فض مجلس النواب دور الانعقاد الخامس وشهدت الجلسة العامة أمس، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالي، الموافقة على تعديل قانون التعليم الصادر بالقانون رقم 139 لسنة 1981، والمقدم من الحكومة بشكل نهائي.
كما وافق المجلس على تعديلات قانون الرياضة نهائيًا.
خلال الجلسة طالب عدد من أعضاء المجلس بتشكيل لجنة تقصى حقائق للكشف عن حقيقة ما جرى فى حريق سنترال رمسيس، والذى تسبب فى تعطيل قطاعات حيوية فى الدولة.
وأكد النائب عبدالهادى القصبي، زعيم الأغلبية، ضرورة الكشف عن جميع الملابسات المتعلقة بالحادث، متسائلًا: «لماذا حدث هذا؟ وما هى الإجراءات التى اتخذت لتفادى تكرار مثل هذه الكوارث؟».
شدد النائب عمرو درويش على أهمية تشكيل لجنة تقصى حقائق، موضحًا أن «مصر كلها تعطلت بسبب الحريق»، وطالب باستدعاء عاجل لوزير الاتصالات لشرح تفاصيل ما حدث، ومعاقبة المسئولين عن الأزمة، بمن فيهم المتسبب والمخطئ والمسئول السياسي.
قال النائب أحمد فرغلى إن ما جرى يعد «استجوابًا مكتمل الأركان»، مشيرًا إلى أنه سبق ورفض منح الثقة للحكومة، والآن يطالب بسحبها بالكامل ورحيلها.
كما وافق المجلس على تقرير اللجنة المشتركة من هيئات مكتبى اللجنة الاقتصادية والخطة والموازنة بشأن اتفاقية قرض من بنك الاستثمار الأوروبى بقيمة 90 مليون يورو لدعم مشروع المرونة الغذائية فى مصر. واستعرض الدكتور محمد سليمان، رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، مؤكدًا أن هذا التمويل يأتى ضمن جهود الدولة لتعزيز البنية التحتية لتخزين الحبوب واللوجستيات، بما يدعم المشروع القومى للمخازن الإستراتيجية.
وافق المجلس على استقالة النائبة أميرة صابر وذلك لعزمها الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ.
فى نهاية الجلسة تحدث رئيس المجلس قال فى لحظة تختلط فيها المشاعر النبيلة بالعزائم الصادقة، وتتجلى فيها أسمى معانى المسئولية الممزوجة بالفخر، نصل إلى محطة ختامية فى مسيرة عامٍ حافل بالعطاء والعمل الوطنى الدءوب.
نُسدل الستار على أعمال دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعى الثانى لمجلس النواب، هذا الصرح الدستورى الشامخ، الذى لم يكن يومًا مجرد قاعةٍ للتداول، بل كان صوتًا حيًا للأمة المصرية، وضميرًا يقظًا لها، وحارسًا أمينًا على مصالحها وآمالها وتطلعاتها.
لقد مضى المجلس على مدار أدوار الانعقاد المنقضية، مجسدًا قيم الوطنية الحقة، حاملًا أمانة التشريع والرقابة بكل إخلاصٍ واقتدار، مستلهمًا من تاريخ الوطن دروس التضحية، ومن حاضره روح الإصرار والمثابرة. لم يكن طريقنا مفروشًا بالورود، بل كان مملوءًا بالتحديات، تزاحمت فيه الملفات، وتشابكت فيه الأولويات، ونحسب أننا كنا على قدر ثقة الشعب، وعلى قدر اليمين الدستورية.
أضاف جبالى لقد حرصنا كل الحرص أن نقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب والتيارات السياسية داخل المجلس، مؤمنين بأن التنوع السياسى مصدر قوة لا سبب ضعف، فلم نغلق بابا فى وجه المعارضة، بل سعينا جاهدين إلى إعلاء صوت الحوار والتوافق، نعمل بروح الفريق الواحد، ونتجاوز العقبات بوحدة الصف وتغليب المصلحة الوطنية.
انتهز هذه الفرصة كى أتقدم بالشكر والتقدير للمعارضة الوطنية داخل مجلس النواب؛ التى أدّت دورها بمسئولية، فكانت صوتًا نقديًّا موضوعيًّا، غايته الإصلاح من أجل ازدهار الوطن وتقدمه.
وقد حاولنا قدر المستطاع خلق مزيد من مساحات التوافق مع الحكومة حول مشروعات القوانين، دون أن نتخلى عن دورنا الرقابى والتشريعي، لقد تصدى المجلس بعزيمة صادقة لحزمة من مشروعات القوانين شديدة الحساسية؛ واضعًا نصب عينيه مصلحة الوطن، وصون حقوق المواطنين على حد سواء، وتعزيز دولة الدستور والقانون.
