160 ألف طالب «قادرون باختلاف».. فى قلب وعقل الدولة
«الوزارة»: ملتزمون بتوفير الوسائل التربوية.. وتدريب المعلمين لدعمهم
خبراء التربية: بيئة تعليمية تعزز التفاهم والتسامح
مناهج تناسب القدرات الذهنية.. ونجاح التجربة فى الكليات
مدارس الدمج خطوة إنسانية وتربوية رائدة نحو بيئة تعليمية شاملة.. لا تميز بين طالب وآخر فهى ليست مجرد فصول دراسية وإنما مساحات للأمل تتلاقى فيها القدرات الخاصة لتصنع مجتمعا متعاونا.. وترجمة فعلية لفكرة ان «التعليم حق للجميع» وأن الفروق الفردية لا ينبغى أن تكون عائقا بل مصدر قوة حيث يتلقى الطفل ذو الاحتياجات الخاصة التعلم من خلال مناهج تناسب قدراته الذهنية والعقلية ليكتسب الثقة ويكون عضوا فاعلا فى المجتمع ضمن رؤية وتوجه الدولة نحو دمج ذوى القدرات الخاصة فى كل المجالات. لذلك صدر القرار رقم 252 لعام 2017 الخاص بالدمج وبحيث لا تزيد نسبتهم عن 10 ٪ من العدد الكلى للفصل بحد أقصى أربعة تلاميذ أما فى حالات الإعاقة الشديدة يتم التوجه إلى مدارس التربية الخاصة «ذهنى ، بصرى ، سمعي».
ويبلغ عدد الطلاب بنظام الدمج 159 ألفاً و825 طالباً وطالبة مقيدين فى نظام الدمج التعليمى بمدارس التعليم بأنواعه ومراحله المختلفة.
وتماشيًا مع رؤية مصر 2030 لإتاحة التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون تمييز تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى إلى تغيير نظرة المجتمع إلى أبنائنا ذوى القدرات الخاصة، وتحويلهم إلى قوة منتجة ومؤثرة فى المجتمع.
أكدت الوزارة أن رؤية مصر 2030 تضمنت الأهداف الرئيسية لمحور التعليم والتدريب إتاحة التعليم للجميع دون تمييز وخرج من هذا الهدف توفير بيئة تعليمية شاملة داعمة لعملية دمج ذوى الإعاقة البسيطة بمدارس التعليم قبل الجامعى وتحسين جودة مدارس التربية الخاصة للمتعلمين ذوى الإعاقة الحادة والمتعددة.
أضافت أن الدولة تولى اهتماماً كبيرآً بذوى الهمم ومن مظاهره تخصيص عام 2018 عاما لذوى الإعاقة فى مصر وصدور القانون رقم 10 لعام 2018 ولائحته التنفيذية لضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة وتقديم كافة الامتيازات لهم.
أشارت إلى التزام المدارس بتوفير بيئة تعليمية دامجة بما يضمن مشاركة فعالة للطلاب ذوى الإعاقة من خلال تعديل المناهج أو استخدام وسائل تعليمية مناسبة أو توفير متخصصين فى التربية الخاصة مع تدريب المعلمين والإداريين على مبادئ التعليم الدامج والتعامل التربوى والنفسى المناسب مع ذوى الإعاقة إضافة إلى تقديم الدعم النفسى والاجتماعى والرعاية الصحية اللازمة خلال تواجدهم فى المدرسة أسوة بأقرانهم.
خبراء التربية:
بيئة تعليمية تعزز التفاهم والتسامح
مناهج تناسب القدرات الذهنية.. ونجاح التجربة فى الكليات
أجمع خبراء التربية على أن نجاح الدمج يعتمد على تهيئة البيئة التعليمية المدرسية وتطوير المناهج وتدريب المعلمين بما يضمن الإستجابة للفروق الفردية وتحقيق أكبر قدر من التفاعل والمشاركة وأن تكون بيئة تعليمية تعزز التفاهم والتسامح بين الطلاب وأن التنمر ضد ذوى الإعاقة جرح مضاعف يضعهم فى بيئة غير صحية تعزز العزلة وتكسر الثقة بالنفس، وعلى المجتمع نشر الوعى حول خطورة التنمر وآثاره الجسيمة وأن ذوى الإعاقة ليسوا أقل من غيرهم بل هم مميزون وقادرون على تحقيق الإنجازات ولكنهم بحاجة للرعاية وللفرصة والاندماج داخل المجتمع.
