حين بدأ الحديث عن مدينة الخيام أو كما يزعم الكيان (المدينة الانسانية) المزمع اقامتها فى جنوب غزة بمدينة رفح الفلسطينية التى تعانى من دمار شامل لتكديس الشعب الفلسطينى فيها من ابناء قطاع غزة.
ما اشبه الليلة بالبارحة فهذا المخطط اعاد للاذهان معسكرات النازى التى بناها فى بولندا وقت احتلالها عام 1941 اثناء الغزو الالمانى للاتحاد السوفيتى بدأ النازيون حملة عسكرية وتحدثوا عن غزوهم باعتباره حربا للتطهيرالعرقى بين المانيا والسكان السلافيين والغجر واليهود وانطلقت فرق العمليات عبر الاراضى المحتلة وقتها فى اوروبا الشرقية لقتل المدنيين وفى نهاية عام 1941 قتلوا 500 الف شخص وصل بنهاية بحلول عام 45 عدد القتلى إلى 2 مليون وهذا يشبه ما تقوم به إسرائيل فى قطاع غزة كما حول النازى اوشفيز من ثكنة عسكرية للجيش البولندى الى معسكر اعتقال استخدم فيه الغاز لقتل السجناء البولنديين والسوفيتى وهذا يشبه مدينة الخيام اللانسانية فى رفح.
استرجاع هذا التاريخ يفرض نفسه حين نقرأ نوايا الكيان الصهيونى باقامة مدينة يطلق عليها انسانية فى رفح كحل مؤقت رغم ان هذا غطاء لعملية تهجير قسرى منظم للفلسطينيين من القطاع وتكرار للنكبة بصيغة جديدة هذه التسمية الخادعة التى كشف عنها رئيس وزراء الاحتلال ووزير دفاعه والتى تقوم على حشر ما لا يقل عن 700 الف فلسطينى جنوب قطاع غزة بعد التدقيق فى الهويات ويمنع عودتهم إلى مدنهم رغم الانقسام داخل الكيان حول فكرة مدينة الخيام اللانسانية الا ان اليمين المتطرف يدفع بها رغم اعتراض الجيش ممثلا فى رئيس اركانه الذى يرى ان هذا ليس من مهام الجيش ولا يتوافق مع المعايير الاخلاقية والاستراتيجية العسكرية وان هذه الخطة لها دلالات نفسية لارتباطها بمعسكرات الاعتقال النازية لانها تمهيدا لتطهير عرقى ضد الفلسطينيين كما انها بوابة تهجير بلا عودة.
واجه هذا المخطط استنكارا من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا باعتبارها بمثابة معسكرات اعتقال وان هذه الخطة بدأت منذ وضع نقاط توزيع المساعدات فى جنوب غزة لتكون مصيدة للموت مقابل الغذاء ولكنه كشف نية دولة الاحتلال عن هدفها لتهجير اهالى القطاع قسرا بتجميعهم فى معسكرات اعتقال جماعية فى رفح تمهيدا لتهجيرهم خارج ارضهم.
وفى الوقت الذى تهاوت انسانية العالم امام المقتلة الصهيونية لاهالى قطاع غزة والضفة الغربية وتجويعهم وحرمانهم من سبل الحياة الا انه ما زالت هناك قلوب تنبض بالانسانية تجسد هذا فيه فرانشيسكا البانيز المقررة الخاصة بحالات حقوق الانسان فى الاراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 التى رصدت فى تقاريرها الانتهاكات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين واستخدمت مصطلحات الفصل العنصرى والابادة الجماعية والتطهير العرقى بل حذرت العديد من الشركات العالمية من مواجهة مسئوليات جنائية محتملة اذ استمرت علاقاتها التجارية مع اسرائيل من بينها شركات تكنولوجيا وخدمات مالية ولكن يبدو ان الغرب لم يعد يحتمل اى صوت لضمير انسانى حى ولذا نجد حملات التشهير بفرنشاسكا واتهامها بمعاداة السامية وفرض عقوبات عليها رغم اسف الامم المتحدة لمثل هذا القرار الذى ينضم إلى قرارات الغرب ضد الجنائية الدولية وضد دورة جنوب افريقيا.