهذا انطلق فى عشق الشعر وكان من أشد المعجبين بالشاعر احمد شوقى والمتنبى وأتقن حفظ أشعار كافة الشعراء قديماً وحديثاً. هذا وقد بدأ مأمون حياته شاعر فصحى وعندما بلغ من العمر 18 عاماً انضم إلى جماعة ابولو للشعر ليصبح عضواً من اعضائها وله اكثر من 10 قصائد ثم تحول من الكتابة للشعر بالفصحى إلى العامية. وعشق مأمون بلاط صاحبة الجلالة وكانت بدايته فى مجلة روز اليوسف مع مصطفى وعلى أمين ومحمد التابعي. وفى منتصف الأربعينات اسس مجلة تحمل اسم «كلمة ونصف» وكان من شروط الكتابة فيها ألا يوقع الكاتب اسمه، وبالرغم من ذلك فقد كتب فيها أباطرة الثقافة والصحافة والشعر فيما بعد مثل محمود السعدنى وصلاح حافظ واحمد رجب وابراهيم الوردانى وغيرهم. كما كان مأمون أحد مؤسسى أخبار اليوم وعمل بها سكرتير تحرير قرابة خمسة أعوام ثم انتقل بعد ذلك لشغل منصب مدير التحرير فى جريدة الجمهورية من 1955 إلى 1961 وكان له مقال ثابت صغير بعنوان «سبع تيام بلياليهم» وقال عنه بيرم التونسى فى حوار صحفى عندما سئل عن رأيه فيه «انه الوحيد الذى لا يقلد أحداً ولا يستطيع أحد أن يقلده».. صاحب الألف أغنية غنى له عمالقة الطرب ام كلثوم «انساك ده كلام – كل ليلة وكل يوم – بعيد عنك – دارت الأيام»، عبدالحليم حافظ «أنا لك على طول – صدفة – نعم ياحبيبى نعم – فى يوم من الأيام – خسارة خسارة – حلو وكداب»، كما تعاون أيضاً مع فريد الأطرش وأسمهان، وغنى له محمد عبد الوهاب واشتهرت أغانيه الوطنية التى كتبها حباً فى مصر «نشيد الجهاد – نشيد مصر والسودان – ثورتنا المصرية – أغنية حرية – غنى الحمام – أهلاً بيك – سنة وسنتين». وتحمس للمطربين الجدد وقدمهم وكتب لهم العشرات من الأغانى ومنهم عزيزة جلال وأحمد عدوية. وقد حصل على عدد من الجوائز منها شهادة تقدير جائزة الدولة التقديرية فى الإبداع الفنى.