الدكتور عماد صموئيل – أستاذ أصول التربية والتخطيط التربوى كلية التربية جامعة سوهاج – يرى أن تجربة الدمج فى التعليم الجامعى حققت نجاحات على أرض الواقع فى الكليات النظرية مثل التربية النوعية والآداب دمج هؤلاء الطلاب من ذوى الهمم جعلهم أكثر تفاعلاً وثقة بالنفس واكتساباً للمهارات التعليمية والإجتماعية وهذا فى الإعاقات السمعية والبصرية، بينما فى التعليم ما قبل الجامعى لانستطيع دمج كل حالات الإعاقة الذهنية ويتم ذلك بعد إجراء اختبارات مقاييس الذكاء وتنقسم إلى 3 فئات.. أولاً قابلة للتعليم وثانيا تقبل التدريب، ثالثا لا تقبل التدريب ولا التعليم وهذه التى تحتاج مؤسسات رعاية كاملة من مستشفيات وغيرها من المراكز المتخصصة.
ويشير الدكتور مجدى حمزة – الخبير التربوي إلى أن الدولة تولى اهتماما كبيراً بذوى الهمم وأنا مؤيد لفكرة دمج ذوى الهمم فى المدارس ولكن شرط أن يكونوا داخل فصول مستقلة بهم ومدرسون تربية خاصة متخصصون ومناهج تناسب قدراتهم الذهنية والعقلية لأن الإندماج بالصورة الحالية ووجودهم داخل الفصول مع المدرسين يعيق العملية التعليمية ويكمن التحدى فى القدرة على التوفيق بين مناهج الوزارة المحتوى العام المخصص لكل الطلاب وبين خطة الطالب الفردية الذى يحتاج رعاية خاصة وفقا لقدراته، كما أن مناهج تعليم الدمج هى تلك التى تصمم لتلبية احتياجات جميع الطلاب بما فى ذلك طلاب ذوى الإعاقة ضمن بيئة تعليمية موحدة والأختلاف يكون طريقة وضع الامتحانات لطلاب الدمج لتكون أبسط وخالية من التعقيد، لذا أرى أنه يجب التحول نحو مناهج خاصة بذوى الإعاقة ضرورة تربوية وإنسانية تعزز جودة التعليم.
ويتحدث الدكتور حسن شحاته – أستاذ المناهج والخبير التربوى – عن التنمر واصفاً إياه بأنه من السلوكيات السلبية التى تنعكس بشكل مؤلم على ضحاياها ويكون أكثر قسوة عندما يمارس ضد ذوى الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون تحديات جسدية وذهنية وهم بحاجة إلى دعم ومساندة مجتمعية تحفزهم على الإبداع والإندماج وهذه الأفعال تجرح مشاعرهم وتلحق الضرر بهم بل تضعهم فى بيئة غير صحية تعزز العزلة وتكسر الثقة بالنفس، لذلك يجب على المجتمع نشر الوعى حول خطورة التنمر وأثاره الجسيمة ذوى الإعاقة ليسوا أقل من غيرهم بل هم مميزون وقادرون على تحقيق الإنجازات ولكنهم بحاجة للرعاية وللفرصة والأندماج داخل المجتمع.
