فى إحدى الندوات التثقيفية التى نظمتها إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة احتفالا بنصر أكتوبر المجيد قبل سنوات تحدث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى عن حرب العاشر من رمضان مؤكدا انها إعجاز بكل المقاييس العسكرية والعلمية فى ذلك الوقت، مشيرا إلى أن ما حققه المقاتل المصرى فى تلك المعركة يعد دربا من دروب الخيال خاصة وأن العدو الإسرائيلى كان يتفوق من حيث العتاد والتسليح واصفا ما حدث فى حرب أكتوبر 73 بأن « سائق سيارة فيات استطاع أن يسبق صاحب السيارة المرسيدس « مختتما حديثه بأن من استطاع أن يفعل ذلك مرة قادر أن يفعله كل مرة.
تذكرت تلك الكلمات المهمة للرئيس السيسى وأنا أتابع ما أثير مؤخرا حول الفيديو الذى بثته حركة « حسم « الاخوانية لبعض عناصرها وهم يستعرضون حركات قتالية موجهين رسالة تهديد لمصر بأنهم قادمون فى إشارة إلى عودة عملياتهم الإرهابية الخسيسة متناسين أن الشعب المصرى قد لفظهم وأخرجهم هم واخوانهم من المعادلة السياسية المصرية بعد نجاح ثورتنا العظيمة فى الثلاثين من يونيو 2013، وأنهى حلم أو وهم البقاء فى حكم مصر 500 عام !! .
ويبدو أن عناصر حسم وغيرها من الكيانات الإرهابية نسوا أيضا ما فعله بهم أبطال الجيش والشرطة خلال السنوات العشر الأخيرة وأنهم قادرون على فعل ذلك فى أى وقت خاصة وأن جميع أبناء الشعب المصرى باتوا يعلمون جيدا أكاذيب وإفك هذه الجماعات المتطرفة فكريا وأخلاقيا الذين يتاجرون بالدين ويسعون لتنفيذ أجندات دول وأجهزة خارجية، ولكنهم واهمون وسيولون الدبر كما فعل أشياعهم وأتباعهم من قبل.
و حركة «حسم» نشأت بالأساس كذراع إرهابية عملياتية لجماعة الإخوان، وكانت جزءًا من خلايا العمل النوعى المرتبطة بما عُرف بـ»إدارة العمل الثوري» فى جماعة الإخوان منذ 2014.
وأعلنت حركة سواعد مصر الإرهابية «حسم» عن نفسها فى 16 يوليو 2016، بعملية اغتيال رئيس مباحث طامية بالفيوم، ثم نفذت سلسلة من عمليات الاغتيال والتفجيرات ضد ضباط ومدنيين، وحاولت كذلك اغتيال مفتى الجمهورية الأسبق الدكتور على جمعة أثناء توجهه لأداء خطبة الجمعة فى أغسطس 2016،و النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز والمستشار أحمد أبو الفتوح، القاضى الذى أصدر حكمًا بتأييد سجن الرئيس الإخوانى محمد مرسى 20 عامًا.
وبالتوازى مع نشاط تلك الحركة، أعلنت حركة إرهابية أخرى تُسمى نفسها «لواء الثورة» عن تنفيذ عمليات استهداف لأكمنة أمنية وشخصيات أمنية وعسكرية، من بينهم العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة بالجيش المصري، الذى اغتالته الحركة فى أكتوبر 2016، ردًا على مقتل عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان (سابقًا) محمد كمال فى اشتباكات مع قوات الشرطة المصرية فى وقت سابق من الشهر نفسه.
ولم تكن تلك الحركات سوى تطور لحركات العمل المسلح الإخوانية التى أنشأتها الجماعة الإرهابية فى عدد من الدول، وخططت الحركتان الإرهابيتان للسيطرة على الحكم بالقوة، لكن أجهزة الأمن المصرية قامت بشن سلسلة من الحملات الأمنية التى قادت إلى القبض على الكوادر الفاعلة فى الحركات الإخوانية المسلحة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، دأب قادة حركة «حسم» فى خارج مصر، وعلى رأسهم يحيى موسي، على التحريض على العودة للعمل المسلح مرة أخري، ودعت جبهة «المكتب العام» لجماعة الإخوان الإرهابية المسماة أيضًا بـ«تيار التغيير»، وهى المجموعة المحسوبة على الإرهاب عضو مكتب الإرشاد السابق محمد كمال، إلى الإعداد والتدرّب من أجل تغيير الحكم فى مصر بالقوة !! .
وتم بالفعل نشر عدد من البيانات باسم «الأمانة العامة لجماعة الإخوان» و أصدرت حركة «حسم» الإرهابية الفيديو الأخير لها، متوعدةً بالعودة للنشاط المسلح.
ولكن هيهات هيهات لهم فالابطال فى الجيش والشرطة، بل جميع أبناء الشعب المصرى لهم بالمرصاد ولن يسمحوا أبدا لكائن من كان أن يهدد أمن واستقرار وطنهم.