والفقر والبلطجة.. وزوجى بخيل.. وعيون القلب
عاد السائح الخليجى إلى بلاده بعد بضعة أيام قضاها فى مصر.. وكتب على صفحته يقول.. سافرت وخرجت من مصر وهى لم تخرج مني..!
وكتب زائر آخر لمصر يقول.. مصر إذا زارها غريب أصبح عن أرضه غريبا.
والساعة الثالثة فجرا فى مصر تروى كل الحكاية.. الساعة الثالثة ومصر مازالت كأنها فى ساعات النهار.. فيها حياة.. وفيها كبار وصغار فوق مياه النيل يغنون ويرقصون.. وفيها شارع لا ينام وسيارات تنطلق.. وناس تبحث عن مكان جديد لإكمال السهرة.
والسياحة فى مصر ليست مناظر طبيعية وغابات وأشجارا.. السياحة فى مصر بشر ومواقف وتفاعلات وابتسامات وحكايات ما بعدها حكايات.
وحين نرى مدن وشوارع مصر وقد انتشر فيها السياح من كل بلاد العالم فإننا نستعيد بهم ومعهم ذكريات الأيام الخوالى عندما كانت مصر هى الوجهة الأولى للسائح العربي.. وعندما كان شارع جامعة الدول العربية فى المهندسين هو نقطة الالتقاء والانطلاق لأشقائنا من دول الخليج العربية الذين اتخذوه مقرا لهم.
وغنى يا حليم.. قول لى مين زيك.. والله ما ليك زي.. دا البدر من ضيك صعب عليه الضي.. هذه هى مصر.. والحياة بعيدا عن مصر هى بعض من الموت.
>>>
وبعيدا عن السياحة فى بلد السلام.. بعيدا عن الشعب الذى يعشق الحياة ويبحث عن حقه فى الحياة.. بعيدا عن تمسكنا بالثوابت التى تحافظ على بلادنا وأراضينا ووجودنا فإن التساؤل الذى يدور فى الشارع المصرى يتعلق بالمؤامرات التى تحاك ضدنا والمحاولات التى تستمر لضرب الأمن والاستقرار فى مصر.. ماذا يريدون منا.. ولماذا؟
والإجابة ببساطة معروفة للجميع للقاصى وللداني.. الإجابة لا تحتاج تحليلات ولا حتى تخمينات.. فمصر أفسدت كل شيء كانوا يعتقدون أنه سيحدث.
>>> مصر لم توافق على خطط تتعلق بشكل جديد للمنطقة العربية وللشرق الأوسط.
مصر رفضت ووقفت ضد محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
مصر لم تقبل كل الإغراءات مقابل الموافقة على ترحيل أهل غزة خارج أراضيهم.
مصر رفضت أن تكون وطنا بديلا للفلسطينيين بتوطينهم فى سيناء.
مصر استمرت فى تحديث جيشها وقدراتها الدفاعية بتنويع مصادر السلاح.
>>> مصر رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة لها قرارها السياسى الوطنى المستقل.
ولهذا يستهدفون مصر.. ولهذا يلوحون ويتحدثون عن إغراءات جديدة فى قضايا حيوية وجودية تتعلق بمصر مقابل أن تتحرك مصر قليلا عن مواقفها.. وأى حديث من خارج الحدود لإحياء قضايا قديمة لمساندة مصر فيها هو نوع من الخداع الاستراتيجى لم يعد مستغربا..!!
>>>
ونعود للحياة اليومية.. وحيث الرأى العام يتابع ويراقب تطورات القبض على شهاب.. الشاب الصغير الذى تباهى بقوته واعتبر أنه لا يخاف من القانون بعد أن اصطدم بالتوك توك الذى يقوده بسيارة أخرى وهدد قائدها..!
والسوشيال ميديا تشهد الآن حملة «إنسانية» زائفة لمساندة شهاب، حملة استعطاف ورأفة بالأم.. والأسرة الفقيرة التى يعولها شهاب وينفق عليها.
والسوشيال ميديا تخلط وتقلب كل المفاهيم والمعايير.. فالفقر لا يعنى البلطجة والخروج عن القانون.. الفقر يعنى الكفاح والعمل والكرامة واحترام الآخرين لتحسين الأحوال المعيشية ومواجهة أعباء الحياة.. الفقر لا يعنى تحدى القانون ولا إرهاب الناس.. وشهاب كان مشروعا لبلطجى بالغ الخطورة.. وعاقبوا شهاب ولكن لا لذبحه.. وامنحوه فرصة أخيرة لعله يكون قد استوعب الدرس!
>>>
وجاءت تطلب وتسعى إلى الطلاق.. ولماذا أيتها الصغيرة.. زوجى بخيل جدا جدا.. معه الكثير ولكنه لا ينفق إلا قليل القليل.. حاولت معه كل شيء.. ومازال على نفس الحال..!! وأتى الزوج ليحكى الجانب الآخر من القصة.. وجلس الكبار فى بيته عدة ساعات فى محاولة للإصلاح وعندما طلب أحدهم «كوباية» شاى اعتذر الزوج لعدم وجود الشاى ولا القهوة أو شيء آخر.. وعندما كان القرار وبالإجماع.. إخلعيه وارتاحي.. أسوأ الأزواج هو الزوج البخيل..!
>>>
وجاء يتحدث عن صديق لم يعد صديقا.. وبدأ يسرد مواقفه ومساوئه..! ويا صديقى إذا انتهت علاقتك بشخص فاجمع كافة أسراره وخبئها فى مكان ما فى قلبك وانسها فالنهايات أخلاق.
>>>
ولاعب كان إعلاميا وخرج من السجن بعد الحبس فى قضايا تتعلق بالنفقة وظهر فى برنامج تليفزيونى يبكى ويفضح مطلقته وبناته ويسأل انه كان فى مقدوره الدعاء عليهم أيضاً..! وابنته هى الأخرى ردت عليه واستنكرت فضائحه وقالت له إنه خصيمها يوم القيامة..!! بعد قليل هذا اللاعب سيكون إعلاميا مرة أخرى وسيقدم برنامجا رياضيا يتحدث فيه عن الفضيلة والأخلاق والشرف فى الملاعب.. كله عادي.. وأفضل من يحاضر فى الفضيلة هو..!!
وتغنى نجاة.. صوت الحب الدافئ.. عيون القلب.. سهرانة ما بتنامشي.. لانا صاحية ولا نايمة مبقدرشي.. يبات الليل يبات سهران على رمشي، وأنا رمشى مداق النوم وهو عيونه تشبع نوم.. روح يا نوم من عين حبيبى روح يا نوم..!
>>>
.. وأخيرا:
وعلمتنى الحياة أن لكل شيء بديلاً إلا أمي.
والكل يدعى المثالية لا أعلم أين يعيش السيئون فى هذا العالم.
وحين لا يكون للرحيل بديل، حاول أن تترك وردة بدلا من جرح، أكرم قلبا كان يوما موطنك