فى المحن والشدائد تعرف معادن الرجال.. وفى اللحظات الفارقة والعصيبة التى تواجه الأوطان يتجلى الشرف والوطنية والانتماء والولاء.. وعرف المصريون أن قاموس العلاقات الإنسانية فيما بينهم يجسد أسمى معانى النبل والفروسية والتجرد.. فلا مجال حتى لعتاب ما يواجه البعض من أزمات وشدائد ومحن وكرب.. لكن من الواضح أن هناك من يعتنقون دين المصلحة.. ويعبدون المال والمكاسب والظهور حتى ولو على حساب الوطن.
الوقت فارق وكاشف يفرز الغث من السمين والوطن الشريف من المأجور الرخيص والماس من الفالصو.. تلك هى طبيعة الفترة وأكثر.. ففى علم الأصول والأخلاق الحميدة والترفع والسمو والنبل ألا تغدر ولا تنحاز لعدو وطنك حتى ولو بكلمة تجرح بها هذا الوطن فى وقت المواجهة.. حتى وإن كان هناك عتاب أو انتقاد.. فالوقت ليس مناسباً فنحن فى ذروة المعركة.. يجب أن توجه لسانك وسلاحك إلى عدو وطنك.. لكن من الواضح أننا أمام موسم تكاثر المرتزقة وأنصاف الرجال والمأجورين الذين ابتلاهم المولي- عز وجل- بالجشـع لا يشبعون من متاع الدنيا ونهم المال.. رغم انهم يعانون التخمة ويحسبون انهم جزء من النخبة أو أن الشعب يسمع لهم ولا يعرف حقيقتهم.. لكن الحقيقة انه يعرفهم أكثر من أنفسهم.. يتحدثون باستعلاء ونرجسـية يتربحــون من الاستعراض بعبــارات وكلمــات لا تتسق مع العقل والمنطق والواقع.. يدمنون التنظير والنقد الهدام فى ذروة المواجهة.. والاشتباك مع عدو لا يرحم يتربص لحظة ضعف أو انقسام أو وعى غائب أو فتنة أو تشويه وهز الثقة يراهن على الجبهة الداخلية واحتلال عقول الناس هؤلاء يدعمون قوى الشر.. ويسيرون على نفس النهج وينفذون بنود المخطط.. توهمنا أنهم تلقوا علاجاً خلال السنوات الماضية وتعافوا من هذه الخطيئة وفيروس الارتزاق اللعين.. لكن بكل تأكيد الحماقة أعيت من يداويها.
لن أعيد كلماتهم وعباراتهم وسخافاتهم.. لكنها هى نفس مضامين ومحتويات كلام الإخوان المجرمين العفن.. وأكاذيبهم وحملاتهم للتشويه والتشكيك والتقليل من واقع صنعناه بأيدينا نحن المصريين.. يشير إلى انقاذ وبناء وطن عظيم بات يمتلك القوة والقدرة ويقف على أرض صلبة فى مواجهة عواصف المخططات والمؤامرات العاتية.. للأسف الشديد هؤلاء القلة القليلة يقبعون فى غياهب الكذب والارتزاق يمثلون الجناح اليسارى للجماعة الإرهابية التى صعدت على أكتافهم ولطالما تحالفوا ونسقوا معهم حتى كادت أن تضيع مصر.. ولأن المطلوب فى الوقت الحالى طبقا لأطراف وتعليمات وأوامر المخطط «الصهيو- أمريكي- الإقليمى» هو الهجوم والحرب على عقول المصريين بالأكاذيب وأحاديث الإفك والتنظير الذى يشبه الحمل الكاذب توهماً فى تحريك الداخل وإثارة الفوضى وتشكيك الناس فى نجاحات وإنجازات ما كانت لتتحقق لولا الرؤية والإرادة والتحدى لدى المصريين واصطفافهم.
الكياسة إذا خلصت النوايا واستقامت النفوس.. تقول ان البلد تواجه تحديات وتهديدات ومخاطر غير مسبوقة.. وهناك أعداء يتربصون بها وحالت قوة وصلابة الدولة المصرية دون تحقيق أهدافهم ومخططاتهم.. لذلك يستهدفون الجبهة الداخلية ويطلقون العنان للأكاذيب والتشويه والتشكيك فى محاولة بائسة لتزييف العقول وضرب الاصطفاف الوطنى.. الإنسان الطبيعى الشريف يستشعر من تلقاء نفسه ويختار عن قناعة وإيمان خندق الوطن ولا يهيل التراب على جهود ونجاحات صنعت القوة والقدرة التى تبدو عليها الدولة المصرية فى مواجهة المخططات وبالتالى فمن المنطق ومن لديهم عزة الشرف ألا يساعد قوى الشر وأبواق الإخوان المجرمين وخلاياهم الإلكترونية التى لا تتوقف عن التشويه والتحريض والأكاذيب بل يسخر نفسه لدحض رواياتهم وسردياتهم الفاسدة بحقائق وما أكثرها من أرض الواقع المزهر والمفعم بالقوة والقدرة والفرص.. لكن المرضى الذين تمكنت منهم الحماقة وسيطر عليهم فيروس الارتزاق ساروا على ضرب قوى الشر وحملاتهم الممنهجة ضد مصر وعقول شعبها.
