وعامل بنزين.. والأب.. ولا جيت فى يوم بكيت..!
رجال تظهر وتتجلى معادنهم فى الأزمات
نعم هناك من يتربص بنا.. نعم هناك من يبحث ويخطط لإيجاد طرق للنفاذ إلى جبهتنا الداخلية وإحداث القلق والفوضى والانقسام.. ونعم هناك أجهزة استخباراتية عالمية تروج وتدعم وتقود عملية عقاب مصر لإفسادها المشروع الماسونى الصهيونى العالمى بترحيل الفلسطينيين وإعادة توطينهم فى سيناء المصرية.. ونعم هناك استغلال وتضخيم لأزمات مصر الاقتصادية فى التقليل من قيمة وشأن مصر.. ونعم فى هذه الأزمات فإن الكثير من الأمور قد اختلطت علينا بحيث أصبح العدو فى خانة الشقيق.. والشقيق أصبح أيضا من التراث ومن الماضى الذى قد يصعب عودته إلى الأصول والجذور..!
ولكن.. «ما تخافوش على مصر».. ولنذهب لنرى ماذا حدث بعد حريق سنترال رمسيس الذى توقفت بعده الكثير من الاتصالات وأصابنا نوع من الشلل فى بعض المرافق والخدمات.
فما حدث هو درس يثبت أن فى مصر جيشًا خلف الجيش.. رجال قاموا بالمهمة، شباب انطلقوا فى جموع وحشود وتوجهوا إلى السنترال.. شباب من خريجى كليات الهندسة والحاسبات والالكترونيات والمعلومات تطوعوا للمساهمة فى إصلاح الأعطال الالكترونية والكابلات.. شباب لم يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد أن أعادوا إلينا الحياة والاتصالات.. شباب تفخر بهم مصر.. أنجبتهم الأرض المصرية الخلاقة.. أولادنا الذين تربوا على حب الوطن.. جيش خلف الجيش يحمون مصالح مصر فى الداخل.. رجال تظهر وتتجلى معادنهم فى الأزمات.. وما تخافوش على مصر أبدًا.. مصر بخير.. الحرائق لن تخيفنا.. وأى محاولات أخرى أو مفاجآت متوقعة أو غير متوقعة لن ترهبنا.. نحن قادرون.
> > >
ولكن هناك من لا يدركون خطورة ما يفعلون.. هناك من يقومون بتشويه الصورة الجميلة.. هناك الجهل والغباء أيضا فى بعض المواقف والأفعال مثلما شاهدنا فى فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لعامل فى محطة وقود وهو يقوم بتدخين سيجارة بجوار «تنك» البنزين ثم يلقى بقايا السيجارة مشتعلة على الأرض.. وهناك من يصر على قيادة السيارة عكس الاتجاه فى الطريق المزدحم مستعرضًا عضلاته فى تخويف الآخرين من الاقتراب منه.. وهناك «تكاتك» دخلت فى سباق مع السيارات على الطرق السريعة أيضا.. وهناك أطفال.. والله أطفال يقودون أوناشًا ورافعات وبولدوزرات فى المدن الجديدة ويسيرون بها فى أمان واطمنئان ولا حياة لمن تنادى.. هناك من لا يدركون خطورة أعمالهم وأفعالهم على الآخرين.. هناك بقعة سوداء على الثوب الأبيض هى الاهمال بكل أشكاله.. وهذا الاهمال واللامبالاة هو سبب كل الأزمات.. وربما كل الحرائق أيضا..!
> > >
ووصل الاهمال واللامبالاة إلى مسارات الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى.. هذا الطريق الذى انفق عليه الكثير لتسهيل حركة المرور والتيسير على المواطنين.. هذا الطريق الذى أصبح فيه مسارات خاصة للأتوبيس الترددى لنقل المواطنين والذى تمت مناشدة قائدى السيارات لتجنب القيادة عليه..!! فرغم كل التحذيرات والمناشدات والعقوبات أيضا فإن سائقى الميكروباصات اتخذوه مسارًا لهم.. وقائد السيارات شاركوهم فى التجاهل.. وأصبح المسار الخاص مباحًا ومستباحًا.. ولا كلام يقال.. ولا كلام ينفع مع هؤلاء..!! والقانون.. القانون.. الحزم.. الحزم.. ولا شيء آخر..!
> > >
واحترنا مع الأطباء.. دكتور كبير يقول لنا إن القهوة تزيد من كهرباء القلب فاحذروها.. ودكتور آخر يقول.. القهوة مفيدة للقلب ومليئة بمضادات الأكسدة فاشربوها!! وما بين هذا وذاك فقد احترنا فى كل شيء مع أطباء الفضائيات الذين يصفون ويكتبون ويشخصون لنا الدواء على الهواء..!! ولأن الناس احتارت ولأن الناس «زهقت» من التحذيرات والاجتهادات فالناس لم تعد تسمع.. وكل حالة وليها حالة.. وكل واحد طبيب نفسه وأن كنا فى النهاية سنعود إلى الأطباء.. وهم المستفيدون فى كل الحالات!!
> > >
وجاءنى يسأل ويتساءل.. متى الراحة.. متى سوف يعيش الحياة التى يراها ويسمع عنها.. من سوف تنتهى مسئولياته كأب ويبدأ رحلة جديدة فى الاستمتاع فيما بقى له من عمر..! ويا صديقى شئ من هذا لن يحدث.. الأب سيظل أبًا.. فقد لا يحمل الاب أطفاله فى بطنه تسعة أشهر ولكنه سيظل يحملهم فى قلبه إلى الابد.. يا صديقى سعادتنا الآن هى فى أبنائنا.. عش معهم أيامهم فهذا هو الاستمتاع وهذه هى الحياة.
> > >
ويارب
رأيت آثار رحمتك فى كل شئون حياتى ما عادت يدى خائبة يومًا.
تعطينى قبل السؤال وتجود على بأكثر مما سألت.
يارب
أنا لست أهلاً لتبلغنى رحمتك ولكن رحمتك أهلا لتبلغنى فأسألك ألا تقطعها عنى لحظة.
> > >
ونغنى وردة الورود وردة.. حكايتى مع الزمان.. وأنا اللى بينكم هنا.. رضيت بالعذاب لحد ما قلبى داب ولا ذوقت يوم هنا.. وأنا ياما اتحملت أنا قاسيت ولا اشتكيت ولا جيت فى يوم بكيت منه لكم هنا أنا لا عتاب حيشفى جراح و لا حيجيب اللى راح.. دى حكايتى مع الزمان.. الزمان.. الزمان..!
وآه يا وردة.. أنا ياما اتحملت أنا قاسيت واشتكيت.. ولا جيت فى يوم بكيت..!
> > >
وأخيرًا:
وأحيانا تواسى غيرك بالكلام الذى تحتاج أنت إلى سماعه.
> > >
وهذا أنا لا أنام فى الليل ولا ارتاح فى النهار ولا اهتم بصحتى وأكتم كل شيء فى قلبى ومع ذلك أبتسم.. كم أنا سييء فى حق نفسى.
> > >
وأمى لها الفضل فى كل صفاتى الحسنة، أما أخطائى فكانت فى المرات التى لم أسمع كلامها.