تواصل الدولة جهودها لتطوير المناطق التاريخية لتصبح في أبهى صورها ، ففي قلب القاهرة التاريخية، وعلى مسافة قصيرة من القلعة ومساجد آل البيت، التى توليها القيادة السياسية ايضا اهتماما خاصا من وقع ايمان راسخ لدى كل مصرى، فى اطار ذلك يشهد ميدان السيدة عائشة الذي يحتضن إرثا تاريخيا فريدا حيث يضم آثارا مملوكية وفاطمية ،وعدد كبير من مزرات آل البيت الكرام عملية تطوير شاملة ..فعندما تطأ قدمك المنطقة الجميلة تشم رائحة التاريخ وتغمرك السعادة وخاصة في ظل عملية التطوير الكبيرة التي تجري على قدم وساق حيث تم الانتهاء مما يقرب من 80 ٪ من تطوير السيده عائشة وربطها ببانوراما القلعه ومسجد السلطان حسن و الرفاعى لتتحول إلى متحف سياحى مفتوح خاصة بعد ازالة عشرات المبانى القديمة وتحويلها إلى حدائق مفتوحة ونقل السكان إلى مساكن آدمية بالاسمرات وروضة السيدة زينب ، كما يتم حاليا العمل على الانتهاء من إزالة كوبرى السيدة عائشة والمؤدى لميدان القلعة مما يفتح الطريق أمام إعادة تخطيط المنطقة بالشكل الأمثل والقضاء على الاختناقات المرورية الطبيعية واعادة تصميم الشوارع المؤدية للميادين ورفع كفاءتها بأسلوب حديث لربطها بمنطقة السلطان حسن والرفاعى وعين الصيرة امتدادا بقلعة محمد على ثم مزارات الحسين.
محمد أبو سعدة -رئيس- الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أكد أن منطقة السيدة عائشة من المناطق التراثية المهمة المسجلة كتراث معماري فريد وكانت تعرف قديما بصحراء المماليك بداية من القلعة إلى ميدان الرميلة، وبها العديد من المقابر المملوكية والتي تتميز بالقباب والمأذن التي يعود تاريخها
إلى أكثر من 700 عام موضحا أن المنطقة تتميز أيضا بوجود مجموعة من المساجد التاريخية كمسجد السيدة عائشة والمسبح والغورى والسلطان حسن والرفاعى التي يتم الآن ترميمها على يد خبراء مختصين ،بجانب سور مجرى العيون التاريخي والممتد من نهر النيل حتى القلعة لنقل مياه النيل للقلعة فى عصر المماليك وقد استطاعت الدولة منذ عدة سنوات إزالة العشوائيات المجاورة للسور وتحويلها إلى مناطق حضارية كما تقوم الدولة الان على تطوير المنطقة ككل بإزالة العشوائيات لتتحول المنطقة إلى متحف حضاري مفتوح به العديد من الآثار التاريخية المملوكية وغيرها.
«الجمهورية» التقت أهالي المنطقة الذين أكدوا فرحهم بعملية التطوير والتي ستنعكس إيجابيا على «السيدة عائشة» وتجعلها ترتدي ثوبا جديدا .
يقول محمد حسن «موظف » إن تطوير منطقة السيدة عائشة سوف يؤدي إلى انسياب مروري خاصة بعد إزالة كوبري السيدة عائشة الذي أطلق عليه كوبري الموت لكثرة الحوادث التى تقع عليه منذ إنشائه .
ويؤكد على كلامه حمد الله محمد عبد الرحمن سائق قائلا :منطقة السيدة عائشة من المناطق المزدحمة مروريا التي يعاني منها السائقون حيث إنها تربط بين الجيزة ووسط البلد والبساتين والعباسية ومدينة نصر.
أما سامح محمد موظف يطالب بضرورة تطوير منطقة الإباجية القريبة من ميدان السيدة عائشة حتى يكون هناك تناغم وتناسق بين المنطقتين
يشاركه الرأى محمد سعيد موظف – قائلا سعدنا كثيرا بالتطوير الذي حدث في ميدان السيدة عائشة من إزالة المنطقة العشوائية «عرب اليسار» أسفل سور القلعة واستبدالها بفندق ومحال تجارية وحدائق مما أدى لتغيير شكل المنطقة بالكامل وتنشيط السياحة بها.
فى السياق ذاته يقول الدكتور عبد الله أبو خضرة – استاذ هندسة الطرق والنقل والمرور أن ميدان السيدة عائشة من المناطق الأكثر حيوية في محافظة القاهرة بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يعد مركز ونقطة انطلاق للعديد من المناطق الهامة مثل وسط البلد والجيزة ومدينة نصر وغيرها وهذا جعله يشهد كثافة مرورية عالية على مدار اليوم لذا كانت عملية التطوير حيث تم توسعة الشوارع المؤدية له وازالة الأماكن العشوائية المحيطة به وتحسين البنية التحتية ، كما تم ازالة نزلة كوبري الاوتوستراد وإنشاء طريق بديل لتوسعة الشارع المؤدي للميدان بهدف القضاء على الاختناقات المرورية وتحسين حركة السير
ويستكمل أبو خضرة حديثه مشيرا إلى أنه يتم حاليا إنشاء مسار بديل لمحور صلاح سالم لتحويل مسار السيارات بعيداً عن ميدان السيدة عائشة ومرورها داخل مقابر سيدى جلال السيوطي، والربط بشكل مباشر مع محور الحضارات وطريق كورنيش
النيل ونفق الملك الصالح دون المرور بميدان السيدة عائشة، و سيتم ربط المحور بمحور الحضارات في مرحلته الأولى ثم إنشاء كوبرى اعلى محور الحضارات في المرحلة الثانية.