الغريب فى هذا الأمر هو الشجاعة المفرطة فى هذا التوقيت الدقيق الذى يواجه بلادنا وفى زخم التحديات والتهديدات وحرب الاستهداف على مصر ولو أن هؤلاء لديهم ذرة من الاحساس والإدراك بدقة هذه المرحلة والحرص على مصلحة الوطن لاجتهدوا للرد على أكاذيب الإعلام المعادى.. وتصدير طاقات أمل فياضة من واقع التفاؤل والفرص.. اختاروا طريقاً يسلكه أعداء الوطن.. رغم ان الحياء فى الوطن خيانة فما بالنا فى المشاركة فى ترويج الأباطيل والأكاذيب ضد مصر.
الغريب ان هؤلاء لا يرون فى هذا الوطن ما يتحدثون عنه بشكل إيجابى أو يشيدون بأمور على أرض الواقع.. خاصة فى ظل هذا المحيط المضطرب والصراعات المتصاعدة والحرائق المشتعلة فى كل اتجاه.. ورغم ذلك يعيش المصريون فى أمن واستقرار ولم تتعرض مصر لأى مساس لأمنها القومى وحدودها وسيادتها وأراضيها وتلجم كل من يفكر فى الاقتراب من أمنها.. والسؤال المهم ما الفرق بين الأكاذيب وأحاديث الإفك والأباطيل التى يروجها المرتزقة من إعلامى الإخوان المجرمين وبين بعض الشخصيات القليلة فى مصر التى تصنف نفسها زوراً أنها من النخب وما هذا الاتساق بين أحاديث وخطابات الإخوان المسمومة وتنظيرات وفذلكات وإدعاءات هذه الشخصيات خاصة أننا فى فترة شديدة الدقة تمارس فيها الضغوط والابتزاز وتشن فيها الحملات المسعورة والشرسة على مصر وأهداف قوى الشر فى فرض إملاءات على هذا الوطن مثل التهجير وتصفية القضية الفلسطينية ودفع الفلسطينيين فى غزة إلى الحدود.. لكن قوة وقدرة الدولة المصرية وصلابة اصطفاف شعبها تتصدى لهذا المخطط.. والذى أصاب قوى الشر بالجنون وأترك التفسيرات للقارئ حول تشابه خطابات منصات وأبواق وخلايا الإخوان المجرمين الإلكترونية وخطابات جزء قليل من نخب الداخل وهل يتسق هذا السلوك والأكاذيب مع مصلحة الوطن واختيار خندقه فى ظل لحظات فارقة وحاسمة أم ان هناك أموراً أخرى تدار فى الخفاء تكشفها الخطابات والمضامين التى تروج الأباطيل والأكاذيب ضد مصر.
نحن فى مرحلة لا تحتمل ارتداء ثوب البطولات الكرتونية وامتطاء جواد التنظير وتزييف وعى الناس.. فهذه السلوكيات التى تخرج من بعض الشخصيات فى الداخل أخطر على الوطن من حملات قوى الشر المعروف أهدافها.. والأخطر ان خطابات الداخل المزيفة والمحرضة أخطر من الخارج.. لكن فى ظنى ان التوقيت أمر مهم وفاضح لنوايا هؤلاء خاصة مع انطلاق الحملات المسعورة ضد مصر لترويج الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك الصادرة عن جهل وعدم دراية ومعرفة بكامل الأسباب والعوامل والظروف المحيطــة.. وما يحــدث فى المنطقـة من صراعات وتداعياتها وما تضمره قوى الشر من استهداف بحصار مصر وصناعة أزمات وحملات أكاذيب ومحاولات تزييف الوعى وضرب الجبهة الداخلية.. كل ذلك استبعدته طفيليات النخبة.. فالنخبة الوطنية هى التى تدعم الوطن وتسانده وتقدم الرؤى والحلول وتصدر الطاقة الايجابية وتؤكد وتدعم الاصطفاف وتعمل على تنامى الوعى.. «التطهير هو الحل».