> فى مقال لى فى مايو الماضى بعنوان «طموحات مشروعة»، تناولت تطور الحركة السياحية فى مصر.. وتحدثت عن إمكانية تحقيق مصر لرقم 19 مليون سائح فى عام 2025 إذا استمرت الزيادة فى باقى شهور العام بنفس نسبة الزيادة التى تحققت فى الربع الأول من عام 2025 وهى 25 ٪ مقارنة بالربع الأول من عام 2024، ليكون طموحنا بعد ذلك تجاوز العشرين مليون سائح فى عام 2026، وصولاً إلى رقم الثلاثين مليون سائح التى حددتها إستراتيجية السياحة المصرية فى عام 2031، ونأمل أن يتحقق هذا بإذن الله بداية من الزيادة المرتقبة فى العام الحالي.
> وقد أشرت فى ذلك المقال إلى أن طموحاتنا هذه مشروعة فى ظل ما يحظى به المنتج السياحى المصرى من تنوع يجعله يضم كل ما هو معروف من ألوان وأنماط السياحة.. وكثير منها لم يستغل بعد.. أو لم يستغل الاستغلال الذى يستحقه.. وقد قلت اننى سأتناول هذا فى مرة قادمة.. وقبل أن أشير اليوم إلى جانب منها.. أشير إلى منتج القاهرة الكبرى الذى سيؤكده ويدعمه افتتاح المتحف المصرى الكبير بإذن الله، الذى سيتيح تسويق القاهرة وحدها كمنتج سياحى متكامل يأتى على رأسه زيارة المتحف المصرى الكبير ثم باقى المناطق الأثرية المحيطة.. وباقى مناطق القاهرة الأثرية والحديثة وما تشهده من مناسبات ومواسم فنية للأوبرا والمسرح والموسيقى وغيرها.. سيضيف هذا المنتج اضافة هامة ومؤثرة الى السياحة المصرية.
>>>
> أما اذا تناولنا جانباً من المنتجات السياحية المصرية التى لم تستغل بعد، فيمكننا أن نبدأ بالسياحة الصحراوية التى تلقى طلباً كبيراً.. ومصر تتميز فيها عن كثير من غيرها.. ولكن الظروف المحيطة بمصر غرباً فى ليبيا وجنوباً فى السودان تجعل الأوضاع الأمنية لمثل هذا النوع من السياحة العامل الحاكم فى تنظيمها والتوسع فيها.
> ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله، كما قال لى الأخ العزيز كريم المنباوى عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة والمسئول عن ملف السياحة الصحراوية.. حيث يتم الآن بتسهيلات أمنية القيام برحلات اليوم الواحد الصحراوية.. وهذه تتم عادة من الواحات الداخلة والخارجة والبحرية أو من القاهرة الى الفيوم.. حيث يتم القيام بالرحلات داخل الصحراء طوال اليوم والعودة فى نهاية اليوم للمبيت فى الفنادق.
> ولكن ما يبحث عنه هواة السياحة الصحراوية المبيت فى الصحراء، فى الخيام التى تقام مع القافلة التى خرجت للقيام بهذه الرحلات، والتى كانت فى الماضى تستمر أسبوعاً أو أسبوعين ويطوف المشاركون فيها بأنحاء كثيرة من صحراء مصر الغربية.
> السياحة الصحراوية، كنز لم نعد لفتح أبوابه بعد.. وهو غير مغلق وغير مفتوح.. أو بالتعبير العامى «موارب»، حيث يقتصر حاليا على ساعات النهار فحسب، دون التخييم والمبيت فى الصحراء، خاصة فى الليالى المقمرة.. مما كان يجعل لهذه الرحلات سحراً خاصاً يتطلع إليه الكثيرون من هواة هذا اللون من السياحة.
> ومع منتج سياحة الصحراء أو سياحة السفارى فى صحراء مصر الغربية، هناك منتج آخر للسفارى فى صحراء مصر الشرقية، وكذلك فى صحراء سيناء، وهو أيضا لسياحة اليوم الواحد.. ويشمل هذا اللون سياحة أخرى لتسلق الجبال، وسياحة المشى وسط الجبال.
> ومنذ فترة كان بعض منظمى الرحلات يجمعون بين سياحة صيد الأسماك فى بحيرة ناصر.. وسياحة السفارى فى الصحراء الشرقية.. وكل هذه الأنماط تبين غنى وثراء منتج السياحة الصحراوية فى مختلف صحراوات مصر.
> السياحة الصحراوية هى بالمناسبة من أغلى ألوان السياحة، وتدر دخلاً كبيراً يتلاءم مع نفقاتها الكبيرة من عربات ذات دفع رباعى وعربات لإعداد الطعام أو الصيانة أو نقل المعدات والطعام وغيرها من متطلبات الرحلات الطويلة.. فضلاً عن كثرة المرافقين الذين يؤدون الخدمات للمشاركين فى هذه الرحلات.
> من بين ألوان السياحة التى لم تستغل بعد فى مصر، سياحة مشاهدة الطيور.. وهى تستغل وضع مصر الجغرافى باعتبارها الطريق الذى تسلكه الطيور قادمة من أوروبا إلى أفريقيا فى موسمين خريفاً وربيعاً أو شتاء وصيفاً، فى الطريق إلى أفريقيا فى رحلة الشتاء للطيور القادمة من أوروبا.. وربيعا وصيفاً للطيور العائدة من أفريقيا إلى أوروبا.
> وفى هذا الطريق عدة محطات تصلح كمناطق لمتابعة هجرة الطيور فى مسيرتيها السنويتين.
> السياحة الرياضية مورد مهم من موارد السياحة، ولا تقتصر على استضافة الدورات الرياضية فحسب.. وإنما تسعى وراء إقامة المناسبات الدوليه التى تجذب هواة الرياضات المختلفة، التى تنظم على هامشها زيارات لمختلف المناطق السياحية فى مصر.. واستغلال النيل والبحر فى رياضات مائية كالتجديف والصيد، إلى جانب الماراثونات.. وهذا يقتضى مبادرات عدة من مختلف الاتحادات الرياضية ذات الاهتمام الجماهيرى العالمى مثل كرة القدم وكرة السلة واليد والتنس وغيرها.. وسواء فى تنظيم دورات خاصة أو مباريات لفرق عالمية فى فترات راحتها.. ومصر سبق لها القيام بالكثير من هذا.. والآن علينا القيام بمبادرات جديدة ومستمرة تجعل من السياحة الرياضية عنصراً ومورداً ثابتاً من موارد السياحة المصرية.
> ومثل هذا يمكن أن نقوله عن أجندة أخرى للمناسبات الثقافية والفنيه مثل معرض الكتاب ومهرجان الموسيقى العربية ومواسم الأوبرا وغيرها.. وكل هذا يشكل رصيداً سياحياً متجدداً وممتداً.. والحديث متواصل.