تشديد مصر على ضرورة إصلاح آليات عمل مجلس الأمن خاصة فيما يتعلق باستخدام حق الفيتو.. وتوسيع عضوية المجلس لأكثر من 5 أعضاء خطوة على الطريق الصحيح.. تؤكد رؤية مصر للمستقبل تتوافق مع الأصوات المطالبة بعدالة التمثيل داخل المنظومة الدولية.. العالم أجمع فى حاجة ماسة إليها خاصة فى ظل الظروف الراهنة التى نعيشها خاصة فيما يتعلق بمصير بعض الشعوب مثل القضية الفلسطينية التى تتعرض للظلم وتحتاج إلى أمور حاسمة لأوضاع شائكة ومستعصية فى حاجة إلى الحلحلة وتحريك الماء الراكد.
صراحة كلمة مندوبنا فى مجلس الأمن السفير أسامة عبدالخالق خلال الجلسة العامة للأمم المتحدة لمراجعة أداء مجلس الأمن.. أثلجت صدورنا جميعاً لأنها تؤكد أن العالم لا يمكن أن يستمر تحت نظام دولى يعطى خمس دول فقط سلطة تعطيل إرادة المجتمع الدولى بأكمله وهى أمريكا والصين وروسيا وإنجلترا وفرنسا، باستخدام حق النقض «الفيتو» وفق مصالحها وأهوائها دون مراعاة لحاجة دولة إذا ما تعرضت إلى ظلم بيِّن وجائر والقضية الفلسطينية خير مثال على ذلك، لأنه لولا استخدام بعض الدول بمجلس الأمن خاصة أمريكا لحق الفيتو ما بقيت القضية معلقة ومستعصية على الحل حتى الآن منذ عام 1948.
الحقيقة الاستخدام السيئ لحق الفيتو على قرارات الأمم المتحدة فيه ظلم كبير لأنه يعقد الأمور ويزيدها قتامة ويدخلها فى نفق مظلم لا نهاية له حتى ولو ببصيص أمل بنور فى نهايته، لذا كانت مصر دائماً من الدول الداعمة لجهود إصلاح المنظمة الدولية والأبرز فى الأصوات المطالبة بعدالة التمثيل، لأن عكس ذلك يحقق عدم توازن فى عملية صنع القرار داخل مجلس الأمن وفقدان ثقة المجتمع الدولى به ولأنه يؤدى إلى تجاهل مصالح الدول الأخرى خاصة التى لا تتمتع بعضوية دائمة فى مجلس الأمن، لذا كانت المطالبة ـ ليست مصر وحدها بل العديد من الدول ـ بزيادة الأعداد القاصرة فقط على أوروبا وآسيا «4 دول» والولايات المتحدة الأمريكية عن قارة أمريكا الشمالية، لتشمل حتى ولو دولة من أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
البعض يقول إن مسألة التغيير فى ميثاق الأمم المتحدة بالغة الصعوبة لأنها تحتاج إلى موافقة جميع أعضاء مجلس الأمن وهذا لن يحدث أبداً طالما سيمس الأمر مصالحها والميزة والأفضلية لها، ولكن فى اعتقادى يمكن علاج هذا التشوه بدعوة غير عادية لأعضاء الجمعية العمومية وهى المعنية بأى أمر يتعلق بالتغيير فى اللوائح حتى ولو فى أى مؤسسة أو شركة ويجب أن يرضخ الجميع لما ستخرج به الجمعية غير العادية من قرارات ملزمة وكم من جمعيات عمومية غير عادية اتخذت قرارات ملزمة محلياً، فما بال الدولية، لذا لابد من دعوة لجلسة غير عادية أو استثنائية لجميع الدول الأعضاء وعددها 193 دولة للنظر فى لوائح ومواد ميثاق الأمم المتحدة، فهذه الدول التى اجتمعت عقب الحرب العالمية الثانية فى أكتوبر عام 1945 وكان عددها أقل بكثير من العدد الحالى وقررت إلغاء عصبة الأمم المتحدة التى أنشئت 1920 بعد الحرب العالمية الأولى لتحقيق الأمن والسلام الدوليين وتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية والصحية للشعوب وفشلت فى مهامها وفى تجنب حدوث الحرب العالمية الثانية.
صراحة العالم أجمع فى حاجة إلى التعديل فى ميثاق الأمم المتحدة خاصة فيما يتعلق بمجلس الأمن بأن يتضمن التعديل زيادة عدد الأعضاء بمجلس الأمن إلى 7 دول وإلغاء بند الفيتو أو حتى على الأقل الأخذ بالغالبية وليس بالإجماع، لأنه لا يجوز لدولة واحدة بالمجلس أن تعطل قراراً بوقف الحرب أو بمعاقبة دولة ما لأهواء أو لمصالح شخصية، وبالتالى سيتم وقف مهزلة «الفيتو» الذى أسىء استخدامه عشرات المرات وكان بمثابة الوبال على الدول المتضررة بدليل أن حق الفيتو تم استخدامه منذ إنشاء الأمم المتحدة حوالى 300 مرة بشكل عام وكان الاتحاد السوفيتى «روسيا» حالياً وأمريكا الأكثر استخداماً، بل استخدمت واشنطن الفيتو حوالى 80 مرة فى القضية الفلسطينية، مما جعل القرارات الأممية مجرد حبر على ورق، لذا كانت مصر على حق فى تجديد دعوتها عبر بعثتها الدائمة فى الأمم المتحدة مؤكدة أن هذا لم يعد ملائماً مع تطورات القرن الـ 12 ويتسبب فى تعطيل العدالة وعرقلة قرارات مصيرية تتعلق بالسلم والأمن الدوليين واتفقت معها الصين دائمة العضوية بمجلس الأمن التى انتقد مندوبها «فو تسونج» الولايات المتحدة بشدة لاستخدامها حق الفيتو ضد مشروع المجلس المطالب بوقف فورى لإطلاق النار فى غزة ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية بالقطاع.
.. وأخيراً:
> لابد من إرادة واجتماع دولى على إعادة النظر فى مسألة «الفيتو» الظالم وتوسيع العضوية من أفريقيا مثلاً كتمثيل جغرافى وسياسى وكذلك النظر فى تعديل بعض بنود ميثاق الأمم المتحدة.. وإلا ستلحق بسابقتها «عصبة الأمم».
> وعد ترامب باقتراب وقف إطلاق النار فى غزة.. مراوغة أم حقيقة؟!
> أعتقد أن ترامب قادر على وقف تلك المذبحة بحق الفلسطينيين.. إذا ما رغب فى ذلك!!
> استخدام حق الفيتو الأمريكى والانحياز الأعمى لحليفتها إسرائيل.. جعل الأخيرة أكثر وحشية ودموية وتطاولاً ليس فى غزة وإنما فى سوريا ولبنان وإيران وحتى اليمن.
> هل ينجح «ماسك» فى تأسيس حزب أمريكا الجديد.. مجرد سؤال؟!
> الرئيس السيسى يوجه الحكومة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق الطريق الإقليمى بمناطق أعمال رفع الكفاءة والصيانة.. برافو لوقف نزيف الأسفلت.