عندما تعود بالذاكرة إلى الوراء وتحديدًا إلى أحداث الفوضى، ومخطط الإسقاط، تكتشف أن هناك ارتباطًا ما جرى فى هذه الفترة الخطيرة من تاريخ مصر، وحتى حكم الإخوان المجرمين وعزل الشعب لهذا النظام الفاشى، وصولاً إلى القضاء على الإرهاب فى سيناء خاصة وفى كافة ربوع البلاد بشكل عام، وبين ما يحدث الآن من عدوان وحرب إبادة فى قطاع غزة يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة إلى مصر والاردن، وهو ما يشير إلى أن الهدف كان ومازال سيناء.
منذ يناير 2011 حاولوا تنفيذ المخطط الصهيو ــ أمريكى، بإسقاط الدولة المصرية، والعمل على افقادها السيطرة على سيناء بالإشغال والاشعال والفوضى والإرهاب، حيث توالت العمليات الإجرامية التى تستهدف أبطال الجيش والشرطة وأهالينا فى سيناء، وخلال الشهور الأخيرة خرجت تسريبات عن الجهات والدول الداعمة للإرهاب فى سيناء لكن الدولة المصرية وجيشها العظيم وشرطتها الوطنية نجحوا فى القضاء على الإرهاب واجهاض المؤامرة، وقطع الطريق على المؤامرة والمخطط الذى كان يستهدف تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو نفس المخطط الذى يحاولون تنفيذه الآن من خلال الضغط على الفلسطينيين فى غزة، والفرق بين ما كان يجرى فى يناير 2011 وحتى عزل الإخوان والقضاء على الإرهاب وبين ما يجرى الآن فى قطاع غزة وما يطالب به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باستقبال مصر والاردن الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة وبالتالى تحقيق أهداف المخطط الصهيو ــ أمريكى بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وتحقيق أوهام إسرائيل الكبرى أو الجزء الأول من هذه الأوهام.
ما كان يجرى فى جنح الظلام من خلال فوضى ومؤامرة يناير 2011 كنت أتساءل لماذا كان اصرار الجماعات الإرهابية بقيادة الإخوان المجرمين والطابور الخامس والمرتزقة على الإساءة لجيش مصر العظيم ومحاولات التحرش بأبطاله، والسؤال الكبير، لماذا كان المتأسلمون والإرهابيون بقيادة الإخوان يحاولون اقتحام وزارة الدفاع، ولماذا كانت الفوضى والمظاهرات فى العباسية ليكشف لنا بوضوح أن الجيش المصرى كان ومازال هو الهدف، وأنه هو الذى يقف حائط الصد وحجر العثرة أمام المخطط الصهيو ــ أمريكى ومحاولات الوقيعة بين الجيش والشعب.
السؤال الثانى هل تتذكرون مقولة الإرهابى محمد البلتاجى فى اعتصام رابعة المسلح عندما قال هذا الذى يحدث فى سيناء سيتوقف عندما يعود الرئيس محمد مرسى إلى السلطة وقصر الاتحادية وهذا يكشف لنا بوضوح أن «ريموت» الإرهاب فى سيناء فى يد الإخوان المجرمين، وهم من يديرونه وأنهم مجرد أدوات فى المخطط الصهيو ــ أمريكى وأنهم دائمًا يمهدون الأرض والأجواء ويضعفون الدول ويقضون على مقدراتها الإستراتيجية من أجل تحقيق أهداف وأطماع وأوهام الصهاينة.
مصر فى كلتا الحالتين انتصرت، واجضهت مؤامرة يناير 2011 والشعب تكفل بإسقاط وعزل نظام الإخوان وقضى الجيش العظيم والشرطة الوطنية على الإرهاب، واليوم مصر تقف فى جه المخطط الصهيو ــ أمريكى منفردة بمواقف شريفة وحاسمة، ترفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين بشكل عام وعلى حساب الأمن القومى المصرى والأراضى المصرية سيناء على وجه الخصوص، وأن ذلك خط أحمر لا تهاون ولا تفريط فيه، ولن يحدث وأى محاولات لتنفيذ ذلك تنذر بحرب شاملة والقاهرة ترفض وتتصدى بحسم وبشكل قاطع أى محاولات أو ضغوط أو ابتزاز أو حتى إغراءات ولم ولن تتنازل عن مواقفها ولن تفرط فى ثوابتها وأمنها القومى، وستظل تساند وتدعم الحق ولن تشارك بظلم ولن توافق على تهجير الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم وتؤكد أنه لا سلام فى الشرق الأوسط بدون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليس ذلك فحسب بل جاءت رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى استباقية تستشرف المستقبل فى حماية وتأمين سيناء والحفاظ عليها وبطبيعة الحال حماية الأمن القومى المصرى على كافة الاتجاهات الإستراتيجية أو بمفهومه الشامل، لذلك فإن المصريين مطمئنون تمامًا على هذه الأرض الطيبة.
الرئيس السيسى لم يكتف بحماية سيناء دفاعيًا وعسكريًا، بل أيضا قاد أكبر ملحمة لتنمية وتعمير سيناء انفقت عليها الدولة بسخاء لأنها قضية أمن قومى، ولعل الأحداث الجارية من عدوان وحرب إبادة فى قطاع غزة واطماع وأوهام المخطط الصهيو ــ أمريكى فى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يكشف ويجسد ويؤكد عظمة وعبقرية رؤية الرئيس السيسى لتنمية وتعمير سيناء وتحويلها إلى مركز للبناء المرتكز على حسابات دقيقة من خلال ربطها بالوادى من خلال اقامة خمسة انفاق جديدة أسفل القناة تجعل سرعة الوصول إليها، هدفًا وحلمًا يتحقق أيضا.. تحقيق آمال وتطلعات المصريين فى سيناء من تطوير عصرى لكافة الخدمات المقدمة إليهم من رعاية صحية، وتعليم وفرص عمل، وحماية إجتماعية، ونهضة زراعية وتدففات استثمارية، وتطوير عصرى للموانىء والمطارات، وأيضا مشروعات صناعية عملاقة والهدف تحويلها إلى مركز عالمى للعمل والانتاج والاستثمارات والزراعة والصناعة والتجارة واللوجستيات وربط موانيها، بموانىء البلاد عبر وسائل مختلفة، لتشهد سيناء عصرًا ذهبيًا فى الأمن والاستقرار والبناء والتنمية والتعمير، وتتعانق قوة الرجال مع قوة البناء لحماية سيناء والحقيقة أن ثورة 30 يونيو العظيمة كانت نقطة فارقة ويعود لها الفضل فى انقاذ سيناء من مؤامرة الإخوان الذين وافقوا على التنازل عن جزء كبير من سيناء لصالح المخطط الصهيو ــ أمريكى وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وانهاء وتصفية القضية الفلسطينية، لذلك فهؤلاء هم الإخوان وحقيقتهم وخيانتهم وتجارتهم بالدين والشعارات وما هم إلا أحذية وأدوات رخيصة لدى الصهاينة، والأمريكان، لذلك يسعون فى أرض العرب والإسلام فسادًا وإفسادًا وإرهابًا وإضعافًا وإسقاطًا وتآمرًا، ليسوا لهم علاقة لا بالإسلام ولا بالوطنية والأوطان، مجرد خونة ومرتزقة.
سيناء فى أمن وأمان واطمئنان وحماية بفضل رؤية قائد وطنى عظيم، قام ببناء منظومة متكاملة وصلبة لحماية هذه الأرض الطاهرة.. ومازال نموذجًا وقدوة للشرف والشموخ الوطنى.