مصر شعبًا وحكومة ورئيسًا هى الدرع الأول والأخير والسد المنيع ضد مخططات الصهيونية العالمية التى تبغى إنشاء الأمبراطورية الإسرائيلية على أنقاض فلسطين وبعض الدول العربية التى تم القضاء عليها وإضعاف جيوشها ونزع روح الوطنية وانتماء شعوبها لأوطانهم ولذا أشعر بالحزن والألم عند معرفتى بسفر نتنياهو إلى واشنطن للاحتفال مع ترامب بتدمير المنظومة النووية الإيرانية والقضاء على آخر أمل لحصول دولة بالشرق الأوسط معادية لإسرائيل على التكنولوجيا النووية السلمية والحربية وبقاء إسرائيل الدولة الوحيدة بالمنطقة المالكة لهذه التكنولوجيات.
أشعر بالحزن والاكتئاب عند رؤية استهداف إسرائيل مئات المواقع والمساكن الفلسطينية بقطاع غزة شاملاً نقاط توزيع الغذاء واستشهاد أكثر من مائة فلسطينى يوميًا نصفهم أطفال وسيدات.. وأشعر بالحزن عند مشاهدة أجساد الفلسطينيين المصابين وهم راقدون على أرضية الممرات بالمستشفيات بدون مراتب وأسّرة وزملائهم حاملين المحاليل بأياديهم وأقارن ذلك بالمصابين الإسرائيليين فى قطاع غزة أو أثناء الهجوم الإيرانى الصاروخى على إسرائيل وأسلوب التعامل والإمكانيات المتواجدة داخل المستشفيات الإسرائيلية هل الفلسطينيون والعرب ليسوا من البشر واليهود والإسرائيليون نوع آخر من البشر؟
أشعر بالحزن والاكتئاب مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين داخل منازلهم وآخرهم مدير أحد مستشفيات غزة مع أسرته بالكامل فى إطار الخطة الأمريكية ــ الإسرائيلية للإبادة الجماعية للفلسطينيين بنفس أسلوب المهاجرين الغربيين وتعاملهم مع الهنود الحمر أصحاب الأراضى الأمريكية الحالية.
أشعر بالحزن وضياع الأمل عندما نتعامل مع الأعداء كأنهم أصدقاء.. أوضحت الحرب الإيرانية ــ الإسرائيلية الأخيرة أن الأسلوب الوحيد للتعامل مع العدو الأمريكى والإسرائيلى والصهيونية العالمية هو القوة البشرية والعسكرية والاقتصادية وأوضحت الحرب الإيرانية كما أوضحت حرب السادس من أكتوبر 1973 أنه لا سبيل أمام الدول العربية والإسلامية بالمنطقة للحصول على حقوقهم وحق الشعب الفلسطينى فى وطن مستقل على أراضيهم المغتصبة إلا بتأسيس قوة الأوطان العربية والإسلامية بالمنطقة.
الزمن يمضى والأمور تسير فى اتجاه سيطرة الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية على كل دول الشرق الأوسط من خلال إسرائيل وتقويتها فى كل الاتجاهات.. ونرى تخاذل كل دول العالم وتخاذل الصين وروسيا تجاه القضية الفلسطينية وعدم وجود سند دولى حقيقى مع العرب وقضيتهم الأساسية ونرى تخاذل الهند بل تعاونها مع إسرائيل بالمشاركة فى تنفيذ الهجمات الإلكترونية على إيران.
بالرغم من استبسال المقاومة الفلسطينية وآخرها ما حدث بخان يونس الأسبوع الماضى وحزب الله والحوثيين وإيران نجحت إسرائيل فى تأمين كل حدودها الشرقية والشمالية من خلال القضاء على حزب الله كقوة مؤثرة ومستهدفة نزع سلاحه بالكامل ونجحت فى هروب بشار الأسد وتكوين حكومة موالية للغرب وجذبهم نحو المهادنة مع إسرائيل من خلال إلغاء المقاطعة وإعادة سوريا إلى المجتمع الدولى مع القضاء على الجيش السورى بالكامل وتحويل سوريا إلى دولة بدون سلاح ومع انتهاء الحرب مع إيران تخطط إسرائيل والولايات المتحدة لتوقيع إيران على معاهدة صلح يتم من خلالها إلغاء العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل ايقاف النشاط الصناعى والنووى والصاروخى وإلغاء برامج التسليح العسكرى الإيرانى وللاسف سوف تضطر إيران للتنفيذ.
أشعر بالحزن والأسى ونحن نرى اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل للإعلان عن ضم الضفة الغربية الفلسطينية والسيطرة الكاملة عليها بنفس أسلوب ضم القدس الشرقية والجولان دون معارضة واضحة من الدول العربية والإسلامية.
الأمل الوحيد لكبح جماح إسرائيل والحد من التوسع والتمدد الإسرائيلى الصهيونى نحو الأراضى العربية على مراحل حتى تكوين إسرائيل ما قبل الكبرى بحلول عام 2041 كمرحلة ثانية وتخطيطها لإنشاء إسرائيل الكبرى بحلول عام 2072.. الأمل الوحيد هو «مصر المستقبل» القوية والأمل الوحيد هو التفكير خارج الصندوق وايجاد أسلوب لأحداث تعاون بشرى واقتصادى وصناعى بين الدول العربية والإسلامية التى مازالت متماسكة بالمنطقة شاملاً مصر وتركيا والجزائر وإيران وباكستان والسعودية والكويت
والتعاون مع بعضهم للحفاظ على وحدة اليمن وليبيا والسودان والصومال وإريتريا وجيبوتى والحد من التغلغل الإسرائيلى الأمريكى داخل هذه الدول.
الأمل الوحيد هو العمل معا لتقوية مصر المستقبل ومعها تلك الدول لمواجهة التمدد الإسرائيلى والتعامل بأسلوب القوة مقابل القوة ومواجهة هدف الأعداء لتحقيق السلام بالقوة.