أعرب الفنان فتحي عبد الوهاب عن سعادته تكريمه باختيار اسمه عنوانًا للدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي لقسم المسرح، الذي تنظمه كلية الآداب بجامعة الإسكندرية.
أكد عبد الوهاب أن الدراسة الأكاديمية كانت ركيزة أساسية في مشواره الفني، حيث صقلت موهبته، ومنحته القدرة على الفهم العميق للنصوص، وصياغة الشخصيات، والتعامل مع الجمهور بوعي وإبداع. وشدد على أن المسرح يظل البيت الأول الذي يحتضن الفنان ويرتقي بروحه، معربًا عن سعادته الكبيرة بالعروض الشبابية الخلّاقة التي عكست طاقة متجددة وإصرارًا على الإبداع، وأثبتت أن المسرح لا يزال قادرًا على جمع القلوب، وتوحيد الرؤى، وتقديم رسائل إنسانية راقية، كونه أعظم اختراع في العالم.

حفل الختام والتكريم
جاء ذلك خلال حفل اختتام فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي لقسم المسرح لأقسام ومعاهد المسرح المتخصصة، الذي نُظم تحت رعاية الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية، وحمل اسم الفنان فتحي عبد الوهاب تكريمًا لمسيرته الفنية وتقديرًا لدوره في إثراء المسرح والسينما العربية.
رؤى المهرجان وتكريم المشاركين
من جانبه، وصف الدكتور محمد السوداني، وكيل كلية الآداب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، هذه الدورة بـ”الاستثنائية”، نظرًا لما شهدته من ثراء فني وثقافي كبير، جعلها محطة مضيئة في مسيرة المهرجان. أوضح السوداني أن الحدث لم يكن مجرد عروض فنية، بل كان احتفالًا بالإنسان، وتأكيدًا على أهمية الفن كجسر للتواصل بين الشعوب. ووجه تحية تقدير وامتنان إلى جميع الدول المشاركة، ومنها الإمارات، والأردن، وإيطاليا، وإسبانيا، واليونان، إلى جانب الفرق المصرية، لما قدموه من عروض جسدت روح التعاون والابتكار، وأسهمت في إثراء المشهد المسرحي. وأشار إلى أن المهرجان يعد احتفالًا بالهوية وبالإنسان وباللغة التي يفهمها كل الشعوب، وهي لغة الخشبة والصوت والحركة والموقف.

المهرجان منصة للمواهب والإبداع
في كلمتها، أعربت الدكتورة منال فودة، رئيس قسم المسرح، عن فخرها الشديد بما تحقق في هذه الدورة، مؤكدةً أن المهرجان أصبح منصة حقيقية لصقل مواهب الطلاب، وتنمية قدراتهم، وتعزيز حضورهم الفني والأكاديمي. لفتت إلى التنوع الذي ميّز العروض، والذي عكس انفتاح المشاركين على مختلف المدارس المسرحية والتقنيات المعاصرة، ما أسهم في تقديم أعمال مبتكرة تجمع بين العمق الفكري والجمال البصري.
فعاليات وعروض متنوعة
شهد المهرجان على مدار ستة أيام عروضًا مسرحية متنوعة جمعت بين الكلاسيكي والمعاصر، وتميزت بتقنيات إخراجية جديدة، مما أتاح للجمهور والنقاد فرصة استثنائية للاستمتاع بمشهد مسرحي غني يعبّر عن روح الشباب، ويجسد تمازج الثقافات في قالب فني راقٍ.

جوائز وتدريب احترافي
تم تكريم الفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، إضافةً إلى منح جوائز خاصة لأفضل إخراج، وأفضل سيناريو، وأفضل ممثل أول، وأفضل ممثل ثانٍ، تقديرًا لجهودهم الفنية وإبداعهم المتميز.
كما أعلن المخرج سامح بسيوني، مدير مسرح الطليعة، خلال الحفل، عن تقديم جائزة للفرق الفائزة بالمراكز الأولى، حيث ستُتاح لهم فرصة التدريب داخل مسرح الطليعة، كخطوة أولى نحو الاحتراف وصقل تجاربهم، مما يفتح أمامهم آفاقًا جديدة في عالم المسرح الاحترافي.
شكر وتقدير
وجه الدكتور جمال ياقوت، مشرف المهرجان، كلمة شكر وامتنان عميق إلى جميع القائمين على التنظيم، من لجان، وفرق فنية، ومتطوعين، وكل من عمل خلف الكواليس، مشيدًا بحرصهم على تقديم مهرجان يليق بتاريخ جامعة الإسكندرية ومكانتها الرائدة في المشهد الثقافي العربي والدولي.