الدولة تدرس طرح سندات فى الأسواق الخليجية
بعيداً عما يحدث فى غزة من كارثة إنسانية يعيشها أبناء القطاع بكل ما تحمله الكلمة من معنى والجدل الدائر حول توقيع اتفاق وملامحه بين حماس وإسرائيل وزيارة نتنياهو لأمريكا والتصريحات الصادرة عن الزيارة والمفاوضات أعتقد ان مصر شهدت حدثين يستحقان إلقاء الضوء عليهما لما لهما من أهمية اقتصادية وسياسية وتحقيق الأمن الإستراتيجى للدولة المصرية، وهما استقبال الرئيس السيسى لنظيره الصومالى الدكتور حسن شيخ محمود، وما تحقق من نتائج تصب فى الأمن القومى المصرى وكذلك اجتماع دول البريكس فى البرازيل وحضره الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء واستمر عدة أيام.
فيما يتعلق بالصومال سوف نشير إلى البيان المشترك الصادر عن المباحثات بين الرئيسين، وعلينا قراءة ما بين السطور حيث أشار إلى أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى ضوء الإعلان السياسى المشترك الموقع فى يناير الماضي، والهادف إلى رفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.
فيما يتعلق بالتعاون فى المجالين العسكرى والأمني، أكد الرئيسان التزام بلديهما بمواصلة التنسيق فى إطار بروتوكول التعاون العسكرى الموقّع فى أغسطس 2024، من أجل دعم قدرات الكوادر الصومالية، وتعزيز دور المؤسسات الوطنية فى حفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وتمكين الدولة الصومالية من بسط سيادتها وسيطرتها على كامل التراب الوطنى «فى 20 يوليو من العام الماضي، وافق مجلس الوزراء الصومالى على اتفاقية دفاع مشترك مع مصر».
مع استمرار التنسيق الوثيق فى مختلف القضايا ذات الأولوية، والعمل من أجل أمن واستقرار الصومال، والقرن الأفريقي، ومنطقة البحر الأحمر، الجدير بالذكر ان التعاون بين مصر والصومال يتضمن توفير الدعم وبناء مؤسسات الدولة، كله بهدف ضمان بسط السيادة على أراضيها وحماية الاستقرار الداخلى»، وهو ما أكده السيد الرئيس السيسى فى كلمته، حيث دعا المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته تجاه دعم وحدة الصومال ووقف محاولات تقسيمها.
قبل الصومال كان هناك التعاون الوثيق بين مصر وجيبوتي، حيث أعلنت الدولتان أن الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وحدها هى المسئولة عن تأمين وإدارة هذا الممر المائى الحيوي، فى ظل تصاعد الخلافات الإقليمية حول الوصول البحري، بعد الزيارة الأخيرة للرئيس السيسى «لعدة ساعات» أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الجيبوتى إسماعيل عمر جيله حول الأمن الإقليمي، وطرق التجارة، والتهديدات الجيوسياسية المتزايدة فى منطقة القرن الافريقي، حيث أكد الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب الاجتماع ان الدولتين يعارضان بحزم لأى إجراءات تهدد أمن أو حرية الملاحة فى ممرات التجارة الدولية، وكذلك التزام القاهرة وجيبوتى المشترك بالاستقرار البحرى.
لكن ماذا عن نتائج البريكس وأهمية اجتماع البرازيل؟
الخبراء المعنيون بالملف الاقتصادى يؤكدون ان البريكس يمكن ان يكون لها دور كبير فى تحقيق التوازن الاقتصادى العادل ما بين الدول، كما يمكن لمجموعة «البريكس» دور أكبر فى حل أزمة الديون التى تواجه دولا كثيرة، من خلال أفكار جديدة تسمح بقيام بعض الدول الأعضاء بها من تحويل ديونها لاستثمارات، تستخدم فى مشاريع تنموية تفيد الآخر «من خلال اطلاق منصة الاستثمار الجديدة التى أطلقت فى اجتماع البرازيل.. باعتبار ان دول البريكس تقوم على أساس التعاون والشراكة المتوازنة، كما انها تمثل تجمعا لدول تجمعها رؤية مشتركة لبناء تعاون قائم على مصالحها الخاصة».
بالمناسبة فى الوقت الحالى مصر بدأت تجنى أول ثمار الانضمام لمجموعة البريكس، واتفقت على توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبى والدفع بطرح سندات بالعملات المحلية للدول الأعضاء فى بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس لتخفيف الضغط على الدولار الأمريكى والاعتماد على عملات أخري، والسندات هى واحدة من الأدوات المالية الأساسية اللى بتستخدم الدول فى الأسواق المالية لجمع الأموال من المستثمرين، وهنا أشار وزير المالية الى الدولة تدرس حالياً طرح سندات فى الأسواق الخليجية بالدرهم الإماراتى والروبية الهندية للمرة الأولى لضمان تنويع مصادر وأدوات التمويل والعملات وأسواق الإصدارات وتوسيع قاعدة وشرائح المستثمرين الدوليين، وبما يسهم فى تنويع محفظة الدين لتضم أسواقاً وعملات وأدوات مختلفة ومستثمرين من أكثر من جهة بتكلفة تمويل منخفضة.