في إطار تعزيز التعاون الأكاديمي والطبي بين مصر والدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، استقبلت كلية طب قصر العيني اليوم، الخميس الموافق 10 يوليو 2025، سعادة السفير ألبرت ج. دولي، سفير جمهورية كوت ديفوار لدى جمهورية مصر العربية، يرافقه السيدة منى الدالي، مساعدة السفير، وذلك في زيارة رسمية هدفت إلى دعم ومناقشة آفاق التعاون في إطار البرنامج الفرنسي الجديد “Kasr Al Ainy French – KAF”، المزمع إطلاقه في العام الدراسي 2025/2026.
جاءت الزيارة برعاية الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة.

وكان في استقبال الوفد الإيفواري الأستاذ الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، والأستاذة الدكتورة حنان مبارك، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والأستاذة الدكتورة نادين علاء شريف، أستاذ أمراض النساء والتوليد ومديرة البرنامج الفرنسي بالكلية.
وخلال اللقاء، استعرض الدكتور حسام صلاح تاريخ كلية طب قصر العيني العريق، الممتد لما يقرب من قرنين، مشيرًا إلى تأسيسها عام 1827 على يد الطبيب الفرنسي الشهير كلوت بك، الذي استدعاه محمد علي باشا لإنشاء أول مدرسة طبية حديثة في مصر، مما يبرز الصلة التاريخية العميقة بين مصر والثقافة الطبية الفرنسية.
وأكد أن البرنامج الفرنسي الجديد يهدف إلى تقديم التعليم الطبي المصري المتميز باللغة الفرنسية، بما يسهم في مد جسور التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة، ويعزز من التبادل المعرفي والبحثي بين مصر والقارة السمراء.

كما أشار الدكتور حسام إلى ريادة كلية طب قصر العيني في القارة الإفريقية، حيث تحتل المرتبة الثانية على مستوى القارة، والأولى على مستوى جمهورية مصر العربية، مؤكدًا أن برنامج “KAF” يمثل خطوة نوعية لربط مصر بالدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، من خلال تقديم تعليم طبي عالي الجودة ومتكامل.
من جانبه، عبّر سعادة السفير الإيفواري عن سعادته بزيارة الكلية العريقة، وأعرب عن تقديره لمكانة مصر الرائدة في القارة الإفريقية، خاصة في المجال الطبي.
وأشاد بالإمكانات الكبيرة لكلية طب قصر العيني، من حيث البنية التحتية المتطورة والكفاءات الأكاديمية المتميزة وأعداد الطلاب الوافدين الكبيرة، معتبرًا الكلية واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في إفريقيا.
كما ثمّن السفير مبادرة إطلاق البرنامج الفرنسي، موضحًا أنها تتماشى مع تطلعات بلاده لتعزيز التعاون الأكاديمي المثمر مع مصر، وكشف عن رغبته القوية في دعم برامج تدريب الأطباء الإيفواريين داخل مستشفيات قصر العيني المجهزة، بما يسهم في تطوير الكوادر الطبية في كوت ديفوار.
وخلال الحوار، عبّر السفير عن بعض التخوفات بشأن احتمالية صعوبة اندماج الطلاب الإيفواريين بسبب حاجز اللغة، وهو ما أوضح بشأنه الدكتور حسام أن هناك خطة متكاملة وموازية لتدريس اللغة العربية للطلاب الوافدين داخل الكلية، وذلك بالتعاون مع أساتذة متخصصين من كلية الآداب – جامعة القاهرة.
كما أشار السفير إلى أن بلاده بدأت مؤخرًا في تدريس اللغة العربية في بعض مؤسساتها التعليمية، إيمانًا منها بالأهمية الكبيرة لهذه اللغة في تعزيز التعاون العلمي والثقافي مع دول رائدة مثل مصر.
واختُتم اللقاء بعرض تقديمي شامل قدمته الأستاذة الدكتورة نادين علاء شريف، تناولت فيه استراتيجية البرنامج الفرنسي “KAF”، وأهدافه الطموحة، وآليات الالتحاق به، والدور المنتظر أن يلعبه في دعم التعليم الطبي باللغة الفرنسية داخل القارة الإفريقية.
وشهد اللقاء نقاشًا موسعًا وبناءً بين الوفد الإيفواري وقيادات الكلية حول سبل التعاون المشترك، وتفاصيل التحاق الطلاب بالبرنامج.
وفي ختام الزيارة المثمرة، أعرب السفير عن اهتمامه البالغ بإرساء بروتوكولات دراسية طويلة الأمد بين مصر وكوت ديفوار في المجال الطبي، مؤكدًا حرص بلاده على المضي قدمًا وبقوة في هذا التعاون الواعد مع كلية طب قصر العيني العريقة.