د. هدى فتحى – خبير الإعاقة ومسئول الدمج السابق بوزارة التربية والتعليم – الدمج حق لكل طالب تنطبق عليه الشروط التى وضعها قانون الإعاقة يسمح بدمج طلاب ذوى الإعاقات البسيطة والمتوسطة فقط مثل صعوبات التعلم والتوحد البسيط والإعاقات السمعية والبصرية الجزئية ويشترط القدرة على التفاعل وأن يكون الطالب قادرا على التفاعل الاجتماعى والتعليمى داخل الفصل ويكون ذلك من خلال تقرير لجنة الدمج، حيث يتم تقييم الطالب من لجنة الدمج وهنا توجد فجوة كبيرة بين التشريع والتطبيق الفعلى وهناك بعض السلبيات التى تحدث فى تحديد الحالات المستحقة للدمج ويتم الموافقة على حالات غير مستحقة للدمج، يتم الموافقة على حالات صعبة وإعاقات شديدة مكانها داخل مدارس التربية الخاصة، ويرجع ذلك لقلة خبرة الاخصائيين والأعداد الكبيرة المعروضة عليهم وغيرها من الأسباب لذلك أقترح أن يتم عمل لجنة فى كل إدارة تعليمية تضم طبيب وأخصائى نفسى ومعلم تربية خاصة نستطيع محاسبتهم حال وجود أى خلل بالشروط التى نص عليها القانون كما إنها تقلل الضغط الواقع على مستشفيات التأمين الصحى وغيرها من الأماكن الحكومية التى تجرى الاختبارات ويعرض عليها أعداد كبيرة.. ثم ننتقل للشروط التى تتعلق بالتطبيق الفعلى فى المدارس نجد أن مدرس الفصل الذى يحتوى مثلا 50 طالباً به 4 طلاب إعاقة ذهنية كيف يستطيع التواصل معهم مع هذا العدد الكبير من الطلاب داخل الفصل مما يزيد عبء مدرس الفصل ومن تلقى التدريب أعداد محدودة من المعلمين وتفعيل شرط وجود مرافق تربوى غير مطبق فى كثير من المدارس لذلك أطالب بأن يتم عمل تكليف لكل خريجى كليات التربية الخاصة فى المدارس.. فالدمج لا يقتصر على إدخال الطالب الفصل فقط بل يشمل منظومة متكاملة من إعداد المعلم ، وتوعية زملائه فى الفصل حتى يستطيعوا التعامل والتفاهم مع زميلهم من ذوى الهمم، وتوفير بيئة تعليمية من قاعة للمصادر وغيرها من الوسائل التعليمية، ودعم نفسى واجتماعى ومدرب لمتابعة الطلاب المدمجين.

المدرسون: «طاقة يمكن استثمارها»
الوعى والتدريب والوسائل الحديثة.. ركائز أساسية للتطوير
المدرسون بمدارس التعليم العام والمدارس الخاصة اختلفت آراؤهم، الرأى الداعم يرى أن طلاب الدمج ليسوا عبئا بل طاقة يمكن إستثمارها وأن الدمج وسيلة لتعز-يزالتقبل المجتمعى والوضع يتطلب تكاملاً فى الجهود بين المدرسة والأسرة والمجتمع والجهات المختصة برعاية الحالات الخاصة وأن المعلم هو حجر الأساس فى منظومة الدمج وأهم عوامل نجاحها كونه الأقرب والأكثر قدرة على ملاحظة التحديات والمكتسبات اليومية
فكلما كان المعلم على دراية ومعرفة بطبيعة احتياجاتهم يحدث تحول إيجابى فى مسيرة الطالب ، ثم يأتى بعد ذلك نظرة المجتمع والتى تلعب دورا مؤثرا فى التوعية المجتمعية التى تظل ركيزة أساسية لدعم طلاب الدمج ، والرأى المعارض يرى الأفضل إلحاقهم بمدارس التربية الخاصة لأنها بيئة مناسبة أكثر لهؤلاء الطلاب كما أن المدرسين غيرمؤهلين للتعامل معهم وهم عبء إضافى على المدرس داخل الفصل فهم بحاجة لرعاية خاصة والفصول لا تتستوعبهم فى ظل كثافة الفصول فى بعض المدارس وخاصة المرحلة الإبتدائية، وانهم يواجهون صعوبات فى التكييف داخل الفصول العادية ويتعرضون للتنمر من بعض الطلاب وغيرهم وهو ما ينعكس سلبا على ثقتهم بأنفسهم وعلى العملية التعليمية ككل ويزيد من معاناتهم النفسية والعصبية ويجعلهم أكثر خوفا وعزلة وغربة فى المجتمع.