ويضـــيف انه تــــم إزالة جزء من كوبرى الإباجية الرابط مع محور صلاح سالم تمهيدا لتحويل مسار المحور ليمر خلف المقابر بوصلة طولها 2 كم تقريبا مع إنشاء كوبرى عند التقائها بمحور الحضارات وإنشاء نزلات للربط مع طريق الكورنيش وطريق نفق الملك الصالح, وسيتم منع السيارات من المرور بميدان السيدة عائشة ضمن مخطط التطوير، وسيكون اول شارع بالميدان هو «السيدة عائشة».
ويلفت استاذ هندسة الطرق إلي أن خطة تطوير الميدان تتضمن إزالة كوبري السيدة عائشة الذي تم انشائه في الثمانينات و تسبب فى الكثير من الحوادث نظراً لوجود منحنى خطر به يؤدى للحـــوادث في حــــالة السـرعات العالية ،حيث تسبب الكوبرى العام الماضي في 51 حادثاً، لذا من المقرر تفكيك الكوبرى مع إجراء تحويلات مرورية وتغيير اتجاه محور صلاح سالم للاتجاهين ليمر خارج ميدان السيدة عائشة ، و أن هذاالتطوير يأتي ضمن خطــــة لإبراز معالم القاهرة السياحية لحصولها على النسبة التي تليق بها من حركة السياحة العالمية بما يتناسب مع مواردها السياحية المتنوعة.
«نزلة الكوبري أصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة»..هذا ما أكده الدكتور الحسين حسان – خبير التنمية المستدامة والمناطق العشوائية – قائلاً إن كثافة المركبات على الكوبرى يسبب اختناقات مرورية مستمرة ، بالإضافة إلى أن بعض أجزاء الكوبرى قديمة وتحتاج إلى صيانة دورية وإزالة الكوبري وانشاء طريق بديل سيوفر حلاً دائماً لهذه المشكلة
ويتابع:يأتي هذا المشروع ضمن خطة التطوير الشاملة لميدان السيدة عائشة والمناطق المحيطة بها ليواكب التوسع العمراني وتحقيق الانسيابية المرورية ، ومن المقترح انشاء ممرات للمشاة واضافة لمسات جمالية مثل وجود مساحات خضراء واستخدام اساليب اضاءة حديثة لتحسين المظهر الحضاري للمنطقة بأكملها.
ويضيف أن الكوبري يتم ازالته باستخدام معدات متطورة لتقليل التأثير على الحركة المرورية كما أن تصميم الطريق الجديد يعتمد على وجود عدد أكبر من الحارات واستخدام أنظمة مرورية حديثة مثل الاشارات الذكية
ويضيف أن منطقة السيدة عائشة من أهم وأعرق المناطق التاريخية والدينية لأنها محاطة بالعديد من المناطق الأثرية كمنطقة آثار القلعة و الفسطاط ومجمع الأديان ويرجع وجودها إلى خمسمائة عام ورغم اهميتها إلا أنها عاشت سنوات طويلة تعاني من الإهمال وتحولت لمنطقة عشوائية ، لذا قامت الدولة بوضع خطة تطوير تم البداء في تنفيذها بالفعل بالتعاون بين صندوق التنمية الحضارية ومحافظة القاهرة وبعض كليات الهندسة والتخطيط العمراني حيث سيتم تحويل الميدان إلى ممشى سياحي يربط بين المعالم الأثرية الهامة مثل مسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي وميدان صلاح الدين بالقلعة.
ويشير إلى أن وزارة الآثار تشارك في تطوير وترميم المساجد والقباب والشواهد الأثرية بمقابر جلال الدين السيوطي ، وقد تم إزالة المنطقة العشوائية عرب اليسار وتطوير المنطقة على مساحة 4400 متر وبناء محال تجارية وبزارات واقامة فندق سياحي بطابع إسلامي مكون من طابقين يضم 28 غرفة ، وتخصيص ساحة انتظار للسيارات بجانب مسطحات خضراء وبرجولات خشبية، وجاري العمل على تطوير وترميم مسجدي المسبح والغوري وإنشاء ممشى سياحي يربط بين أهم المعالم الدينية والمزارات التاريخية بالمنطقة المتمثلة في القلعة ومسجد السيدة عائشة و مسجدي الرفاعي والسلطان حسن ، وهو ما يعزز من جاذبية السياحية الداخلية والخارجية ويعيد احياء التراث المعماري والتاريخي لها.
ويشمل المشروع إنشاء فندق بطراز إسلامي يضم 82 غرفة على مساحة 4400 متر، إضافة إلى بازارات سياحية، ومطاعم، وساحات انتظار للسيارات. كما تم نقل 23 محلًا عشوائيًا إلى سـوق التونسى في إطار تنظيم النشاط التجاري، وهو ما وصفه الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المستدامة، بأنه «جزء من تحوّل متكامل يوازن بين الوظيفة الاقتصادية والطابع التراثي للمنطقة.»