القضية الفلسطينية من أولويات السياسة الخارجية
مصر من اوائل الدول التى سعت لانقاذ الشعب الفلسطينى ووقف العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة منذ 7 اكتوبر 2023، فالقضية الفلسطينية من اولويات السياسة الخارجية المصرية، وفى كل الاوقات نجد «القاهرة» تسعى بكل جهد من اجل حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبالتالى فان مصر تتبنى موقفا ثابتا وهى ان للفلسطينيين حقوقا ثابتة غير قابلة للتصرف، ومن ضمنها العيش بحرية وكرامة واستقلال على دولتهم المستقلة .
فكرة تهجير الفلسطينيين من ارضهم هو امر غير مقبول مناقشته من الاساس وقد رفضته مصر من بداية ان تم الحديث عن ذلك المقترح، جهود مصر كبيرة من اجل العمل على وقف الحرب على غزة، واطلاق سراح عدد من الرهائن والاسرى وحقن دماء الشعب الفلسطينى وضمان تدفق المساعدات الانسانية الى قطاع غزة، بالاضافة الى اعلان مصر استضافة مؤتمر التعافى واعادة الاعمار عقب وقف اطلاق النار فى القطاع مباشرة وبالتعاون مع الامم المتحدة والبنك الدولى والحكومة الفلسطينية وقد اعتمدت الخطة عربيا واسلاميا وتم التوافق عليها دوليا وقد اصبحت الخطة عربية اسلامية لتعمير القطاع وتثبيت الشعب الفلسطينى على ارضه من اجل تدشين مرحلة جديدة لاطلاق الدولة الفلسطينية المستقلة، وبالتالى يمكن القول ان مصر لا يمكن ان تتخلى عن القضية الفلسطينية والتى هى من ثوابت السياسة الخارجية لمصر، وان توسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون بمثابة ضغط على الولايات المتحدة واسرائيل بان العالم قد تغير واصبحت دول كثيرة تعلم الحقيقة وان لفلسطين الحق فى دولتها المستقلة وان ما تفعله اسرائيل بدعم امريكى ما هو الا ظلم تاريخى، وبالتالى فان ما يحدث الان فى ظل الصمت والعجز الدولى ما هو الا اتاحة لمزيد من اراقة الدماء للفلسطينيين من قبل الاحتلال، وهو امر اصبح على العالم ان يدركه فالشهداء يتساقطون يوميا الى ان وصل عددهم منذ اكتوبر 2023 الى اكثر من 58 الفا والاصابات تتزايد بشكل سريع ومازال الوضع كما هو عليه دون اى جديد حتى الآن، يتحدثون عن اتفاق ربما يحدث ولكن ما هو الا حديث وكلمات لم ترتقى الى افعال وتنفيذ لان ما يحدث منذ عام و10 اشهر وان يظل المجتمع الدولى صامتا، واستخدام اسرائيل سياسة التجويع كسلاح ضد المدنيين والقتل والابادة الجماعية وتدمير البنية التحتية هو امر مخجل، فالممارسات الاسرائيلية تؤجج مشاعر الكراهية فى الشرق الاوسط، وهو ما ينعكس بصورة شديدة السلبية على امن واستقرار المنطقة واستقرارها، وبالتالى فهناك اهمية لاضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته لوقف التدهور الكارثى للوضع الانسانى فى قطاع غزة ووضع حد للعدوان الاسرائيلى المستمر على القطاع .
للاسف الشديد ان ما يحدث فى غزة والضفة الغربية الآن هو وصمة عار فى جبين المجتمع الدولى والتى تقف مكتوفة الايدى بينما شعب يتم ابادته بكل انواع الاسلحة من خلال القصف بالطائرات والصواريخ والقنابل والدبابات ومازال حتى الآن وسيظل متمسكا بارضه التى لن يخرج منها، وهو ما يؤكد رسالة واضحة من قبل الفلسطينيين بان ارضهم لن يتخلوا عنها وانهم فى ظل ما يعانوا منه ومهما كان الثمن من قتل الا انهم سيظلون على ارضهم وسوف ينتصرون على المحتل والذى سوف يكون مصيره الهزيمة .
الاجتماع التنسيقى للاتحاد الافريقى والذى سوف تشارك فيه مصر، والذى تستضيفه اليوم العاصمة الغينية الاستوائية « مالابو» مهم للغاية نظرا للتحديات الراهنة التى تواجه القارة الافريقية والتى اصبح هناك ضرورة لمناقشة تطورات مسيرة التكامل والاندماج فى افريقيا، والتكامل الاقليمى فى القارة، فالقارة الافريقية غنية بمواردها ويمكن استثمار ذلك .