دبلوماسيون: الحل السلمى للنزاعات.. منهج «القاهرة» الحضارى
كل يوم تثبت مصر أنها دولة تؤمن بالسلام وحريصة على أن تختفى الأزمات وتنتهى الصراعات سلمياً بالحوار، ليس فى المنطقة فقط، بل فى العالم، ومن أجل ذلك لا تتوقف القاهرة عن إطلاق المبادرات لنزع فتيل الأزمات فى الكثير من القضايا والصراعات الأفريقية والإقليمية، بل حتى فى ملف سد النهضة لم تستمع مصر إلى كل محاولات الدفع بها إلى المواجهة، بل وضعت الأساس الواضح بأن حقوقها المائية خط أحمر لن تسمح بتجاوزه، وفى الوقت نفسه عملت على تحقيق هذا بطريقتها التى اختارتها وليس كما حاول البعض أن يفرض عليها.
اختيار مصر للطرق السلمية ليس ضعفاً، وإنما قوة ورغبة فى السلام الذى لا يمكن أن يتحدث عنه إلا من يمتلك القوة والقدرة علـى حمايته وفرضه، فالسلام الذى تقصده مصر دائماً هو سلام التفاوض الجاد والحوار الحقيقى والعدالة بين كل الأطراف.
بالأمس وبعد تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى عبر صفحته الرسمية أن مصر تثمن هذه التصريحات التى تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب فى بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب.
وأكدت مصر ثقتها فى قدرة الرئيس ترامب على حل المشاكل المعقدة وإرساء السلام والاستقرار والأمن فى مختلف ربوع العالم، سواء كان ذلك فى أوكرانيا أو فى الأراضى الفلسطينية أو أفريقيا.
كما تقدر مصر حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الأثيوبى وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة.. وجددت مصر دعمها لرؤية الرئيس ترامب فى إرساء السلام العادل والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة والعالم.
هذه التأكيدات المصرية تشير إلى رؤية مصر وحرصها على السلام والحوار وهذا ما أشار إليه الدبلوماسيون.
أكدت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تويتة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى شديدة الايجابية وقوية للغاية حيث إن مصر تثمن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته فى بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب، وأن مصر تقدر حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الأثيوبي، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة.
قالت السفيرة منى عمر إنه بالنسبة للسد الاثيوبى منذ 13 عاماً ومصر تتفاوض وطيلة هذه الفترة تؤكد على الاصرار على النهج السلمى لمحاولة التوصل لاتفاق قانونى ملزم مع اثيوبيا فى هذا النزاع القائم مصر والسودان من جهة واثيوبيا من جهة أخري.
أشارت إلى أن مصر لم تيأس على مدى 13 عاماً من إمكانية التوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف، وقد اعلنا مراراً وتكراراً أن مصر ليست ضد تحقيق التنمية فى اثيوبيا، وقد طرحنا حلولا عديدة ومتعددة ومتنوعة من بينها كانت حلول خاصة بمساهمة مصر فى تحقيق التنمية فى اثيوبيا ومساعدتهم ومع ذلك لم يوافق الجانب الاثيوبى على هذه الخطوات.
وعندما طلب أن يكون هناك مكتب استشارى دولى يتولى وضع تصور للملف تقدمت مصر باسم أحد المكاتب العالمية لكن الاثيوبيين رفضوه وطلبوا مكتباً آخر ووافقنا على المكتب الآخر الذى قدمه الاثيوبيون، ثم عقب صدور تقرير من هذا المكتب الاثيوبيون رفضوا التقرير، وبالتالى فان كل ذلك يوضح ويظهر حرص مصر على الحوار والتفاوض السلمى وسوء النية الموجود والمبيت من الجانب الاثيوبى لعدم توصلهم لحل.
شددت عمر على أن مصر سعت من خلال الأطراف الدولية وقبلها من خلال الاطراف الإقليمية من قبل الاتحاد الأفريقى والدول التى يمكن أن يكون لها تأثير وتتدخل وكل ذلك على أساس أننا لدينا الاصرار والتمسك بالنهج السلمى التفاوضى القانونى فى إطار القانون الدولى ودون الخروج عن أى أعراف على مستوى العالم، فكل هذه الأمور طرحت من الحكومة المصرية ولم تؤت بنتيجة.
من جانبه أشاد السفير عمرو رمضان مساعد وزير الخارجية الاسبق، بتويتة السيد الرئيس السيسي، وقال إنها متوافقة مع مواقف الرئيس الداعمة لارساء السلام والامن والاستقرار لجميع دول المنطقة والعالم منذ توليه مسئولية الحكم عام 2014، سواء تعلق الأمر بمصر بشكل مباشر أو غير مباشر، مؤكداً أن الموقف المصرى ثابت من إعلانه طريق السلام وحل النزاعات بالطرق السلمية سواء القضية الفلسطينية أو بعض النزاعات المتبقية فى أفريقيا وغيرها، وهو ما تم اتباعه مع مشكلة السد الاثيوبى كذلك منذ 2012 بالرغم أن مياه النيل مسألة حياة أو موت لمصر والمصريين.
وأشار إلى أن الرئيس السيسى طوال السنوات الماضية يقدم نموذجاً يحتذى به دولياً فى إقرار السلام والحوار وإنهاء الصراعات، وهذا ما يحظى باحترام عالمي.
وأوضح أن مصر قد دخلت فى مفاوضات جدية مع اثيوبيا بشأن نظام ملء السد وتشغيله، وقدم المفاوض المصرى أفكاراً ومبادرات عديدة واجهت تعنتا اثيوبيا، مما أدى إلى فشل المفاوضات فى التوصل إلى حلول مكتوبة يوقع عليها الطرفان وكذلك السودان، بالرغم من إعلان المبادئ فى مارس 2015، ولكن احقاقا للحق فإن مدى تأثر مصر من بناء السد لم يكن ملحوظاً أثناء سنوات الملء نظرا لوجود وفرة من المياه فى هذه السنوات إلى جانب الاجراءات الداخلية التى اتخذتها مصر، ولكن يظل مهماً التوصل لاتفاق يضمن حقوقنا وحقوق السودان فى السنوات العجاف كذلك، وكيفية تشغيل أو إدارة حجم المياه المخزن خلف السد الاثيوبي.
أشار إلى أن استعداد الرئيس ترامب للوساطة فى ذلك أمر مرحب به، لاسيما أنه قد سعى خلال فترة رئاسته الأولى 2017 -2021 لذلك من خلال مشاورات رعتها وزارة الخزانة الامريكية.
قال رمضان إن مصر واضحة إلى أبعد الحدود فهى حريصة على الحوار والتفاوض السلمى لكنها فى الوقت نفسه لن تسمح بالتفريط فى نقطة ماء واحدة من حقوقها.