تعزيز التعاون البيئي بين مصر والمكسيك
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، على العلاقة الخاصة التي تربط بين مصر والمكسيك في مجال البيئة، وخاصة بعد أن تسلمت مصر رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة لاتفاقية التنوع البيولوجي عام 2018 من المكسيك، وهو ما شكل نقطة انطلاق هامة للتعاون.
فقد مهدت المكسيك الطريق لوضع الإطار العالمي للتنوع البيولوجي خلال فترة رئاستها، واستكملت مصر هذا العمل خلال مؤتمر COP14. كما يشهد التعاون الثنائي تطورًا ملحوظًا في مجالات التحول الأخضر والاقتصاد الدائري.
اجتماع وزيرة البيئة وسفيرة المكسيك بالقاهرة
جاء ذلك خلال اجتماع الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مع سعادة السفيرة ليونورا رويدا جوتيريز، سفيرة المكسيك بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في مجالات البيئة ومواجهة التحديات البيئية المشتركة. وقد عُقد الاجتماع اليوم، السبت الموافق 12 يوليو 2025.
مصر ومبادرة الربط بين اتفاقيات ريو
وأضافت الوزيرة أن مصر أطلقت خلال رئاستها للمؤتمر مبادرة عالمية للربط بين اتفاقيات ريو الثلاث (المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر)، انطلاقًا من الترابط الوثيق بين هذه التحديات، مؤكدة أن فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ يؤديان يوميًا إلى فقد المزيد من الأراضي، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي للدول، خاصة في قارة أفريقيا.
أهمية مكافحة التصحر والتعاون متعدد الأطراف
وشددت الدكتورة ياسمين فؤاد على أن العالم يواجه اليوم ظروفًا استثنائية، تتمثل في تصاعد الصراعات وتهديدات الأمن الغذائي وارتفاع أسعار الغذاء، مما يبرز أهمية قضية التصحر أكثر من أي وقت مضى.
وأكدت أن عام 2026 سيكون محطة مهمة لإثبات مصداقية العمل متعدد الأطراف من خلال نتائج مؤتمرات الأمم المتحدة الثلاث المعنية بالمناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، وحشد التمويل من مرفق البيئة العالمية.
الاستفادة من التجربة المصرية في الحلول القائمة على الطبيعة
كما دعت الوزيرة إلى الاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في الحلول القائمة على الطبيعة، مشيرة إلى التشابه الجغرافي والبيئي بين مصر والمكسيك، خاصة فيما يتعلق بتأثير تغير المناخ على المناطق الساحلية. وأكدت أن هذه الحلول تتيح إمكانية تحقيق التكيف المناخي والحفاظ على التنوع البيولوجي بأقل تكلفة، مع تمكين المجتمعات المحلية من استخدام الأراضي بطرق مستدامة.
تجربة مصر في إدارة المخلفات
وعلى صعيد إدارة المخلفات، استعرضت الوزيرة التجربة المصرية الناجحة في تحويل تحدٍ مزمن إلى فرصة تنموية واقتصادية، من خلال بناء منظومة متكاملة تعتمد على التشريع والدور المحوري للقطاع الخاص، وذلك بعد إصدار أول قانون لإدارة المخلفات في عام 2020، مما مكّن من بناء بنية تحتية متطورة وتحقيق عدد من قصص النجاح الملهمة في هذا المجال.
تطلع المكسيك لتعزيز التعاون مع مصر
من جانبها، أعربت السفيرة المكسيكية عن تطلع بلادها إلى تعزيز التعاون مع مصر في المجالات البيئية ذات الأولوية، لا سيما التصحر وتأثيره على الزراعة والسيول والتعليم البيئي، مؤكدة أن مصر والمكسيك يمكن أن تكونا شريكين استراتيجيين في بناء نموذج تعاون بيئي إقليمي ودولي قوي، يستند إلى تبادل الخبرات وتطوير حلول عملية مشتركة.
تهنئة السفيرة المكسيكية للدكتورة ياسمين فؤاد
كما قدمت السفيرة المكسيكية التهنئة للدكتورة ياسمين فؤاد على اختيارها أمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، مشيدة بخبراتها الواسعة ودورها البارز في العمل البيئي على المستويين الوطني والدولي، خاصة في ظل ما يجمع مصر والمكسيك من ظروف بيئية وطبيعية متشابهة وتحديات مشتركة.
