شهد له العقاد بالنبوغ والعبقرية، وخشى عميد الشعراء على الفصحى من قصائده العامية.. وولد بأحد الأحياء الشعبية بمدينة الإسكندرية، وتعود جذوره إلى أصول تونسية.. كتب فى عدد من الصحف المصرية، وانتهى به المطاف إلى جريدة «الجمهورية».
محمود بيرم التونسى 1893/1961، فنان الشعب وأشهر رجال العرب، شاعر وكاتب مصرى كبير، جده تونسى كان يعمل فى نسيج الحرير وتجارته، ولد محمود بيرم ليلة العيد فأطلقوا عليه اسم «بيرم» وتعنى العيد الكبير باللغة التركية.
تعلم مبادئ القراءة والكتابة فى كُتاب الشيخ جاد الحق بحى الأنفوشى «منطقة السيالة».
كان شغوفاً بالعلم والمعرفة، خاصة فى مجال الأدب وقيل إنه حفظ أكثر من 30 ألف بيت من الشعر العربى فى عصوره المختلفة، كما قرأ أعمال الزجالين وأشهرهم يعقوب صنوع وعبدالله النديم.. كتب المقالات والأشعار واليوميات والأفلام والمسلسلات والمسرحيات.
بدأ الكتابة باللغة العربية الفصحي، ومنها قصيدته المشهورة «المجلس البلدي» ويقول فيها:
يا بائع الفجل بالمليم واحدة
كم للعيال وكم للمجلس البلدي
كأن أمى بلّ الله تربتها
أوصت فقالت أخوك المجلس البلدي
عاش على مدار حياته فى ظروف صعبة قاسية، تربى يتيماً وعاش معظم حياته منفياً مطارداً وفقيراً مشرداً.
توفى والده وعمره «12 سنة» وتوفيت والدته وعمره «17 سنة»، عمل مع أقاربه فى تجارة الحرير، فالبقالة، وتفرغ بعد ذلك للشعر والأدب.
عمل فى عدد من الصحف منها «المصري، وأخبار اليوم»، والتحق بجريدة «الجمهورية» أواسط الخمسينيات حتى وفاته.
أثارت أزجاله القصر وسلطات الاحتلال ونفى من مصر سنة 1920 لمدة 20 عاماً تقريباً قضاها فى بلاد الشام وتونس ومعظمها فى فرنسا.. حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب سنة 1960.
نشرت الهيئة العامة للكتاب فصولاً من أعماله الكاملة، أعدها الأديب الراحل شكرى صالح.
توفى بالقاهرة وهو يعد حلقات إذاعية عن الظاهر بيبرس فى 5 يناير 1961.
غنت له أم كلثوم عدداً من الأغنيات منها: «هو صحيح الهوى غلاب» لم يسمعها بيرم لأنه توفى فى نفس اليوم الذى غنتها فيه كوكب الشرق فى حفلتها الشهرية.