«الليلة السوداء».. تغضب الجميع فى تل أبيب
استشهد النائب فى المجلس التشريعى الفلسطينى فرج الغول فى قصف إسرائيلى استهدف منزله بمدينة غزة فجر أمس، بينما شن جيش الاحتلال الإسرائيلى سلسلة غارات على مناطق عدة بالقطاع.
وأعلنت مصادر طبية، أمس عن استشهاد نحو 100 قتيل فلسطينى من جراء غارات إسرائيلية مستمرة على غزة منذ الفجر، حيث شمل القصف شمال قطاع غزة، وجنوبه فى مدينة خان يونس ومدينة رفح الفلسطينية، وشرقه فى منطقة التفاح. وكشفت مصادر محلية عن استخدام الجيش الإسرائيلى روبوتا مفخخا فى حى الشجاعية شرق غزة.
من جهته، جدد الجيش الإسرائيلى أمس إنذاره للفلسطينيين بالإخلاء الفورى فى أحياء بمحافظتى غزة والشمال، وسط مواصلته حرب الإبادة الجماعية منذ أكثر من 21 شهرا ومخططات التهجير القسري.
وأنذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاى أدرعي فى بيان، الفلسطينيين بإخلاء مناطق كان قد وجه إليها أمرا بالإخلاء مرات متكررة خلال يونيو الماضى وتضم مناطق مدينة غزة التى ذكرها الجيش فى البيان أحياء الزيتون الشرقى والبلدة القديمة والتركمان والجديدة والدرج والصبرة والتفاح. فى حين تضم مناطق محافظة الشمال، وفق ما جاء فى البيان: جباليا البلد وجباليا النزلة ومعسكر جباليا وأحياء الروضة والنهضة والزهور والنور والسلام وتل الزعتر.
وطلب المتحدث من الفلسطينيين مغادرة تلك المناطق والتوجه إلى منطقة «المواصي» الممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط من جنوب دير البلح «وسط» حتى ما قبل شمال خان يونس «جنوب.ويصنف الجيش الإسرائيلى منطقة «المواصي» منطقة «إنسانية آمنة»، لكنه يرتكب فيها مجازر بقصف خيام النازحين، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من النازحين إليها.
على صعيد ملف الهدنة، قال المُتحدث الرسمى لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إنَّ مفاوضات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة لا تزال فى مرحلتها الأولي، مُشددا على أنَّ الجهود الدبلوماسية تُبذل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق فى أسرع وقت ممكن.
وفى سياق متصل، وجَّه الأنصارى انتقادا للسلوك الإسرائيلى فى المنطقة، قائلا: «لا يمكننا أن نقبل حالة غياب المساءلة للسلوك العبثى الإسرائيلى فى المنطقة الذى يجب إيقافه دوليا».
فى السياق، قدمت إسرائيل «خريطة ثالثة» لانتشار قواتها فى قطاع غزة طوال فترة وقف إطلاق النار المقترحة لمدة 60 يوماً، وتعطى «مرونة أكبر» بشأن موقع العسكريين، على طول الحدود.
وتتمثل نقاط الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحركة حماس، فى انسحاب القوات الإسرائيلية خلال وقف إطلاق النار، وطريقة توزيع المساعدات داخل قطاع غزة.
وبموجب مقترح خريطة الانتشار الثالثة التى قدمتها تل أبيب، ستقلص إسرائيل وجودها العسكرى إلى منطقة عازلة بعرض كيلومترين على طول الحدود الجنوبية قرب رفح.وأشارت تقارير إلى أن إسرائيل «مستعدة لسحب عدد أكبر من قواتها» خلال فترة الـ60 يوما.
من ناحية أخري، اتهم قادة المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ»بيع جنوده والتضحية بدمائهم» فى سبيل البقاء السياسي، جاء ذلك عقب أن أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 3 من جنوده بشمالى قطاع غزة أمس.
وتعليقا على الحادث، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس «فقدت إسرائيل اليوم 3 من أفضل جنودها»، مقدما التعازى لعائلاتهم، فى حين اعتبرت وزيرة المواصلات ميرى ريغيف أن القتال سيستمر «حتى عودة جميع المختطفين والقضاء على قدرات حماس».
لكن الردود الأشد جاءت من صفوف المعارضة، إذ كتب زعيم حزب «الديمقراطيين» يائير جولان على منصة إكس «سقط اليوم 3 مقاتلين فى غزة ضحايا لحرب سياسية لا تنتهي، من أرسلهم إلى المعركة يجتمع الآن مع زعماء الأحزاب الحريدية لضمان إعفاء حلفائه من التجنيد».
وأشار جولان إلى الأزمة التى تعصف بالائتلاف الحكومي، حيث تهدد الأحزاب الحريدية بالانسحاب ما لم يتم تمرير قانون يعفى شبانها من الخدمة العسكرية، وهو ما اعتبره «خيانة لدماء الجنود».
بدوره، وصف رئيس الوزراء السابق نفتالى بينيت ليلة مقتل الجنود بأنها «ليلة سوداء»، وأضاف «تلقت عائلة أخرى للتو نبأ مروعا بمقتل ابنها.
أما زعيم المعارضة يائير لبيد فاعتبر الحادث «كارثة مفجعة»، فى حين أصدرت حركة «أمهات يقظة» -التى تمثل أمهات الجنود الإسرائيليين- بيانا لاذعا قالت فيه «قُتل اليوم 3 جنود بغزة وانتحر جندى آخر فى الجولان، والحكومة مشغولة بإيجاد طرق لتحصين الحريديم من التجنيد، أبناؤنا يُزج بهم فى أعماق الجحيم مستنزفين ومنهكين بلا أمل».
وفى الضفة الغربية، يبدأ الجيش الإسرائيلى انسحابا من مخيمى طولكرم ونور شمس شمالى الضفة الغربية المحتلة تمهيدا لتسليمهما إلى السلطة الفلسطينية بداية شهر أغسطس المقبل، وذلك باتفاق إسرائيلى أمريكى مع السلطة، حسبما ذكرت مصادر مطلعة.
وأضاف المصادر أن الجانب الإسرائيلى «اشترط عدم المساس بالطرق الواسعة التى شقها على أنقاض المنازل فى المخيمين، أو البناء على أى مساحات تم تجريفها من قبل الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية التى استمرت لنحو 7 أشهر».
وجاء الاتفاق تزامنا مع زيارة ميدانية قام بها وزير الداخلية الفلسطينى مع مسئولين أمريكيين للمنطقة.كما تم الاتفاق على إعادة انتشار السلطة الفلسطينية فى مخيمات طولكرم، التى تحتلها إسرائيل الآن.
وقال المصدر إنه «فى حال التزمت السلطة الفلسطينية بشروط إسرائيل واستمر الهدوء فى المخيمين بسيطرة السلطة الفلسطينية عليهما، فإنها ستفكر فى الانسحاب أيضا من مخيم جنين وتسليمه للسلطة الفلسطينية خلال الأشهر المقبلة».