يقول المولى عز وجل فى قرآنه العظيم «إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور».. فهناك قلة لا ترى الواقع إلا بنظارة الحقد والسواد والخبث الذى يملأ قلوبهم، هذه النظارة السوداء يحاولون ترويجها، وأن تكون موضة العام لكنها لا تناسب ولا تصلح مع الذوق المصرى الرفيع والراقى، لا يرون إلا بنظارة الواقع والوعى الحقيقى، والإدراك لما يحاك ويجرى من حولهم، فهم يرون بعيون الوطن وليس المصالح الشخصية والجشع والسعار الذى أصاب هذه القلة، عبادة المال والعمل لحساب أعداء الوطن، حيث يعانون من عيوب خلقية، ولدوا بدون عزة الشرف والولاء والانتماء والوطنية، وكما قلت فى المقال السابق بقراءة بسيطة لا تحتاج لجهد تجد أن ما يردده إعلام وأبواق ومنصات وخلايا قوى الشر، تحمل ذات المضمون الذى تروجه القلة التى تحسب نفسها من نخب المجتمع، نفس المفـــردات، والأكــاذيب والتشـويه والتشكيك، لا اختلاف، لا منطق، لا شرف، ولسان حال المصريين يقول لهم من شاب على شىء شب عليه»، ونهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب وديل المرتزق ما ينعدل لو علقوا فيه قالب، فهذه هى عقيدتهم، لكن السؤال المهم، لماذا تتحرك هذه القلة الجاحدة، من المرجفين، والمشيطنين، فى هذا التوقيت بالذات، لماذا خرجت مثل الأفاعى من جحورها مع شدة حرارة الجو، وماذا تريد هذه الأفاعى، ألم تشبع من الأذى ولماذا الإصرار على بث السموم فى توقيت يفضح نوايا هذه القلة، وما يكشف عوراتهم الممسوخة أنهم يتحدثون بنفس محتوى ومضمون ومفردات الإخوان المجرمين واستأثروا بكشوف البركة، وشيكات جاءت خصيصاً لقوائم أسماء بعينها لكن من الواضح، أنهم مازالوا يصرون ويمضون على غيهم، لم يتطهروا من دنس الارتزاق، من رجس العمالة، والحقيقة أنهم والجماعة الإرهابية وجهان لعملة واحدة، وإن كنت ناسى أفكرك وبالمستندات والبراهين والأسماء وكشف البركة الإخوانية التى جاءت من الخارج على بنك الجماعة فى مكتب الإرشاد بالمقطم.
الغريب والعجيب والمثير فى الأمر، هو خروج هذه القلة فى هذا التوقيت الذى تخوض فيه مصر حرباً وجودية ضد المخطط الصهيو ــ أمريكى الإقليمى.. وتقف بشرف وشموخ منفردة فى وجه المؤامرة ترفض تصفية القضية الفلسطينية، وترفض التهجير للشعب الفلسطينى وتتصدى بقوة وحسم لأى محاولات لتوطين الفلسطينيين على حساب أرض مصر وأمنها القومى.. وبالتالى فإن قوى الشر من أطراف المخطط الصهيو ــ أمريكى الإقليمى، يحاول معاقبة مصر وحصارها وتحريك أدواتها الرخيصة من مرتزقة الإخوان وتجار شنطة الإعلام المعادى فى الخارج للهجوم على مصر، وبث الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه وحملات الإساءات ضد مصر وقيادتها الوطنية الشريفة التى يفتخر بها كل مواطن مصرى لأنها تقف بشموخ للمؤامرة على مصر، وأنقذت وبنت هذا الوطن، السؤال هنا والطبيعى بالنسبة لأى مواطن مصرى شريف.. أين يكون مكانك فى هذا التوقيت، هل تختار جانب وحقوق الوطن، أم تبيع نفسك لصالح الأعداء بمقابل الارتزاق؟
«إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور»، وبما أن هذه القلة التى ترتزق من السواد ومحاولات إشاعة الإحباط والتشويه، لا ترى الواقع الحافل بالنجاحات والإنجازات وصناعة الفارق وبناء دولة حقيقية تقف على أرض صلبة وسطرت ملحمة تنموية على مدار 12 عاماً لم نر كلمة أو سطراً من هذه القلة يقول الحق ويروى الحقيقة.هل اطلعتم على حجم الخراب والدمار والخسائر التى تكبدتها مصر منذ يناير 2011 وحتى رحيل نظام أصدقائكم الإخوان المجرمين فى 30 يونيو وكادت مصر تضيع بسبب ارتزاقكم ودعمكم لأجندة الجماعة الإرهابية، وهل رأيتم الفارق الذى كانت عليه مصر قبل 12 عاماً وعلى مدار عهد الرئيس الوطنى الاستثنائى عبدالفتاح السيسى؟.
