حتى وقت قريب كان السباق قويا بين الأهلى وبيراميدز على الانفراد بصدارة قائمة الأندية المصرية الأعلى فى القيمة التسويقية، وكان الفارق بينهما لا يتجاوز الـ 5 ملايين يورو وبالتحديد قبل مشاركة الأهلى فى منافسات كأس العالم للأندية فى الولايات المتحدة، ولكن بعد صفقات الأحمر المتعددة والقوية بلغت القيمة التسويقية للاعبى الفريق 44 مليون يورو مقابل 21 مليون يورو لبيراميدز، ثم يأتى الزمالك بعدهما بمسافة ليست قريبة وبما يقارب الـ 11 مليون يورو.
لاشك أن الأرقام من أصدق اللغات التى نتحدث بها، وتشير فى الوقت نفسه إلى مجموعة من الحقائق والدلائل لا يمكن التقليل منها تحت أى ظرف، ولست مع هواة التشويه والنيل من نجاح سياسات التسويق والتعامل مع المقدرات والمقومات المختلفة للأندية، ويبدع فيها الأهلى مع شركاته المختلفة فى السنوات الماضية مقارنة بباقى الأندية.. حتى دفع البعض للبحث والتنقيب عن وسيلة أو مسلك لضرب هذه السياسة أو السعى وراء التسليم بعدم سلامتها.
الهلال السعودى نجح فى لفت الانتباه بقوة فى الولايات المتحدة، بعدما اعتمد على مجموعة كبيرة من النجوم من فئة السوبر ستارز، ونجح فى تقديم عروض غاية فى القوة والتأثير سواء أمام الريال أو السيتي، وهى نتائج تتوافق مع قواعد المنطق المعروفة، وتشير إلى حتمية تطابق النتائج مع المقدمات والمقومات المتوفرة.. ولم يدخر الهلال جهدا فى سبيل ترتيب أوراقه وتلبية احتياجاته الفنية والمادية كما يجب، ليضمن الظهور المشرف فى المونديال الكبير.. وهوما يتحتم على الأهلى فعله والسعى إليه إذا ما أراد الخروج من دائرة التمثيل المشرف والمرور إلى فئة المنافسين والساعين وراء مزاحمة الكبار.
مؤشرات الولاء والانتماء لها تأثيرها الواضح، وهو أمر لا يمكن استبعاده أو تجاهله، ولكن الكرة والرياضة عامة صارت استثمارا، ولا يمكنك تحقيق ما تصبو إليه بالمحفزات المعنوية فقط، فلم يكن لبيراميدز مثلا اقتحام مملكة الكبار واستحواذهم على البطولات والألقاب، لولا سعيه لبناء فريق قوى والدفع بمجموعة كبيرة من الصفقات والأسماء اللامعة، دفعته للتقدم فى تصنيف الاتحادين الدولى والأفريقى وتخطى بعض الفرق الكبرى والعريقة فى القارة السمراء مثلا..
لا ينظر أى منكم إلى القيمة التسويقية على أنها رقم عادى يمكن تجاهله، ولا يمكنه أن يعكس قوة وتأثير وقدرات الفرق، فالأمل كان عاديا حينما تقاربت الفرق فى القيم الخاصة بلاعبيها، ولم تتجاوز وقتها عشرات الملايين من الجنيهات، أما الآن نتحدث عن عشرات الملايين من اليورو.. وهذه الأرقام تعكس مدى قدرات وتطور الفرق والأندية بالفعل الآن.