يؤكد الحكماء أن العطاء يرتبط بالرضا.. لأن الإنسان الذى يرضى بالمقادير يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى رفيق بحاله.. ويقبل دعاءه.. ولا يتخلى عنه.. وسيكون من المحظوطين الذين يسًر لهم الله نعمة الستر.. وما أجملها نعمة.. تغنى الإنسان عن الملايين والذهب والفضة.. التى هى اختبار للعبد.. هل سيكنزها.. أكوام وقناطير.. أم ينفقها فى سبيل الله.. ويسعى للصديقات وفعل الخير.. بكل ما أمكنه من طاقة ومقدرة بدءاً بالأقارب والمحيطين به.
الرجاء أمر مشروع.. إذا ما استخدم فى الطريق الصحيح.. ومن حق العبد بل من واجبه أن يرجو النجاح والتوفيق.. وتحقيق الحلم الذى يسعده.. وأسرته عند الحصاد.. ويعلم أن النجاح والاستجابة للرجاء تنعكس على الآخرين.. وترضى النفس.. تجعلها مطمئنة.. ومباركة.. فالرجاء بداية للغرس والرزع… والعطاء هو الثمار الطيبة التى تحقق السلام وراحة البال.
الرجاء ليس ضعفاً.. أو تراجعا.. ولكنه تجسيد للآمال والأمنيات ويؤدى إلى الفلاح والنجاح.. ورفع الروح المعنوية.. ويخلق مناخاً من الهدوء الذى يفتح المجال لتحقيق الأمنيات.
لذلك إذا سألونى يوماً.. عن كل جميل مر.. بى فى حياتى.. سأكتفى بذكر حبى لأرضنا الطاهرة.. وأرض الفيروز سيناء.. وجيشنا العظيم.. رجال ضحوا بأرواحهم من أجل الأبناء والأحفاد والحفاظ على أم الدنيا.. واستمرارية تواصل الأجيال على النحو الذى يكمل رسالة الإعمار والبناء المكلف بها الإنسان.
أعتز بصحبة البسطاء الأوفياء الطيبين الذين يفتخرون بأخلاقهم.. ولا يهمهم فى مشوار العمر سوى الابتسامة والتواضع والكرم وحب الصالحين.. وإذا ابتلاهم الله بشئ.. حمدوا رب العالمين.. لأن هؤلاء متصفون بالطيبة.. راضون بما كتب الله لهم.. يتوجهون لله مباشرة بالدعاء.. ويملأهم الأمل بأنه مستجاب.
وعلمتنى الحياة أن أكثر الناس قدرة على اسعاد أنفسهم هم من ينظرون إلى ما وهبهم الله من فضله.. وليس إلى ما فى آيادى الناس.. لأن الكثير يمتلكون المليارات ويتزوجون الملكات.. ولكن ضاع عمرهم فى البحث عن أدوية للشفاء.. وأبناء يملأون حياتهم بالمحبة والهناء.. وقد تصدمنا الأزمات مؤقتاً ولكن تفاؤلنا يعيد بناءنا أقوى.. ونستمر فى العطاء.
قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
وفى عصر مملوء بالتحديات.. تصبح التربية الصحيحة أساس بناء المجتمع القوى.. لذلك أعقلها وتوكل.. حافظ على نقاء النفس ويقظة الضمير.. والإيمان بالقدر يريح البال.. ويجعل الوجوه راضية مطمئنة.. مستعدة لما تأتى به الأيام.
وعندما تشعر بالحزن أو الهم.. أطرق باب الدعاء: اللهم لا تدع منا مريضاً إلا شفيته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا مكروباً إلا فرجت عنه، ولا مديوناً إلا سددت عنه دينه، وأعنا على ذكرك وشكرك وحٌسن عبادتك.. ونعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
يارب.. احفظ مصر وشعبها.. واجعل كل أيامنا مليئة بالخير والبركات والرخاء.. اللهم آمين.









