عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، لقاءً ثنائياً مع عبد الله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة بسلطنة عُمان ورئيس الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة؛ لبحث سبل تعزيز التعاون الحالي والمستقبلي بين البلدين في مجالات البيئة المختلفة. جاء ذلك على هامش مشاركتها في أعمال الدورة العشرين للمؤتمر الوزاري الأفريقي للبيئة (AMCEN)، الذي تستضيفه دولة ليبيا في نيروبي خلال الفترة من 14 إلى 18 يوليو 2025، تحت شعار “أربعة عقود من العمل البيئي في أفريقيا: التأمل في الماضي وتخيل المستقبل”.
وفي مستهل اللقاء، هنأت الدكتورة ياسمين فؤاد نظيرها العُماني على توليه رئاسة الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، معربةً عن تقديرها للجهود الكبيرة التي يبذلها لإنجاح فعاليات الدورة، خاصةً في ما يتعلق بالاجتماعات المرتقبة مع المجموعة الأفريقية. كما أثنت على التعاون المثمر بين مصر وسلطنة عُمان في العديد من المجالات البيئية رغم التحديات الراهنة.
وأعربت وزيرة البيئة المصرية عن امتنانها للدعم العُماني المستمر داخل المجلس الوزاري العربي، مؤكدةً أهمية توحيد الموقف العربي تجاه قضايا البيئة والمناخ. كما أعربت عن أملها في تعزيز التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة، والاستفادة من التجارب العُمانية الرائدة في هذا المجال وعرضها على المستويين الإقليمي والدولي.
واستعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد جهود مصر خلال رئاستها لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP14)، حيث أطلقت مبادرة عالمية لدمج اتفاقيات ريو الثلاث (التغير المناخي، والتنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر). هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018، تؤكد أن التحديات البيئية مترابطة ولا يمكن مواجهتها بمعزل عن بعضها.
وأوضحت أن “الحديث النظري عن الترابط بين هذه القضايا لم يعد كافياً، بل يجب ترجمته إلى إجراءات ملموسة. فسياسات وقف تدهور الأراضي تساهم مباشرةً في الحفاظ على التنوع البيولوجي، كما أن حلول مكافحة التغير المناخي القائمة على الطبيعة تعزز بدورها حماية التربة والنظم البيئية”. وأضافت: “هذا النهج المتكامل سيجد ترحيباً واسعاً من جميع الدول، خاصة المتقدمة منها، لذا يجب معالجة هذه القضايا الثلاث بشكل متزامن من خلال منهجية موحدة، لتكون رسالة قوية للعالم”.
من جانبه، هنأ عبد الله بن علي العمري الدكتورة ياسمين فؤاد على اختيارها أميناً تنفيذياً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، مشيداً بمساهماتها البارزة في دعم العمل البيئي عربياً ودولياً، خاصةً فيما يتعلق بقمة المناخ التي استضافتها مصر، والتي وصفها بأنها “علامة فارقة في تاريخ المؤتمرات المناخية نظراً للإعداد الجيد والمخرجات الفعّالة التي تميزت بها”.
كما أكد العمري على تقديره لدعم مصر المستمر للقضايا البيئية العربية، لاسيما تلك المتعلقة بمواجهة آثار التغير المناخي والجفاف والتصحر والعواصف الترابية. وكشف عن مشروع مبتكر تنفذه سلطنة عُمان حالياً لمكافحة التصحر عبر تغيير أنماط تربية الماشية، مما يقلل الضغط على البيئة ويحقق عوائد اقتصادية مستدامة. وأعرب عن رغبته في التنسيق مع مصر في هذا الصدد وتشكيل فريق عمل مشترك بين البلدين.
