على مدار العقود الماضية، طاردتنا أحلام وتساؤلات كثيرة، ما الذى جرى لمصر، أين دورها الإقليمي، وأين ريادتها الأفريقية والعربية، لماذا تراجعت، أين مصر فى الكثير من المناطق بالشرق الأوسط التى تشكل امتدادات أمنها القومي، لماذا تتقوقع مصر وما هو السبيل لعودة الدور والثقل والريادة المصرية، ألم يكن هذا المضمون محور حواراتنا قبل عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كنا نحلم ونتمنى أن تعود مصر.
الأمر الثانى هل سألت نفسك لماذا نعيش فى أعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان رغم أن كل ما حولنا مشتعل، تشب فيه النيران، نعيش فى منطقة، الصراع فيها يتصاعد، والاضطرابات تتوسع حتى بات الجميع يخشون من لحظة الانفجار ونشوب حرب شاملة، هل سألت نفسك، لماذا تحتضن مصر 10 ملايين لاجئ تعتبرهم ضيوفاً فروا من ويلات الحروب والصراعات والحرائق والإرهاب والاقتتال الأهلى، جاءوا من دول خارت فيها الدولة الوطنية ومؤسساتها بفعل مؤامرات خارجية، لم تعد تقوى على حماية شعوبها وتوفير الأمن والاستقرار والعيش الكريم لهم، هل سألت نفسك وأنت تجلس أمام الشاشات أو تمسك بتليفونك أو تطالع الصحف والأخبار تتابع ما يجرى من حروب وصراعات، وقتل وقصف ودمار، وأنت تتمتع بالاطمئنان والثقة، والأمن والأمان، تتحرك فى بلدك بكل حرية.
هل سألت نفسك كيف لوطن أن يعيش فى أعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار وعلى حدوده الغربية تحديات وتهديدات خطيرة بطول 1200 كيلو متر، وهو نفس الأمر على الحدود الجنوبية، هل سألت نفسك لماذا لا يتسلل أهل الشر والإجرام والإرهاب، وما هى فاتورة هذا النجاح العظيم، وما هى تكلفة هذه اليقظة والتأهب ورفع الاستعداد والجاهزية، وامتلاك القوة والقدرة.
هل سألت نفسك.. هل كان يمكن تجاهل بناء القوة والقدرة ومنظومة الردع، وتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح وتمكينه من امتلاك قوة الردع لدحر كل من يحاول المساس بمصر وأمنها القومي، فى منطقة شديدة الاشتعال والاضطراب، يأكل فيها القوى الضعيف، وماذا لو لم تكن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بناء الجيش الوطنى القوى والقادر الأكثر جاهزية وكفاءة ماذا كان موقف مصر فى هذه الفترات الدقيقة والحافلة بالمؤامرات والمخططات التى تستهدف مصر فى الأساس، والسؤال الأهم ما هى تكلفة توفير الحماية الفائقة لمصر وشعبها ومقدراتها وحدودها وأمنها القومي، وكم تساوى أن تعيش فى أعلى درجات الأمن والأمان فى بيتك بين أولادك وهناك أبطال يوفرون ذلك بكفاءة وبفضل رؤية قائد عظيم، سبق عصره واستشرف المستقبل، وأدرك أن القوة هى من تحمى الاستقرار، والسلام وأن مصر دولة مستهدفة، وأن قوى الشر لن تتوقف عن محاولات تنفيذ المؤامرة والمخطط الذى يحاول النيل من مصر وأرضها وأمنها القومي.
هل سألت نفسك عن التحديات غير المسبوقة التى تواجه القيادة السياسية فى الداخل والخارج، والتهديدات التى تطوق من مصر من كل اتجاه، والظروف الاقتصادية الصعبة بسبب تداعيات الصراعات والأزمات الإقليمية والدولية وفى نفس الوقت يقود وطنه بحكمة واتزان وقدرة على تجاوز هذه التحديات وتأمين الاستقرار للشعب وتوفير احتياجاته، والسؤال هل سبق لرئيس مصرى قبل السيسى أن واجه مثل هذه التحديات والتهديدات مجتمعة وفى توقيت واحد، فى ظل مخططات ومؤامرات وحملات شرسة تستهدف مصر وقيادتها السياسية من الأكاذيب والإساءات، هل سألت نفسك ما هى فاتورة هذا النجاح الكبير، وهل كنا بدون القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة وإعادة بناء الدولة المصرية نستطيع أن نجابه كل هذه التحديات هل سألت نفسك لماذا لم تصدر «القيادة السياسية» للشعب المصرى ما يستهدف الدولة المصرية من تهديدات، حتى لا يشعر بالقلق ويتحمل الرئيس السيسى مواجهة هذه التهديدات والمخاطر مع مؤسسات الدولة، وكيف يعيش المواطن فى أمن وأمان رغم هذه الظروف.
هل سألت نفسك كم بلغت فاتورة القضاء على الإرهاب المدعوم من أكبر دول فى العالم من قوى الشر بالمال والسلاح ليس فقط التكلفة المالية، ولكن فواتير الدم والأرواح من شهداء مصر الأبرار من أبطال الجيش العظيم والشرطة الوطنية هل طرحت على نفسك السؤال ماذا لو استمر الإرهاب إلى هذه الفترة فى آتون الصراعات الإقليمية والمتغيرات الجيوسياسية الحادة والسؤال الأكبر الذى يجب أن تطرحه على عقلك، ماذا عن فاتورة النجاحات والصعود بثقة وقدرة مصر على الصمود أمام الأزمات القاسية المصنوعة، وتداعيات الصراعات، ورغم التضييق والحصار الاقتصادى على مصر من قبل قوى الشر، لذلك أقول فإن القاهرة هى الهدف الكبير والرئيسى لأطراف المخطط الصهيو ـ أمريكى الإقليمى الذى تخوض فيه إسرائيل الحرب المسلحة نيابة عن هذا التحالف، مع تحمل أطراف هذا التحالف تكلفة حروب العربدة الإسرائيلية، بل تحصل تل أبيب على عشرة أضعاف ما تنفقه على هجماتها وحروبها.
هل فكرت فى أهمية وجود مصر فى مناطق ودوائر وامتدادات أمنها القومي، وحماية مقدراتها الوجودية وأمنها البحري، هل تابعت ماذا قال الرئيس الصومالى فى المؤتمر الصحفى مع القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى هل تدرك أهمية الدعم المصرى وتحركات القاهرة فى أفريقيا، والقرن الأفريقى والبحر الأحمر، وجهودها لإطفاء الحرائق والنيران فى دول الجوار.
نعم أعرف جيداً أننا نعاني، لكن لابد أن تعلم أن الوطن يواجه تحديات وجودية تستلزم مواجهات ورؤى وتحركات وجهود فى كل الاتجاهات حماية الأمن القومى والمستقبل، والأمان والأمن والاستقرار، والحفاظ على الأرض والسيادة ليست مجانية بل تضحيات وتكلفة وفواتير، فالحرب على مصر أخطر مما تتصور ويتخيل.. ثق فى وطنك واصطف خلف قيادة استثنائية تاريخية.