من تحت قبة مجلس النواب؛ أُعرب عن خالص التقدير والامتنان للحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذى قاد بكل إخلاص منظومة العمل التنفيذي، لقد لمسنا من الحكومة تعاونًا صادقًا، وقنوات اتصال فاعلة، أتاحت نقاشًا جادًّا ومثمرًا، وعكست حرصًا مشتركًا على تحقيق التكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
أخص بالشكر المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى، الذى كان ركيزة للتفاهم، وعنوانًا للجدية فى تعزيز أواصر التعاون بين المجلس وأعضاء الحكومة.
قال جبالى لقد شهدت أدوار الانعقاد الخمسة الماضية، تعاونًا مثمرًا وبنّاءً بين مجلسى النواب والشيوخ، وأشيد بدور مجلس الشيوخ وعلى رأسه المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ فى إثراء العملية التشريعية.
لا نغفل أبدا؛ عن توجيه التحية والتقدير لأجهزة الإعلام والصحافة والسادة المحررين البرلمانيين، الذين نقلوا إلى الرأى العام صورة دقيقة عن أعمال المجلس، بحرفية ومهنية، وبكل إخلاص وشفافية.
قال هناك كلمات ظلّت تجول فى خاطري، خلال الفترة الماضية، تُلحّ على ضميرى، وتطرق أبواب الصمت فى داخلي، وقد عزمت إن أقولها للتاريخ، وأتلوها على مسامعكم ومسامع الشعب المصرى العظيم، هى كلمات وفاء بكل صدق للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، هذا القائد الذى اختار طريق العمل فى صمت، والإخلاص فى أداء الواجب، والتجرد فى خدمة الوطن، ولم يطلب يوما جزاءً ولا شكورًا.
لقد قدّم الرئيس نموذجًا فريدًا واستثنائيًا فى القيادة الراسخة، فى وقت عصفت بالوطن التحديات، وتلاحقت حوله الأزمات إقليميًا ودوليًا، وحيكت ضده المؤامرات من أطراف لا تريد لهذا البلد استقرارا، وأحيانًا يبدو وكأنه يواجه أمواج التحديات وحده، ورغم ذلك، تصدّى فخامته بعزم واقتدار؛ وواجه المتغيرات بعقلٍ يقظ ورؤية ثاقبة، فكان كما عهدناه دومًا:
صوت العقل فى زمن الفوضى، ورمز الثبات فى وجه الرياح العاتية، وسند الدولة فى ساعات الاختبار.
أقولها بكل يقين، ومن أعماق ضمير وطنى لا يجامل فى الحق: هذا قدَرُ الأوفياء، أن يحملوا أوطانهم فوق أكتافهم فى اللحظات الفارقة حتى يصلوا به إلى بر الأمان، والتاريخ يكون شاهدًا لهم لا عليهم.
ستظل الأجيال القادمة، تحمل فى قلوبها لكم عظيم التقدير، وفى ذاكرتها جل معانى الوفاء، عرفانًا بما قدمتموه من جهود بعزيمة لم تُكسر، وإيمان لم يتزحزح؛ من أجل بناء دولة عصرية قوية.
لا يسعنا فى هذا المقام؛ إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر، وأصدق عبارات التقدير والامتنان، إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، داعين المولى -عز وجل- أن يسدد على طريق الحق والخير خطاه.
النواب يقفون تقديرًا للرئيس السيسى
وقف مجلس النواب رئيسا وأعضاء خلال الجلسة العامة الختامية للمجلس فى دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعى الثاني، التى عقدت أمس، تحية وتقديرا ورسالة شكر للرئيس عبد الفتاح السيسى.
جاء ذلك بعدما تحدثت النائبة هند حازم، الممثلة عن ذوى الإعاقة فى مجلس النواب، وقالت إنها تشرفت بعضوية مجلس النواب، وطالبت المجلس بالوقوف دقيقة شكر وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى، واستجاب المجلس بالوقوف وتقديم تحية للرئيس وسط تصفيق كبير.
ووجهت النائبة الشكر للرئيس السيسى لحرصه على دعم وتمكين ودمج ذوى الهمم ومنحهم الفرص لتولى المواقع القيادية وتحقيق متطلباتهم.
كما وجهت الشكر لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ونوابها على دورهم وجهودهم فى مجلس النواب، وكذلك وجهت الشكر للأغلبية والمعارضة، ولرئيس المجلس والأمين العام ووزير الشئون النيابية.