وسط قسوة الحياة وتحديات المرض، تقف شيماء الرفاعى حسن – الشهيرة بـ«كابتن شيمو» – نموذجًا نادرًا لسيدة مصرية لا تعرف الاستسلام، صاحبة الأربعين عامًا، وابنة مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، لم تهزمها ظروفها ولا «المرض الخبيث»، بل قاومته بابتسامة تُشع عزيمة، ونفس راضية، وروحٍ مؤمنة بأن الإرادة تصنع المعجزات.
شيماء، زوجة وأم لطفلين، عشقت الرياضة منذ الصغر، ومارستها كهواية ثم احترفتها، حتى أصبحت مدربة للياقة البدنية وأسسَت مركزًا رياضيًا صغيرًا يحمل اسمها «جيم كابتن شيمو».
لكن رحلة «شيمو» لم تكن سهلة، بل محفوفة بالمصاعب، بعد الزواج وإنجاب الأطفال، تفاجأت بزيادة وزنها بشكل كبير – من 60 إلى 113 كجم – وهو ما أعاق حركتها وأثر على صحتها، نصحها الأطباء بإجراء جراحة عاجلة ولكن إمكانياتها لم تكن تسمح بتوفير ثمن الجراحة.
ورغم محدودية الدخل ومسئولية الأسرة، أصرت على أن تبدأ التغيير بنفسها، بدأت رحلة فقدان الوزن دون أجهزة، واعتمدت على التمارين التقليدية، ونجحت فى تقليص وزنها إلى 60 كجم. ثم بدأت تعمل بنظام «الشيفتات» فى عدة مراكز رياضية، ثم اشترت حصة شريكتها فى مركز رياضى بالتقسيط لتصبح المالكة الوحيدة لـ»جيم كابتن شيمو».
وبينما كانت تمارس عملها وتدرب السيدات بكل حماس، شعرت بآلام حادة، وبعد الفحوصات، كان التشخيص صادمًا، سرطان بين القولون والأمعاء والكبد، تردد الطبيب فى إبلاغها، لكنه وجد أمامه سيدة قوية، فصارحها، فاستقبلت الخبر بقولها: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. أنا راضية بقضاء الله، وربنا جبرنى قبل كده، وهايجبرنى تاني.»
خضعت لعملية دقيقة وتعافت تدريجيًا، لكنها فوجئت بأن الجيم توقف والزبائن رحلوا، ورغم اعتراض زوجها وشقيقها على نزولها للعمل، أصرت على العودة، وقالت بثبات: «لو مكتوب لى أموت، هأموت فى أى وقت.. لكن طالما فيه نفس، هاشتغل.»
عادت لممارسة التدريب، وأطلقت منشورات على مواقع التواصل لتعلن عودتها بعد محاربة السرطان، فعاد الكثير من زبائنها بدافع الفضول أو الإعجاب بقصتها.
تقول «شيمو» من قلب التجربة: «السرطان ليس نهاية.. هو بداية جديدة، نعم، بيهزمنا أحيانًا، لكنه كمان بيقوينا، أهم حاجة نرضى بقضاء ربنا، ونقاوم بإيماننا وإرادتنا.»
وتوجه رسالة لكل سيدة أُصيبت بالمرض: «لا تستسلمي، قاومى بالإرادة والتحدي، واعتبريه مرحلة وهتعدي، وهتخرجى منها أقوي.»
ورغم شجاعتها، تبقى شيماء بحاجة لدعم حقيقي، فهى تطالب المسئولين فى محافظة كفر الشيخ بتوفير مكان صحى لممارسة عملها، بدلاً من المركز الحالى المصنوع من ألواح الصاج، الذى ترتفع حرارته صيفًا مما بشكل خطر على حالتها.
. تختم حديثها بثقة كبيرة: «أنا واثقة فى ربنا، وفى أصحاب القلوب الرحيمة.. ولسه قدامى مشوار طويل أساعد فيه غيري، وأكون قدوة لكل واحدة بتحارب السرطان.»