ليلى حسين – مدرسة خاصة – تعترف أن بعض طلاب الدمج يعانون من صعوبة فى التأقلم والتكيف مع زملائهم داخل الفصل خاصة فى ظل نقص الوعى لدى الطلاب بطبيعة احتياجاتهم كما أن بعض المدارس تفتقر إلى التجهيزات المناسبة من الوسائل التعليمية المساعدة البصرية والسمعية والتى تساعد على خلق بيئة تعليمية مناسبة تجعلهم يتفاعلون وليسوا متلقين فالدمج يتحول إلى عبء إذا لم تتوفر البيئة التربوية بداية من المعلم المؤهل وهوأساس العملية التعليمية إلى جانب كافة العوامل المساعدة.
ويضيف عبد الحميد غريب – مدرسة حكومى حتى نحصل على كل مزايا الدمج يجب أن تتم دراسة حالات الأطفال جيدا قبل إلحاقهم بالمدارس حيث نجد أن كثير منهم لاتنطبق عليها الشروط التى حددها القانون مثلا هناك طلاب حالتهم صعبة «متأخرين دراسيا» ولديهم مشاكل عقلية موجودين بين الطلاب العاديين لأن أسرهم ترفض أن يطلق عليهم طلاب دمج خوفا على شكلها الاجتماعى هؤلاء يعانون ويتعرضون للتنمر من زملائهم ولا يستطيعون التحصيل ومشاكل عديدة تواجههم فى حين أن مكانهم الطبيعى داخل مدارس تربية خاصة.
وترى منى عمر – مدرسة لغة عربية إعدادى من الأفضل إلحاقهم بمدارس التربية الخاصة والسبب أن طالب الدمج لا يستفيد كالأسوياء وتوجد حالات إعاقة عقلية شديدة موجودين دمج داخل الفصول العادية أنا عندى حالات «لا تتكلم ولا بترد عليا حتى ولا بتمسك القلم» ومن المفترض أن الدمج لحالات الإعاقة العقلية البسيطة والتى تعانى من صعوبات تعلم والواقع إنهم يواجهون صعوبة بالغة فى التعامل مع الطلاب العاديين ويقع على كاهل المعلم والأخصائى الذين يتعاملان مع طلاب الدمج عبئاً كبيراً خاصة الطلاب الذين يعانون اضطراب التوحد ومتلازمة اسبرجر ، وفرط الحركة ونقص الانتباه.
تقول مروة عبد البديع – مدرسة لغة إنجليزية بمدرسة خاصة: يجب إعطاء تدريب كاف للمعلمين الذين يتعاملون مع ذوى الاحتياجات الخاصة حتى نستطيع إنجاح منظومة الدمج وأرى أنه يجب توفير مجموعة من المعلمين ذوى الخبرة فى تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة وإعدادهم إعداد عال للتعامل مع الطلاب العاديين والحالات الخاصة على حد سواء من معلمى التربية العامة والتربية الخاصة وأن يكون المعلم لديه من المعرفة والخبرة وعلى دراية بالمعلومات التى تتعلق بالطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة حتى يستطيع تهيئة الفصل الدراسى للتعامل مع الطلاب بشكل علمى سليم حتى نستطيع جنى ثمار الدمج.
خالد الخضرى – مدرس حكومي: للدمج فوائد حيث يجعل الطالب من ذوى الحالات الخاصة شخص اجتماعى يساعده على أن يتفاهم ويتواصل يجعله يعيش فى قلب المجتمع ويحميه من العزلة والتهميش والانعزال فهو فرصة حقيقية تساعده أن يتعامل مع باقى الأطفال بطريقة سليمة فيصبح اجتماعيا ويشعر بالثقة بالنفس عندما يجد الترحيب من زملاءه بالفصل والمعلم على حد سواء كما أنه يكتسب مهارات جديدة مما يجعله يتعلم مواجهة صعوبات التعلم ومشاكل الحياة.
