البرلمان.. «شيوخاً أو نواباً»، الذى تجرى انتخاباته فى الأيام القادمة، يأتى فى مرحلة مفصلية تكون فيها السياسة ضرورة وجود، وعقلاً وفكراً جماعياً يقود، وضميراً مجتمعياً يحمى، وقوة تنظيمية تدعم.
برلمان السنوات الخمس المقبلة، يأتى فى وقت تقف فيه الدولة على عتبة حراك سياسى واقتصادى هو الأخطر منذ سنوات، ومعركة على الوعى واستعادة السياسة بمعانيها الحقيقية وضد الإحباط الذى يتسلل حين تغيب البدائل وتسليم البلاد لجيل جديد يتسم بالوعى والمعرفة والعلم والرؤية والكفاءة والقدرة على تحمل المسئولية.
وفى ظل ما تشهده المنطقة من تحولات وتحديات جسام، تتصاعد الحاجة الملحة إلى عناصر وطنية قوية بخبراتها العلمية اقتصادية.. سياسية.. قانونية.. إعلامية.. زراعية.. صناعية.. تجارية وطبية وتعليمية.. هم كفاءات من خيرة العقول وهذا هو الهدف الرئيسى من إنشاء مجلس الشيوخ، أى من شيوخ المهن المختلفة يقدمون خبراتهم وآراءهم فى كل المجالات، كل فى تخصصه.. نماذج قادرة على صون الهوية الوطنية وتكون ظهيراً حقيقياً للدولة.. عقول خبيرة تفهم وتعى منطق الدولة ومصالح الجماهير.. أعضاء يجب اختيارهم بمواصفات المرحلة القادمة.. يشكلون خطوط دفاع متقدمة ضد المؤامرات والشائعات والحرب النفسية.
الحقيقة، الاستقرار السياسى لم ولن يتحقق إلا من خلال الجرأة فى التجديد وتنوع الاختيارات، ولا يجب أن يكون شكلياً، بل نابعاً من إدراك أن المجتمع لم يعد يحتمل صفقات سياسية قديمة ولا أدوات فقدت صلاحيتها وعفى عليها الزمن.. والمطلوب هو عودة السياسة إلى الشارع ودوائر الناس البسطاء.
< لاحظنا جميعاً فى البرلمانات السابقة أن بعض النواب كانوا يفتقرون لأبسط أبجديات العمل النيابى.. فمنهم من لم يقرأ الدستور ولا يعرف الفرق بين السلطة التشريعية والتنفيذية.. ومنهم من اعتقد أنه بهذا المنصب أصبح كبيراً.. ومنهم من يرى أن النائب مجرد وسيط خدمات بين الحكومة والمواطن، بعيداً عن وظيفته الأساسية كمشرّع ومراقب.
< لاحظنا فى بعض الدوائر بعد مبادرة رئيس الجمهورية «حياة كريمة» ودخول الصرف الصحى ومياه الشرب وكل المرافق إلى 4500 قرية، أن بعض النواب نسب هذا العمل لنفسه، وأنه السبب الرئيسى فى دخول الصرف الصحى ومياه الشرب دون أن يشرح لهم انها مبادرة رئاسية وخطة بناء جمهورية جديدة لشعب عظيم يستحق الكثير والكثير.
>> خلاصة الكلام:
> الناس يريدون برلماناً يحتضن أهل الكفاءة والخبرة فى المجالات المختلفة.. لديهم رؤية وقدرة على طرح المشكلة والحل.. يريدون نائباً يملك رؤية علمية للمستقبل، تقوم على التخطيط السليم لمواجهة التحديات الد اخلية والخارجية.
> الناس يريدون برلماناً يستلهم رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى الهادفة لإحداث نقلة نوعية فى حياة الناس بالعمل والإنتاج والاعتماد على الذات.
> الناس يريدون النائب.. العالم.. السياسى.. الاقتصادى.. القانونى.. الثقافى.. الاجتماعى.. الإعلامى.. وليس النائب المالى أو صاحب الفكر المحدود، الذى يفسد حياتنا البرلمانية ويكون عبئاً على الدولة والمواطن.
إننا بحاجة إلى برلمان ينبض بروح الوطن .. برلمان يؤمن بأن مستقبل مصر يبنى بالتشريع الرشيد والرقابة المسئولة والرؤية الطموحة نحو تنمية مستدامة تصنع غداً أفضل للوطن والمواطن.. حتى تحيا مصر، ويحيا شعبها العظيم.