11 عامًا من الدعم للأشقاء.. والدفاع عن حقوق «القارة»
اهتمام ثابت.. بالتكامل الاقتصادى بين الدول.. لرخاء الشعوب
إزالة «بقع التوتر».. وتعزيز الاستقرار.. «بند مهم» لسياستنا الخارجية
دبلوماسيون: الدعم السياسى لقضايا «القارة السمراء» دوليًا.. لا يتوقف
دور مصر محورى.. فى ملف «التجارة الحرة».. وفتح «طريق السلام» بمكافحة الإرهاب
يشارك السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الافريقى التى تعقد اليوم بـ «مالابو» عاصمة غينيا الاستوائية.
تعد افريقيا دائما من أولويات السياسة الخارجية المصرية و«القاهرة» لها دور رائد فى افريقيا وحركات التحرر فى افريقيا تمت بمساعدة مصر ومن خلالها وعلى المستوى الاقتصادى فان السوق الافريقية واعدة بالنسبة للقطاع الخاص المصرى، كما ان هناك نجاحات عديدة قد تحققت على سبيل المثال من قبل الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية وبالتالى فالارض ممهدة للقطاع الخاص فى افريقيا يمكن استغلالها.
وتهتم مصر بشكل كبير بتحقيق التكامل الاقتصادى بين دول القارة مما يحقق الرخاء والازدهار وقد لعبت مصر دورا فاعلا فى إقرار اتفاقية التجارة الحرة وتواصل العمل لتسريع انشاء منطقة حرة، كما أن مصر ساهمت فى حل الكثير من النزاعات بالقارة السمراء.
قال السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد الاسبق لمنظمة الوحدة الافريقية ومستشار اتحاد الصحفيين الأفارقة انه كان من المقرر عقد قمة للاتحاد الإفريقى فى مالابو ولكن تم تخصيص هذا الاجتماع ليكون بين أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الإفريقى على مستوى الرؤساء وبين اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقى وهذا الاجتماع يناقش أوجه التنسيق بين الاتحاد الإفريقى والمنظمات الاقتصادية الإقليمية فى مختلف أنحاء القارة .
اضاف ان مصر دولة مهمة وتعمل على إزالة بقع التوتر والنزاعات داخل القارة حيث شارك الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية فى اجتماع تشاورى لمجلس السلم والأمن الإفريقى منذ عدة ايام وافريقيا تعانى حاليا من وقف المساعدات الأمريكية التى قررت الحكومة الأمريكية وقفها مع جميع دول العالم مما أدى إلى توقف عدد من المشروعات التعليمية والثقافية والاقتصادية داخل القارة مما يستدعى اتخاذ موقف عاجل لمعالجة هذا الأمر من خلال زيادة التعاون بين الدول الافريقية وبعضها ، كما يناقش الاجتماع ايضا نتائج اتفاق «ابوجا» الخاص بالتعامل الاقتصادى داخل القارة الإفريقية .
اوضح انه تحت رعاية الرئيس السيسى تم اقرار اعتبار أفريقيا منطقة تجارة حرة يتم فيها تبادل السلع والخدمات دون أى رسوم جمركية او عوائق إدارية مما أدى إلى زيادة الصادرات المصرية إلى أفريقيا وكذلك زيادة الواردات من أفريقيا اللازمة للصناعة المصرية
اضاف ان مصر تريد الإسراع بالمراحل المختلفة للتعاون بين دول القارة فالتحديات التى تواجهها أفريقيا تستدعى اتخاذ إجراءات حاسمة فى هذا الموضوع .
من جهته اكد السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق ، أن قمة «مالابو» تركز على عدة محاور هامة فى مقدمتها المحور الأمنى والذى يرتبط بجهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية ، مشيرا إلى أن مصر لها دور محورى فى مكافحة الإرهاب مما يتيح الفرصة للأشقاء الأفارقة للاستفادة من تجربة مصر وخبراتها فى هذا المجال، كما أن مصر لديها قدرات كبيرة لمساعدة الدول فى إعادة الإعمار بعد النزاعات .
ويتابع أن مكافحة الإرهاب تفتح الطريق أمام السلام وتحقيق التنمية المنشودة فى دول القارة مشيرا إلى أن المحور الثانى سوف يركز على القضايا السياسية وخاصة العدوان الإسرائيلى على غزة والتطورات فى القرن الافريقى والصراع فى السودان وايضا ملف الصومال بجانب بعض القضايا الدولية مثل التغير المناخى وأمن الطاقة والأمن المائى .
ويستكمل السفير حليمة أن المحور الثالث يتمحور حول الاقتصاد وتحقيق التكامل بين دول افريقيا وانشاء منطقة تجارة حرة والاستثمارات فى البنية التحتية والتعاون الاقتصادى مع دول العالم بالإضافة إلى تحديد مناطق متخصصة لإنتاج سلع معينة بحيث يوجد مناطق أفريقية متخصصة فى إنتاج اشياء بعينها.
وحول رؤية مصر للتعاون الإفريقي.. أكد السفير حليمه أن «القاهرة»تعمل على إقامة شراكات إستراتيجية مع دول القارة تركز على محاور متعددة بينها الامن والاقتصاد، كما أن مصر قدمت مبادرات هامة منها دعم الربط الكهربائى بين دول افريقيا وتحسين البنية التحتية وإقامة شبكة طرق لربط دول القارة مثل طريق «القاهرة -كيب تاون» مشيرا إلى أن «القاهرة» مهتمة بشكل كبير بتحقيق التكامل الاقتصادى بين دول القارة مما يحقق الرخاء والازدهار .
