فى إطار جهود مصر المستمرة للتوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة احتضنت القاهرة، جولة مباحثات مصرية ــ قطرية ــ إسرائيلية خصصت لمناقشة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتسهيل خروج المرضى والجرحى اصحاب الحالات الحرجة لتلقى العلاج.
وأفادت مصادر للقاهرة الإخبارية بأن هناك تفاولاً بشأن الجهود المصرية- القطرية بقرب التوصل إلى حلول فى البنود الخلافية الأربعة كما أكدت المصادر استمرار الجهود المكثفة برعاية رئيس المخابرات العامة المصرية السيد اللواء حسن رشاد ورئيس الوزراء القطرى محمد بن عبدالرحمن ال ثانى والمبعوث الأمريكى ويتكوف للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن وفداً أمنياً إسرائيلياً زار القاهرة وسط محادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع برئاسة راسان عليان، منسق أعمال الحكومة، ومسئولين كبار فى جهاز الأمن العام «الشاباك»، ومسئولين من جيش الاحتلال. وبحسب الصحيفة ، أجرى الوفد محادثات حول مفاوضات صفقة الرهائن، مع التركيز على البند الإنسانى فى الاتفاقية قيد الصياغة، مضيفة أن المحادثات أحرزت تقدمًا.
وأضافت الصحيفة أن الاجتماع ناقش الخطوات اللازمة لتنفيذ اتفاق عقد الأسبوع الماضى بين الاتحاد الأوروبى وتل أبيب يقضى بالتدخل السريع لحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى القطاع، وقالت «اتفقت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كايا كالاس، مع إسرائيل على اتخاذ خطوات مهمة لتحسين الوضع الإنسانى فى قطاع غزة تشمل زيادة كبيرة فى عدد الشاحنات اليومية المحملة بالمساعدات ، وفتح العديد من المعابر الجديدة فى كل من المناطق الشمالية والجنوبية .كما تضمنت إعادة فتح طرق المساعدات مع مصر والأردن، وتمكين توزيع الإمدادات الغذائية من خلال المخابز والمطابخ العامة فى جميع أنحاء قطاع غزة، واستئناف تسليم الوقود لاستخدامه من قبل المرافق الإنسانية. كما تتضمن الإجراءات حماية عمال الإغاثة، وإصلاح وتسهيل أعمال البنية التحتية الحيوية، مثل: استئناف إمدادات الطاقة إلى محطات تحلية المياه».
من جانبها أكدت مديرة الاتصال والإعلام فى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا« جوليت توما أن آلية توزيع المساعدات الإغاثية المعمول بها حاليا فى قطاع غزة «لا تعمل على الإطلاق»، داعية إلى العودة للنظام السابق الذى كان يتيح إيصال مئات الشاحنات يوميا من الغذاء والإمدادات الأساسية. وأوضحت أن الذى تشرف عليه «مؤسسة غزة» «لا يعمل على الإطلاق»، وأن ما يتم توفيره فى أفضل الحالات هو 4 نقاط توزيع فقط، فى حين كانت الأونروا تدير أكثر من 400 نقطة توزيع قبل الحرب وتنتشر فى كل أنحاء القطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن 875 شخصا فى غزة قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء حتى 13 يوليو الجاري، مشيراً إلى أن 674 منهم قتلوا بالقرب من مواقع «مؤسسة غزة الإنسانية».
وحول آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلى كبير فى قطر، أن حكومة بنيامين نتنياهو وافقت على انسحاب أوسع، من قطاع غزة وأبدت مرونة للتوصل إلى اتفاق جديد.
وأضافت القناة نقلا عن مسئولين إسرائيليين، أن خطة الانسحاب الجديدة من قطاع غزة التى وافقت عليها إسرائيل «مؤقتة»، مشيرة إلى أن نتنياهو لا يرغب فى إنهاء الحرب بعد فترة الستين يوما.
وأوضحت أن المفاوضين فى الدوحة يعملون على تعديل «الخرائط» الخاصة بالمناطق التى ستبقى فيها قوات الجيش الإسرائيلى خلال هدنة الستين يوما.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوسطاء يركزون فى المرحلة الحالية حول انسحاب الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة خلال الهدنة بما فى ذلك انسحاب ملموس من رفح. وأشارت إلى أن مسودة اتفاق غزة تشمل إطلاق سراح 28 محتجزا إسرائيليا على مدار هدنة تمتد لـ60 يوما، موضحة أن إسرائيل ستبدأ بانسحاب تدريجى من شمال قطاع غزة يتبعه انسحاب من مناطق فى جنوب القطاع.
وعلى الصعيد الميداني، استشهد 20 فلسطينيا وأُصيب عدد آخر فى سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلى على مناطق متفرقة من قطاع غزة، فجر أمس. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 196 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وسط دمار شامل للبنية التحتية.
وفيما يخص البنية التحتية، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن حجم الدمار فى قطاع غزة أكبر مما كان يعتقد سابقا، وقالت إن تدمير المبانى فى القطاع أصبح يتم بواسطة مقاولين إسرائيليين خاصين يعملون تحت إشراف الوحدات القتالية بجيش الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الصحيفة بناء على تحليل صور الأقمار الاصطناعية إن إسرائيل دمرت 89٪ من المبانى فى رفح الفلسطينية منذ بداية الحرب كما دمرت 84٪ من المبانى فى شمال القطاع. وفى وسط القطاع، أوضحت الصحيفة أن 78٪ من المبانى فى مدينة غزة قد دمرت بشكل كلى أو جزئي.