بعد اجتيازهما العديد من العقبات الصعبة خلال مسيرتهما الطويلة فى المسابقة، يصل فريقا باريس سان جيرمان الفرنسى وتشيلسى الإنجليزى لنقطة النهاية فى بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم.
ويترقب محبو الساحرة المستديرة التعرف على بطل النسخة الأولى من مونديال الأندية بشكلها الجديد والموسع، المقامة حاليا فى الولايات المتحدة، حينما يلتقى سان جيرمان وتشيلسى فى العاشرة مساء اليوم الأحد بتوقيت القاهرة على ملعب (ميتلايف) فى نيو جيرسي، بنهائى البطولة.
وبعد فوز تشيلسى على فريقين برازيليين فى رحلة وصوله إلى المباراة النهائية، وبعد إقصاء باريس سان جيرمان لثنائى من عمالقة كرة القدم، يستعد الفريقان للقاء تاريخى على الأراضى الامريكية.
وقدم تشيلسى هذا الصيف حتى الآن أداءً مثمرًا، حيث أضاف لقبًا أوروبيًا آخر إلى رصيده متمثلا فى دورى المؤتمر الأوروبي، وضمن التأهل إلى دورى أبطال أوروبا العام المقبل قبل التوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة فى المونديال.
وحقق الفريق اللندنى خمسة انتصارات خلال ست مباريات خاضها فى طريقه إلى نهائى المونديال، وجاء آخر هذه الانتصارات فى نصف النهائى على حساب فلومينينسى البرازيلى بهدفين دون رد.
وبرهن الوافد الجديد جواو بيدرو على أنه قد يكون الخيار الأمثل لخط هجوم المدرب الإيطالى إنزو ماريسكا، حيث سجل هدفا فى كل شوط ضد نادى طفولته ليضمن تأهل فريقه للمحطة النهائية لمونديال.
وقبل الفوز على فلومينينسي، تغلب تشيلسى على بالميراس البرازيلي، فى دور الثمانية، وعلى بنفيكا البرتغالى فى دور الستة عشر، وجاء الفوز على فريق العاصمة البرتغالية رغم توقف المباراة طويلا بسبب سوء الأحوال الجوية، ثم اللجوء إلى الوقت الإضافي، لكن رحلة (البلوز) كانت سلسة إلى حد ما حتى الآن.
ورغم أنه احتل المركز الثانى فقط فى المجموعة الرابعة بعد الخسارة المفاجئة أمام فلامنجو 1 /2 ، فإن تشيلسى لحسن الحظ، تجنب مواجهة العديد من الفرق القوية فى الجانب الآخر من القرعة.
وبعد فوزه بلقب كأس العالم للأندية فى عام 2022 بالشكل القديم الذى كان يشارك فيه 7فرق، عقب تتويجه بدورى أبطال أوروبا، يمكن لتشيلسى الآن أن ينهى عامًا متباينًا نوعًا ما بثنائية كأس لا تُنسي.
لقد تغير الكثير منذ تعطل مسيرة فريق المدرب ماريسكا فى منتصف الموسم ، إذ أصبح بطل دورى المؤتمر الأوروبى على بُعد فوز واحد فقط من تحقيق المزيد من المجد، لكن عليه أولا الفوز على أفضل فريق أوروبى من أجل التتويج بلقب كأس العالم للأندية للمرة الثانية.
أما باريس سان جيرمان فقد انشغل هذا العام بتحقيق إنجازات جديدة، على رأسها التتويج بدورى أبطال أوروبا للمرة الأولى فى تاريخه، لذا فإن الفوز بلقب مونديال الأندية، سيُكمل حملته التاريخية بنجاح باهر.
ومنذ تعثره أمام بوتافوجو البرازيلى فى دور المجموعات، كان أداء باريس سان جيرمان مثاليًا فى طريقه إلى النهائي، وبلغ ذروته بانتصارين متتاليين على العملاقين، الألمانى بايرن ميونخ والإسبانى ريال مدريد.
وبعد فوزه السهل على إنتر ميامى الأمريكى بدور الستة عشر حقق رجال المدرب الإسبانى لويس إنريكى فوزًا مثيرا على النادى البافارى بهدفين دون رد، قبل الفوز الكاسح برباعية نظيفة على ريال مدريد البطل القياسى لدورى أبطال أوروبا برصيد 15 لقبا فى المربع الذهبي.