علماء النفس والاجتماع:
إرساء لفكرة «تقبل الآخر».. وتجنب الإحساس بالتمييز
مطلوب المشاركة المجتمعية.. وتوفير تقنيات حديثة
علماء النفس والاجتماع يؤيدون بالتجربة دمج الطلاب ذوى القدرات الخاصة بكافة مراحل التعليم مع أقرانهم العاديين.
يوضح دكتور حسن الخولى – أستاذ علم الإجتماع جامعة عين شمس – قائلاً: قيام وزارة التربية والتعليم بتجربة الدمج أساسه فكرة تقبل الآخر وهو مرتبط بطبيعة تنشئة وتربية الطفل وعلى كافة المسئولين من أولياء الامور والمدرسين والعاملين بالمدارس أن يركزوا مع الطلبة الأصحاء على ضرورة الاحساس والتصرف بإنسانية مع اقرانهم ذوى الهمم وفى حياتهم العادية فالإنسانية هى القاسم المشترك بين جميع الناس والدمج أيضاً يرفع عنهم احساس الدونية ويساعد على مبدأ تكافؤ الفرص لمنح ذوى الهمم التعليم المناسب فى مدارس عادية وفى بيئة مدرسية آمنة تحقق لهم القدرة على التعامل مع المواد الدراسية بطريقة تناسب قدراتهم والوصول لمستوى تعليمى جيد مع توفير كافة التسهيلات التى يحتاجونها للنجاح وهذا يوصلهم للتكيف النفسى والاجتماعى لضمان استمراريتهم بالمدارس علاوة على التوعية المستمرة من كافة الجهات والأفراد بالبعد عن التنمر والانضباط واستيعاب أى إعاقة للطلبة مهما كانت مع ضرورة معاقبة المتنمر عقاب رادع خاصة أن تقبل الطلبة بعضهم البعض مع التعود سيصبح اندماجهم فى المجتمع عادياً وليس غريباً، فهذه التجربة تساعد أكثر وأكثر هذه الفئة من ذوى القدرات الخاصة على الاندماج وسط شرائح المجتمع والتواصل الاجتماعى بشكل أكبر فى كافة مراحلهم العمرية والدراسية وبهذا تتحسن ظروفهم الصحية والنفسية بالتدريج للأفضل.
بينما ترى الدكتورة رشا الجندى – مدرس الصحة النفسية بجامعة بنى سويف – أن تجربة دمح ذوى الاحتياجات الخاصة تكون ناجحة اذا توافرت لها ابعاد معينة حتى لا يشعر ذوو الاحتياجات بأنهم منبوذون أو مختلفون عن غيرهم علما بانها مطبقة منذ فترة ولكن لابد من تدريب المعلمين على التعامل مع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة فى حالة الدمج كما أننا فى حاجة إلى تقنيات حديثة تساعد فى تعليم هؤلاء الأطفال حتى يحصلوا على الاستفادة القصوى من هذا الدمج قيوجد الكثير من المشاكل متمثلة فى أن بعض الأطفال وخاصة فى هذه السن المبكرة يسخرون من ذوى الاحتياجات الخاصة مما ينتج عنه تأثيرات سلبية على نفسية الأطفال الذين سيتم دمجهم.
ورغم جهود وزارة التربية والتعليم فى تقديم أوجه الدعم والرعاية والحماية للطفل والجهد الكبير فى تحسين حياة الطفل أن يكون هناك برامج تساعد على حماية الطفل وزيادة وعى المجتمع بحقوقهم فى ضوء السياسة التى تنتهجها الدولة خاصة فيما يتعلق بطلبة الدمج فى المدارس.
الا أن هناك نماذج إيجابية فى دمج طلبة ذوى الهمم فى المدارس. التى انعكست عليهم من خلال تفاعلهم فى المشاركة المجتمعية.
وتؤكد الدكتورة رشا أنه من المهم تعليم الطلاب مهارات التواصل الاجتماعى والانخراط فى المجتمع ومظاهر الاختلاف وتدريبهم على طرق التخلص من ظاهرة التنمر وبناء الثقة والاحترام والتوعية.
