كلى أمل أن نبدأ اليوم صفحة جديدة فى تنفيذ مبنى الركاب الجديد بمطار القاهرة الدولى نحتاج فيها إلى التركيز والإنجاز.. صفحة جديدة نسابق فيها الزمن لزيادة الطاقة الاستيعابية لمختلف المطارات المصرية.. وبصفة خاصة مطار القاهرة الدولى بوابة مصر الأولى والرئيسية.. والتى نسعى من خلالها لتحويل مطار القاهرة إلى مطار محورى فى المنطقة .
وتستعد وزارة الطيران المدنى لطرح تنفيذ المبنى الذى يستوعب 30 مليون راكب سنويا.. وأعتقد إذا بدأنا الخطوات العملية للتنفيذ ووضعنا خطة نسابق فيها الزمن واستمر العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع فإن ظهور المبنى للنور فى أحسن الأحوال يستغرق عامين وربما أكثر.. ومن هنا فإننى اقترح ان تمتد الدراسات لنضع خطة لإنشاء المبنى الجديد ولكن بطاقة استيعابية لا تقل عن 120 مليون راكب سنوياً.. على ان يتم تنفيذها على مراحل متتالية تنفذ خلال 7 سنوات.. تواكبها خطة شاملة لزيادة وتطوير اساطيل شركات الطيران المصرية بداية من مصر للطيران وصولاً لأحدث شركة طيران خاصة تم تأسيسها وبدأت فى التشغيل.
فى حديثنا عن مبنى الركاب الجديد نتمنى ان يدخل هذا المبنى الخدمة فى عام 2028 وهو ما يمكن تحقيقه.. على ان نراعى عند تنفيذ المبنى تجنب الوقوع فى نفس العيوب التى ظهرت فى مبنى 2 أو مبنى 3 خاصة عندما نتحدث عن منطقة انتظار السيارات أو إنشاء جراج متعدد الطوابق ملحق بالمبنى ويكون ملاصقاً له.. ومن هنا أكرر اليوم ما سبق وكتبته بأن مشروع إنشاء مطار جديد يجب ان يكون مشروعاً قومياً.. على غرار ما تم فى مشروع قناة السويس الجديدة التى نجحت الدولة فى إنجازها فى أقل من عام.
نقطة أخرى أعتقد انها لا تقل أهمية عن إنشاء مبنى الركاب الجديد وهى خطط تدريب العاملين فى مختلف المطارات المصرية.. على كيفية تقديم افضل خدمة للركاب فى وصولهم أو سفرهم.. ولابد ان نشير إلى حقيقة يعلمها الجميع.. وهى ان نسبة تتجاوز 90 ٪ من العاملين فى المطارات لم تتح لهم فرصة السفر من قبل.. ولم تر أعينهم غير ما تعلموه ممن سبقوهم فى العمل.. ومن هنا اقترح ان تقوم وزارة الطيران المدنى والشركة القابضة للمطارات بتوقيع اتفاقيات ثنائية مع عدد من المطارات الأوروبية مثل إدارة مطارات هيثرو ومدريد وباريس وروما إلى جانب مطارات أخرى.. لايفاد مجموعات من العاملين إلى كل مطار فى زيارة تستغرق أسبوعاً على الأقل.. تنظم لهم فيها معايشة داخل المطار يتابعون فيها كل مراحل إنهاء إجراءات السفر والوصول.. والخدمات التى تقدم للراكب.. على ان يتم التأكيد على كل من يقع عليهم الاختيار قبل السفر من خلال محاضرات علمية عن طبيعة هذه الدورات التدريبية والهدف منها.. ويطلب من كل من يلتحق بهذه الدورات ان يقدم تقريراً عقب عودته عما استفاده من هذه الجولة التدريبية.. وكيفية نقل هذه التجربة من خلال عمله فى المطار.. وان يسند إليه مجموعة من العاملين يعمل على نقل ما شاهده واستفاد منه إليهم.. وان يتم تقييم التجربة والعمل على التحسين المستمر للفكرة وللبرنامج.
إن المطارات فى العالم أصبحت مدينة متكاملة يمكن لركاب «الترانزيت» ان يقضوا بها ساعات يتجولون بين المحلات والمطاعم وكأنهم فى مول تجارى كبير.. لم تعد المطارات مكاناً لنقل حركة الركاب من خلالها فقط.. ولكنها أصبحت مركزا لزيادة الدخل القومى.. ودخلت المطارات على مستوى العالم فى منافسة شرسة للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من حركة ركاب الترانزيت.. من خلال توفير أعلى وسائل الرفاهية فى صالات السفر والوصول.. وربط المطارات بشبكة المترو والقطارات والأتوبيسات العامة التى تنقل حركة الركاب إلى وسط المدينة.. فهل نبدأ فى كتابة سطور الصفحة الجديدة فى مختلف المطارات المصرية.. ونحقق الأحلام والأهداف.. ويتحول تنفيذ مبنى جديد للركاب أو المطار الجديد إلى مشروع قومى. وتحيا مصر









