خلال أيام أو أسابيع قليلة سيتوقف العدوان الإسرائيلى الإجرامى على قطاع غزة بعد ما يقارب العامين من القتل والتدمير الوحشى ارتكب خلاله الاحتلال الإسرائيلى جرائم تم توصيفها بالإبادة الجماعية وفق شهادات من منظمات دولية وأممية بعد تعمد الاحتلال قتل ما يزيد على ستين ألفا من المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة من النساء والأطفال، تحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للحياة ويحتاج سنينا طويلة لإعادة اعماره، فضلا عن قتل واصابة الآلاف فى الضفة الغربية.
هذا الاحتلال أراد اقتلاع شعب عربى من أرضه ولا يزال يضغط على داعميه الامريكان لفتح أبواب ما أسماه الهجرة الطوعية من قطاع غزة إلى خارجه ليتسنى له احتلاله وضمه لإسرائيل الكبرى التى تريد الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وضع لبناتها وترسيم حدودها بعدما احتلت المزيد من الأراضى السورية واللبنانية فضلا عن محاولاته احكام السيطرة على الضفة الغربية وطرد عشرات الآلاف من بيوتهم فى المخيمات الفلسطينية.
بعد كل هذه الجرائم هل يمكن أن يكون لهذا الكيان الإسرائيلى مكان فى الشرق الأوسط أو أن يعيش فى سلام وسط محيط عربى واسلامى انكوى بناره؟ الجواب لا.. لأنه يريد أن يتحكم فى مصائره بالحديد والنار معتمدا على تفوقه العسكرى المدعوم غربيا، متناسيا أن ثلة قليلة من الشباب الفلسطينى المؤمن بالحرية استطاعوا كسر غروره فى السابع من أكتوبر وتحطيم كل السياجات التى أراد أن يحمى نفسه بها وتمكنوا من تنفيذ واحدة من اعقد العمليات العسكرية بعد يوم السادس من أكتوبر وعبروا السياجات والاسوار وقتلوا وأسروا أكثر من ألف جندى إسرائيلى كانوا متواجدين فى القواعد العسكرية الموجودة حول قطاع غزة.
هذا الكيان يؤكد كل يوم رفضه للسلام العادل المبنى على الحقوق العربية وفى مقدمتها حقوق الشعب الفلسطينى فى دولة يستظل بظلها كل أبناء الشعب الفلسطينى، وأدار ظهره لكل المبادرات التى قدمها له الجيران العرب فى السلام وفتح الأبواب والتعاون الاقتصادى والتجارى والعيش بأمان، ولكنه يأبى إلا أن يأتى له الجيران صاغرين منكسرين تحت لهيب النار التى يهددهم بها، من حين لآخر ولكن هيهات وهيهات فالعدوان على قطاع غزة أكد ان هذا الكيان لا يمكن العيش معه لأنه يتحين الأوقات للوثوب على الجيران كما تثب الحدأة على فرائسها.
من الضرورى عودة المقاطعة العربية بكل جدية، وغلق كل النوافذ التى حاول هذ العدو أن يدخل منها للجيران تحت مسمى السلام الزائف وتفعيل المنظمات العربية ودعم المنظمات الدولية لرفع دعاوى قانونية لملاحقة قيادات هذا الكيان وجنوده لمحاكمتهم على جرائمهم التى اقترفوها منذ نشأتهم حتى الآن وفضحهم فى كل المحافل.
لقد باتت العزلة هى الحل الوحيد مع هذا الكيان الاجرامى ولكى تنجح الشعوب والقيادات العربية فى عزله ونبذه عليها أن تتقارب وأن تتعاون فى كل مناحى الحياة الاقتصادية والتجارية والأمنية والعسكرية لأن هذا هو السبيل الوحيد للحياة بأمان وسلام بعيدًا عن هذا العدو المجرم.