تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى استهداف النازحين والمجوّعين مما أدى إلى ارتفاع آخر حصيلة للشهداء والجرحى إلى ما لا يقل عن 105 شهداء وأكثر من 680 جريحًا استقبلتهم مستشفيات غزة بعد قصفهم فى غارات إسرائيلية شملت مناطق عدة بالقطاع منذ فجر أمس.
وأما عن شهداء مراكز المساعدات الأمريكية، فأوضح مجمع ناصر الطبى فى غزة أن 5 فلسطينيين استشهدوا بنيران قوات الاحتلال قرب أحد تلك المراكز شمالى مدينة رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة.
فى المقابل قالت سرايا القدس إنها قصفت موقع قيادة إسرائيلى بالشجاعية بصاروخ موجه مؤكدة تحقيق إصابة مباشرة، وأضافت أنها تمكنت من تفجير آليتين إسرائيليتين بعبوات مضادة للدروع فى أثناء توغلهما شرق حى الشجاعية فى مدينة غزة الخميس الماضي.
وعلى صعيد المفاوضات وصل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، إلى الولايات المتحدة استعدادًا لإجراء لقاءات مع الرئيس دونالد ترامب وعدد من المسئولين الأمريكيين. وقال نتنياهو إنه سيركز فى المباحثات على «خلق شرق أوسط جديد».
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمريكية، لم تسمها، قولها إن الإدارة الأمريكية تريد إعلانًا واضحًا يلزم الطرفين (إسرائيل وحماس) باتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة.
وأوضحت المصادر أن الأمر قد يستغرق بضعة أيام بعد الإعلان لاستكمال التفاصيل، لكن الهدف هو الالتزام بالعملية.
وكان ترامب أشار خلال حديثه للصحفيين إلى وجود «فرصة جيدة» للتوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن تبادل الكثير من الأسرى الأسبوع الجاري.
وماتزال تتواصل فى الدوحة عاصمة قطر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى فى غزة، وسط توقعات بدفع المفاوضات إلى هدنة مدتها شهران.
ومن جانبها نقلت صحيفة وول ستريت جورنال أمس عن مصدر مطلع أن رئيس الأركان الإسرائيلى إيال زامير قال للحكومة إن استمرار العمليات العسكرية فى قطاع غزة تهدد حياة الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. وأضاف المصدر أن زامير يفضل صفقة تنهى الحرب وتعيد جميع «الرهائن» دفعة واحدة.
وقال رئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض إنهاء الحرب ويتجرأ على دفع ثمن بقائه بدماء الآخرين، مشددًا على أنه يلحق الدمار بإسرائيل ولن يهزم حماس.
من جانبها حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من مخطط خطير ومشبوه يستهدف قطاع غزة بغرض تحويله إلى مشروع استثمارى على أنقاض الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن غزة ليست عقارًا للبيع بل جزء أصيل من أرض فلسطين التاريخية ولا يمكن لأى قوة أن تنتزعها من أهلها.
وفى الضفة الغربية المحتلة تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقال الفلسطينيين وهدم منازلهم فى حين قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن «المستوطنين وجيش الاحتلال نفذوا 11 ألفا و280 اعتداء بالضفة خلال النصف الأول من هذا العام.
واقتحمت قوات الاحتلال قرية روجيب شرق مدينة نابلس وحى المربعة فى مخيم طولكرم بالضفة الغربية وشرعت بهدم منازل، كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلى مبنى فى قرية خربثا المصباح غرب مدينة رام الله.
واقتحم جيش الاحتلال القرية مصحوبًا بجرافات الهدم التى شرعت بهدم المبنى السكنى الواقع عند مدخل القرية بحجة البناء من دون ترخيص. واستنادًا للمصادر فإن المبنى كانت تقطنه عائلات يصل عدد أفرادها نحو 50 شخصًا.
وفى القدس اقتحم 137 مستوطنًا متطرفًا المسجد الأقصى مرتين أمس فى ظل تصاعد اقتحامات المستوطنين.
إنسانيًا أكد مدير مجمع الشفاء الطبى محمد أبو سلمية أن القطاع الصحى فى غزة يعانى نقصًا كبيرًا فى وحدات الدم بسبب ارتفاع الإصابات جراء غارات الاحتلال المتواصلة.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إن جميع أنظمة الغذاء فى قطاع غزة على وشك الانهيار، وإن غالبية الأسر فى القطاع بالكاد تتناول وجبة واحدة فى اليوم، جراء الحصار الإسرائيلى المشدد المفروض على القطاع منذ عدة أشهر. وذكر البرنامج الأممى أن وقف إطلاق النار فى غزة يهيئ الظروف اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق.
من جانبها جددت حماس إدانتها مواصلة الاحتلال استهدافه المباشر والمتعمد للمدارس ومراكز إيواء النازحين، وأنه يؤدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى يوميًا. وطالبت حماس بالرجوع إلى توزيع المساعدات بإشراف الأمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة. وأضافت حماس أن آلية توزيع المساعدات فى قطاع غزة تحولت إلى مصائد موت تديرها قوات الاحتلال بغطاء أمريكي.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدأت تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو خطة توزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ»مؤسسة غزة الإنسانية»، بحيث تجبر الفلسطينيين المجوّعين على المفاضلة بين الموت جوعًا أو برصاص الجيش الإسرائيلي.
وحتى 29 يونيو الماضي، قال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، إن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على «المساعدات الأمريكية الإسرائيلية» قرب مراكز التوزيع منذ 27 مايو الماضي، بلغ نحو 580 قتيلا وأكثر من 4 آلاف و216 مصابًا، إضافة إلى 39 مفقودًا.