ويتابع أن مصر لعبت دورا فاعلا فى إقرار اتفاقية التجارة الحرة ، وتواصل العمل لتسريع انشاء منطقة حرة ، مما يكون لها انعكاسات إيجابية على معظم دول القارة ، كما أن مصر ساهمت فى حل الكثير من النزاعات بالقارة وتعمل على الحد من مخاطر الإرهاب ومكافحة التطرف لتحقيق السلام بالقارة السمراء .
ومن جانبها .. قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية الأسبق أن افريقيا تعد دائما من أولويات السياسة الخارجية المصرية وخاصة منطقة دول حوض النيل ومنطقة القرن الافريقى ، كما تلعب العلاقات الاقتصادية دورا كبيرا فى علاقات مصر مع باقى المناطق فى القارة الافريقية. مشيرة إلى أن الوزارات والقطاعات الاقتصادية فى مصر أصبحت تركز على افريقيا والأسواق الأفريقية وتعتبرها مقصدا مهما فى تعاملاتها الخارجية.
أشارت السفيرة منى عمر إلى أن السياسة الخارجية المصرية تهتم بالتركيز على عدد من الموضوعات بالنسبة للقارة وعلى رأسها حفظ السلم والأمن وبالتالى من هذا المنطلق تلعب مصر دورا فى فض المنازعات وهناك مشاورات مستمرة بهذا الشأن على مستوى الرئاسة و وزارة الخارجية لإيجاد حلول لها وحث الأطراف على الجنوح للسلم وظهرت الخبرات المصرية فى القضاء على الإرهاب واتضح ذلك جليا فى الدور المصرى فى الصومال ، وتقوم وزارة الخارجية بعقد دورات تدريبية بشكل دائم فى وزارات الخارجية و الدفاع و الداخلية لنقل الخبرات المصرية فى القضاء على الارهاب .
أضافت أن هناك اهتماما كبيرا بالحفاظ على الامن والسلم فى افريقيا ويعد أمن البحر الاحمر من أهم الاولويات وظهر ذلك جليا فى زيارة رئيس الصومال إلى مصر والتحالفات الاستراتيجية التى تمت مع الدول الواقعة على شاطئ البحر الاحمر مثل اريتريا و السودان والصومال وهناك تواصل مستمر معهم فى هذا الشأن.
أشارت إلى أن قضايا أخرى ومنها البيئة والأمن الغذائى تعد بالنسبة للقارة الإفريقية أولوية كبرى حيث ستستضيف مصر اجتماعا لكبار المسئولين لمجموعة العشرين وسيركز بشكل خاص على موضوعات الأمن الغذائى فى القارة الافريقية وينعقد لأول مرة فى مصر ويعتبر انعقاده فى مصر نجاحا كبيرا للخارجية المصرية ، كذلك حصلت مصر على رئاسة لجنة مهمة فى الأمم المتحدة وهى منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة – الأغذية والزراعة- الموجودة فى روما ونهدف من ذلك القضاء على الفقر فى القارة الافريقية .
أوضحت أن هناك أيضا تعاونا كبيرا مع افريقيا فى مجال الصحة حيث تم تنظيم مؤتمر ومعرض صحة افريقيا مؤخرا وبذلت هيئة الرقابة على الدواء جهدا كبيرا للتسويق للأدوية المصرية فى افريقيا وسيتوجه وزير الخارجية خلال هذا الشهر على رأس وفد من رجال الاعمال المصريين لاكثر من دولة فى غرب افريقيا للتعرف على الاسواق الإفريقية وفتح هذه الأسواق أمام رجال الاعمال المصريين والمنتجات المصرية وهذا يعد جهدا كبيرا من وزارة الخارجية المصرية.
ومن جهته ، أكد السفير أيمن مشرفة مساعد وزير الخارجية الأسبق أن القمة الأفريقية النصـف ســـنوية التى ســتعقد فى «مالابو» ، واتصالا باهتمام الرئيس السيسى والدبلوماسية المصرية بالقضايا الإفريقية التى تأتى على رأس أولويات وزارة الخارجية ، فقد حرص الرئيس دائما على المشاركة فى القمم الأفريقية باعتباره عضوا مؤسسا فى الاتحاد الأفريقى واستمرارا للدور التاريخى الذى لعبته مصر فى دعم حركات التحرر الأفريقى الى ان نالت دول القارة استقلالها واستمر الدور المصرى فى أفريقيا سياسيا عن طريق دعم القضايا الأفريقية على الساحة الدولية والمطالبة بإعادة هيكلة مجلس الامن وزيادة المقاعد المخصصة لأفريقيا فى مجلس الامن كذلك ساهمت مصر فى عمليات حفظ السلام فى القارة الإفريقية لتعزيز الامن والاستقرار وتدريب الكوادر الأفريقية على عمليات مكافحة الارهاب العابر للحدود وحفظ السلام فى مركز القاهرة لعمليات حفظ السلام .
قال السفير مشرفة إنه على الصعيد الاقتصادى فقد ساهمت مصر فى صياغة اجندة 2063 التى تعكس طموحات القارة الإفريقية فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
أشار إلى أن مشاركة السيد الرئيس فى القمة تأتى كذلك لعقد لقاءات ثنائية مع رؤساء الدول الأفريقية فى اطار حرص مصر على التشاور المستمر مع القادة الأفارقة فى مجمل القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وشرح وجهة النظر المصرية ازاء هذه القضايا ، بالإضافة الى إلقاء الضوء على الجهود المصرية فى جوار مصر الاقليمى الذى يشهد تطورات بالغة الخطورة تؤثر على الامن القومى المصرى بصفة خاصة والأمن القومى الإفريقى بصفة عامة.