وحقق باريس سان جيرمان فوزه الرابع على التوالى دون أن تهتز شباكه، مستغلًا أخطاء ريال مدريد مرتين ليتقدم بهدفين دون رد، قبل أن يُسجل فابيان رويز هدفه الثانى ببراعة، منهيا المباراة فعليا قبل نهاية الشوط الأول.
أضاف البديل جونسالو راموس الهدف الرابع بشكل رائع فى اللحظات الأخيرة، ليلقن النادى الملكى درسا قاسيا، بعدما سبق وأن أذاق سان جيرمان خصمه الإسبانى أتلتيكو مدريد من نفس الكأس عبر الفوز عليه بنفس النتيجة فى مباراته الأولى بالمونديال.
وأصبح هذا التفوق أمرًا شائعًا لأبطال فرنسا، بعد الفوز الكاسح على إنتر ميلان الإيطالى بخمسة أهداف دون رد فى نهائى دورى أبطال أوروبا، بعد وقت قصير من الفوز بلقب كأس فرنسا ومن قبلها توج بلقب الدورى الفرنسي.
وبقيادة مدربهم الملهم، إنريكى الذى فاز بكأس العالم للأندية مع برشلونة الإسبانى عام 2015، كثرت الإشادات بحق الفريق الذى يتميز بنشاطه الهجومى وعمله الدؤوب.
ومع ذلك، فهناك 90 دقيقة، أو ربما أكثر، حال انتهاء الوقت الأصلى بالتعادل السلبي، تفصل باريس سان جيرمان عن التتويج بلقب كأس العالم للمرة الأولى فى تاريخه، وحصد خماسية تاريخية، بعد الفوز بالدورى الفرنسى وكأس فرنسا وكأس الرابطة بالإضافة إلى دورى الأبطال.
وفى الوقت الذى تلقى فيه تشيلسى دفعة معنوية قبل المباراة النهائية، بعد تعافى لاعبه الإكوادورى موسيس كايسيدو من إصابة فى الكاحل وانضمامه إلى التدريبات، فإن ماريسكا قد يفتقد للاعبين آخرين مؤثرين، حيث يعانى كل من داريو إيسوجو وروميو لافيا من مشاكل عضلية، كما أن مشاركة بينوا باديشيلى محل شك.
ومن غير المرجح أيضا مشاركة نونى مادويكى فى ظل اقترابه من الانتقال لصفوف ارسنال الإنجليزي، ويبقى اللاعبان الجديدان جيمى بينوي-جيتنز وإيستيفاو غير مؤهلين للمشاركة.
مع ذلك، يمكن لماريسكا الآن الاعتماد على ليفى كولويل ووليام ديلاب، اللذين تم إيقافهما عن مباراة الدور قبل النهائي، علما بأن عودة ديلاب تعنى المزيد من المنافسة لجواو بيدرو، المرشح الأبرز للبدء فى الهجوم بعد تسجيله هدفين فى أول ظهور له مع الفريق.
من جانبه يفتقد لويس إنريكى للثنائى الدفاعى ويليان باتشو ولوكاس هيرنانديز، بسبب الإيقاف بعد طردهما فى دور الثمانية.
ومن المتوقع أن يحل لوكاس بيرالدو محل باتشو مرة أخرى إلى جانب القائد المخضرم ماركينيوس، وقد لا تشهد التشكيلة الأساسية فى ملعب ميتلايف أى تغييرات.
وسجل عثمان ديمبيلي، المرشح لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب فى العالم، أول ظهور له كأساسى فى كأس العالم أمام ريال مدريد، وبالتالى من المتوقع أن يقود المثلث الهجومى للفريق الباريسي.
والتقى الفريقان ثمانى مرات من قبل حيث فاز تشيلسى مرتين مقابل ثلاثة انتصارات لسان جيرمان وتعادلا ثلاث مرات، وخلال تلك المواجهات سجل الفريق الفرنسى عشرة أهداف مقابل 11 هدفا لخصمه اللندني.