أعتقد أن الفارق مثل ما بين السماء والأرض.. بين الضوء والظلام الذى أنتم أهله، لماذا لم نسمع منكم كلمة أو إشادة أو رصداً لواقع مؤلم تغير إلى الأفضل، من منكم تحدث عن القضاء على العشوائيات الذين كانوا يعيشيون حياة لا آدمية، وأنتم تسكنون فيلات المنتجعات والكمبوندات، ولم نسمع لكم كلمة عن القضاء على فيروس «سى» الذى أرهب وأرعب المصريين، وأين أنتم من القضاء على قوائم الانتظار وطوابير البنزين والسولار والبوتاجاز، والعيش، رغم أن ارتفاع التعداد السكانى لمصر منذ 2011 بما يقرب من 25 مليون نسمة، ولماذا لم نر شهادتكم عن المشروع الأعظم، تطوير وتنمية قرى الريف المصرى لتغيير حياة ما يقرب من 60 مليون مواطن فى القرى والنجوع، لماذا لم نسمعكم تتحدثون عما جرى من تنمية فى الصعيد الذى عانى من التهميش والتجاهل على مدار عقود ونال تريليونى مليون جنيه، لماذا لم نسمعكم تتحدثون عن تطوير وسائل النقل لتكون عصرية آدمية بعدما كانت مصدراً للعذاب والمعاناة، لماذا لا تتحدثون عن الأولويات، وأنتم تسكنون فى أبراجكم العاجية الفاخرة، وهل كانت مصر بعد 2011 ورحيل الإخوان المجرمين، تتحمل أولويات، كل شىء فيها خراب ودمار وتراجع ومعاناة الناس وخسائر وصلت إلى أكثر من 400 مليار دولار، وكل شىء تهالك، قطاعات عاجزة ومتوقفة، وشعب يعانى ويتألم واقتصاد يتجمد، محدود، والسؤال: ألم تربح مصر بما حققته وأنجزته على مدار 12 عاماً، ماذا لو تأخرت أو أجلت، هل كانت تستطيع تنفيذ هذه المعجزة فى هذا التوقيت الذى تضاعفت فيه التكلفة 10 أضعاف، ألا تعلمون أن أى دولة تسعى للنهوض والتقدم وتغيير أحوالها وظروفها لن تستطيع إلا بوجود بنية تحتية عصرية، ما رأيكم فى التوسع العمرانى فى مصر على مدار 12 عاماً وقد تضاعف بعد أن كان لا يزيد على 7 ٪ من مساحة مصر، ألم يخلق فرصاً ومجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية نحن فى أشد الحاجة لها بسبب الزيادة السكانية.
لم نسمع كلمة إشادة أو مقولة حق عما تحقق فى قطاع الزراعة من نهضة غير مسبوقة وإضافة ما يقرب من 4.5 مليون فدان للرقعة الزراعية وارتفاع الصادرات الزراعية التى وصلت إلى ما يقرب من 11 مليار دولار بعد توفير احتياجات شعب تعداده 107 ملايين نسمة، إضافة إلى 10 ملايين لاجئ يعيشون فى مصر نعتبرهم ضيوفاً، ألم يلفت ويخطف أنظاركم أن مصر فى المراتب الأولى فى جذب الاستثمارات الضخمة والمباشرة، وارتفاع أرقام الصادرات المصرية بشكل غير مسبوق، وارتفاع عوائد قناة السويس بعد تطويرها إلى أرقام غير مسبوقة قبل الأزمة التى تمر بها المنطقة، وأيضاً ألم تسمعوا عما جرى فى سيناء من ملاحم وطنية عظيمة سواء فى حرب التطهير والقضاء على الإرهاب أو التعمير، والتنمية،.. ألم تروا أو ترصدوا أى إنجاز تتحدثون عنه بشكل إيجابى، سوى الكلام المستهلك والرخيص والذى هو كلام أصدقائكم الإخوان وأسيادهم من أصحاب المشروع الصهيو – أمريكى، ألم يلفت نظركم كيف تستثمر مصر فى موقعها الجغرافى الفريد لأول مرة فى تاريخها.. أم أن مرض وفيروس التنظير وبث السواد بأجر هو عقيدتكم، هل سمعتم عن تطوير الموانئ المصرية، وشبكات الربط الإستراتيجى بوسائل عصرية مثل القطار السريع بهذه الموانئ، وهو تخطيط إستراتيجى متكامل يربط بين الموانئ المصرية، وقناة السويس، والمناطق الاقتصادية والصناعية.
وللحديث بقية..