.. وشكاوى من الآباء والأمهات:
أبناؤنا يعانون العزلة.. والرقابة ضعيفة
تباينت آراء أولياء الأمور بين مؤيد ومعارض فهناك من يفضل مدارس التربية الخاصة ومنهم من يؤيد المدارس العادية بعدما حدث من حالات تنمر كثيرة من الطلبة العاديين والتعامل بطريقة جيدة مع أقرانهم ذوى الاعاقات المختلفة. ابتسام عبد الرحمن طلبة دمج من بين مدرسة الدمج أبنائها والوضع كما تقول غير مجد لهم نظرا لأن المعلمين غير مؤهلين للتعامل مع حالات خاصة وهذا يتسبب فى أذى نفسى وجسدى علاوة على المشاكل اليومية مع أقرانهم الأصحاء حتى آباء طلبة الدمج يعانون ويتألمون من أذى أبنائهم والمشاكل اليومية.
وترى سيدة حامد حتى لو هناك حل مبدئى بجمع طلبة الدمج بفصل دراسى خاص داخل المدرسة ولهم مدرسون مؤهلون لن يسلموا من التنمر فالطلبة الأصحاء غير قادرين على التعامل معهم وفعلاً لا ذنب لهم ولا قدرة على التعامل لأن الحالات مختلفة وكل حالة لها تعامل خاص.
ماجدة سمير: يؤدى الدمج إلى زيادة عزلة الطالب عن المجتمع المدرسى وخاصة عند تطبيق فكرة الدمج فى الصفوف الخاصة أو الدمج المكانى فقط الأمر الذى يستدعى إيجاد برامج منهجية مشتركة بين الطلبة وباقى طلبة المدرسة للتخفيف من العزلة.
ويعرب محمد بهاء الدين – عن تفهمه لذلك بشرط عدم التمييز بسبب الإعاقة أو نوعها أو جنس الشخص ذوى الإعاقة وتأمين المساواة الفعلية فى التمتع بجميع حقوقه وتكافؤ الفرص حتى لايضطر هؤلاء الطلبة للانتحار أو الاصابة بمرض نفسي
سوزان عبد الحميد: الدمج الجزئى أفضل بدمج الطالب ذوى الاحتياجات الخاصة فى مادة دراسية أو أكثر مع أقرانه العاديين داخل الفصول الدراسية العادية بحيث يتوفر لهم الدعم والخدمات اللازمة لتمكينهم من تحقيق أقصى إمكاناتهم التعليمية. تجهيز المعلمين بوسائل وأدوات وأجهزة تساعدهم فى عملية التعليم مع مراعاة التعاون بين المعلمين وإدارة المدرسة وتعزيز الوسائل التعليمية فى المدارس العادية وذلك من أجل الاستعداد لاستقبال أى طالب من ذوى الاحتياجات الخاصة.
يتفق معه فى الرأى محمد حامد قائلا: دمج أطفال ذوى الاعاقة فى المدارس العادية يساعد على التقليل من الفوارق والنفسية بين الأطفال بشكل عام وتخليص الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم من الأزمة الملازمة لهم بسبب حالة الاعاقة التى يعانى منها طفلهم بجانب تحقيق الذات لهذا الطالب بأى مرحلة تعليمية مع زيادة دافعيته نحو التعلم وتحسن حالته النفسية والجسدية للأفضل. ويرى فريد سعيد كل ما يصب فى مصلحة أبنائنا هو فكر جيد وسليم بشرط تنفيذه بآليات وامكانيات واساسيات منظمة ومتكاملة خاصه فى مجال التعليم لأبنائنا ذوى الهمم لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للتعليم المناسب لهم فى بيئة مدرسية آمنة وإيجابية وتطوير المعرفة لديهم والقدرة على التعامل مع المواد الدراسية بطريقة تناسب قدرات كل منهم حسب اعاقته وبالتالى الوصول الى درجة كبيرة بالتدريج من التكيف النفسى والاجتماعى لاستمرارهم بمجال التعليم .