عندما تشق دولة ما طريقا حيويا فى دولة أخرى يتحول هذا الطريق إلى «عربون محبة»، وعندما تقيم تلك الدولة مستشفيات أو مدارس تحمل اسمها فيصبح لديها رأسمال اجتماعى متراكم عبر الأجيال، وعندما تكون هذه المشروعات خالية من المشروطية السياسية فهذا هو قمة الحب والتعاون والإخاء، مصر فعلت وتفعل هذا مع شقيقاتها الإفريقيات من الدول التى تربطنا بها علاقات قوية، مصر التى انشأت السدود فى تنزانيا وشقت الطرق فى غينيا الاستوائية، وأقامت المدارس والمستشفيات والمشروعات التنموية فى ربوع القارة الأفريقية، هى نفسها مصر التى تدعو للسلام والتعاون التنموى وتحويل الصراعات والتحديات إلى فرص.
>>>
رأيت هنا أثر الإعمار والتعمير للشركات المصرية التى تمثل فيما بينها صورة مصر لدى الشعوب الأفريقية، لقد رأيت واسعدنى ما رأيته.. دبلوماسية عمرانية تقودها شركة المقاولون العرب العريقة، ما هذا الاحترام والتقدير للشركة ومن ثم لمصر بيد ان المواطن يرى طريقا ومدرسة ومستشفى شيدتها سواعد المصريين، فلن يجد المصريون إلا الحب، مصر التى يقودها رجل يؤمن بإمكانيات الجنوب إذا كان التعاون هو العنوان الصادق فيما بين دولها، مصر التى رفعت نداء ضرورة نهاية عصر الظلم عن القارة الأفريقية فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حينما وقف الرئيس السيسى يطالب بضرورة رفع الظلم التاريخىّ عن تلك القارة التى دفع أبنائها أثمانا باهظة من الاستعمار إلى الاستعباد وحان وقت المراجعة والتعويض.
>>>
أمس وصلت إلى عاصمة غينيا الاستوائية مالابو وهى جزيرة جميلة على ساحل المحيط الأطلنطى، لحضور اجتماعات نصف العام التنسيقية بحضور الرئيس السيسى ومجموعة من قادة الدول المعنية، هذه الاجتماعات تهدف إلى تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى بين التجمعات الاقتصادية الثمانية وبين مفوضية الاتحاد الأفريقى، والتجمعات تقوم بأدوار مهمة لكنها منزوعة التعاون والرؤية المشتركة، فالتجمعات بدءا من شمال أفريقيا وغربها مرورا بجنوبها وشرقها ووسطها وساحلها وصحرائها ثم الكوميسا والأكواس والنيباد، جميعها تعمل فى فضاءات أفريقية تحتاج إلى تنسيق، هذا الاجتماع من أجل إحداث هذا التنسيق، ومصر ترأس فى هذه الاجتماعات قمة قدرة شمال أفريقيا ومجموعة قادة النيباد، ويلقى الرئيس كلمة مصر فى هذه الفعاليات التى ترفع شعار التعويضات الواجبة للقارة الأفريقية.