أعلن وزير الدفاع السورى مرهف أبو قصرة، أمس، الاتفاق على وقف النار فى السويداء، مؤكدا أن الجيش سيتعامل مع أى استهداف من قبل الخارجين عن القانون بالسويداء، فيما ذكر مراسلون أن الجيش السورى بدأ سحب الآليات الثقيلة وخفض قواته بالمنطقة.
وقال أبو قصرة فى بيان نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا): «إلى كافة الوحدات العاملة داخل مدينة السويداء، نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة».وأكد وزير الدفاع السورى أن هناك تعليمات صارمة للقوات فى السويداء بتأمين الأهالى وحفظ الممتلكات، لافتا إلى أنه سيبدأ «بتسليم أحياء مدينة السويداء للأمن الداخلى بعد تمشيطها».
ودخلت القوات السورية مدينة السويداء جنوب البلاد فيما تعد المرة الأولى التى تنتشر فيها قوات حكومية فى المدينة منذ تولى الحكومة الانتقالية للسلطة فى البلاد فى ديسمبر الماضي، بعد الإطاحة بالرئيس السورى السابق بشار الأسد.
وكانت قد وقعت اشتباكات عنيفة فى السويداء بعد دخول قوات الجيش، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس».
وأدت المواجهات إلى مقتل نحو 116 شخصاً، مما دفع الجيش السوري وقوات الأمن إلى نشر وحدات لفض النزاع والفصل بين الأطراف المتصارعة.
فى غضون ذلك، وجّه مستشفى السويداء نداء إنسانيا عاجلا لجميع الكوادر الطبية، نظرا لتدهور الأوضاع الصحية، ونقص الطواقم اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة، محذرا من أن استمرار هذا النقص بات يهدد حياة المرضى بشكل مباشر، وسط استنفار غير مسبوق فى القطاع الطبى بالمحافظة.
من جهتها، قالت الرئاسة السورية فى بيان: «بعد الأحداث المؤسفة التى طالت محافظة السويداء فى الأيام الأخيرة، ووقوع عدد كبير من الضحايا على إثرها، وحرصا على حقن الدماء واستعادة الأمن والاستقرار فى المحافظة، وإيمانا منّا أن تحقيق ذلك يقتضى بسط الدولة لسلطتها على المحافظة من خلال المؤسسات الرسمية، وخاصة منها المؤسسة الأمنية والعسكرية، نرحّب بدخول قوات وزارتى الداخلية والدفاع لبسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة».
من جانبه، أعلن قائد الأمن الداخلى فى السويداء، العميد أحمد الدالاتى بدء انتشار قوات وزارتى الداخلية والدفاع داخل مركز المدينة لـ»حماية المدنيين واستعادة الأمن»، مع فرض حظر التجول، داعيا الأهالى إلى الالتزام الكامل بالبقاء فى منازلهم.
وقال الدالاتى فى بيان أصدرته وزارة الداخلية: «نعلن فرض حظر تجول فى شوارع المدينة اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا وحتى إشعار آخر، حرصا على سلامة أهلنا فى المدينة»، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا».
وأضاف: «نهيب بأهالى السويداء الالتزام بالبقاء فى منازلهم، ونؤكد ضرورة منع العصابات الخارجة عن القانون من استخدام المبانى السكنية كمواضع لمواجهة قوات الدولة».
وجاء الانتشار بعد أن رحّبت الرئاسة الروحية للدروز بدخول قوات وزارتى الداخلية والدفاع إلى محافظة السويداء، داعية الفصائل المسلحة إلى التعاون معها وتسليم السلاح، وفتح حوار مع الحكومة، وتفعيل مؤسسات الدولة.
لكن الزعيم الدرزى الشيخ حكمت الهجرى تراجع فى وقت لاحق عن بيان الرئاسة الروحية الذى رحب بدخول قوات الجيش والأمن للسويداء، وقال الهجرى فى بيان إن المحادثات مع دمشق لم تفض لنتائج رغم قبول التهدئة لحقن الدماء، داعيا إلى التصعيد.
وأضاف أن البيان «فُرض علينا من دمشق، وضغط من دول خارجية؛ من أجل حقن دماء أبنائنا». وأشار إلى أن الدروز يتعرضون لـ«حرب إبادة شاملة».
على صعيد آخر، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، تعليمات للجيش الإسرائيلى بضرب قوات الحكومة والأسلحة التى أدخلت إلى منطقة السويداء جنوبى سوريا، مشددين على أن «إسرائيل تلتزم بمنع الإضرار بالدروز» فى هذا البلد.
وفى بيان مشترك، اعتبر نتنياهو وكاتس أن «عمليات الحكومة السورية ضد الدروز انتهاك لسياسة نزع السلاح، التى تحظر إدخال قوات وأسلحة إلي جنوب سوريا، الأمر الذى يشكل تهديدا لإسرائيل».
وأكد نتنياهو وكاتس أن إسرائيل «تلتزم بمنع الإضرار بالدروز فى سوريا»، مشيرين إلى «رابطة الأخوّة العميقة التى تربط بين مواطنى إسرائيل الدروز وأبناء طائفتهم فى سوريا، سواء من خلال علاقات تاريخية أو عائلية».
وأضاف البيان: «نعمل لمنع النظام السورى من إيذائهم ولضمان نزع السلاح فى المنطقة الملاصقة لحدودنا مع سوريا».